للتاريخ .. الملك فهد وبخ حمد بن خليفة على قلة أدبه مع والده في حضرة قادة الخليج‎

الأحد ١٦ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٧:١٢ مساءً
للتاريخ .. الملك فهد وبخ حمد بن خليفة على قلة أدبه مع والده في حضرة قادة الخليج‎

لم يعد الخلاف مع دويلة قطر، خفيًا في ملامحه وأبعاده الراهنة، إلا أنَّ الجهل بمعطياته، ومحاولات دولة التآمر بقيادة تنظيم الحمدين تشويه التاريخ، وتزييف الحقائق، تضعنا أمام مسؤولية توثيق تاريخنا، القائم على الحق والعدل، الساعي لإرساء الاعتدال، ونبذ التطرف والإرهاب بأشكاله كافة، حتى في العلاقات بين الدول.

نحن لسنا دعاة حرب، لكننا إن قرعت طبولها لها جاهزون، ثلاثة عقود من الصبر واحتواء المراهقة السياسية، تؤكّد أنَّ مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة، لم تأت من فراغ.

 

قطر وشرورها غير العادية:

قد نتساءل، لمَ القول هنا ثلاثة عقود، على الرغم من أنَّ الشائع أنّها عقدان فقط، إلا أنَّ كثيرين ينسون متى بدأت ألاعيب قطر، نعم إنها قرابة 3 عقود، منذ احتلال العراق لدولة الكويت عدوانًا وإرهابًا، وهو تاريخ تشهد عليه الأجيال، ولا يمكن تزييفه أو المراوغة فيه، فالخلاف مع قطر ليس سحابة صيف عابرة، بعدما أصبحت قطر خطرًا حقيقيًا على أمن الخليج، وممرًا لأعداء وخصوم المملكة.

قطر بتمويلها تنظيمات وأفراد ضد حكوماتهم، وفتح أعداد كبيرة من محطات التلفزيون والمواقع وحسابات التواصل، لشن حملات منظمة تدعو صراحة لإسقاط الحكومات بالقوة، تؤكّد أنَّ الخلافات المألوفة بين الدول لم تعد هي ذاتها، إذ تحوّلت في حالة قطر إلى شرور غير عادية، مستمرة، وغير مبررة.

 

عودة تاريخية:

شهدت الدوحة، في كانون الأول/ديسمبر من العام 1990، إبان احتلال الكويت، اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بغية تحرير الدولة التي اغتصبت عدوانًا، وشرّد أكثر من مليون شخص بسبب ذلك الاحتلال، فضلاً عن نفي حكومتها، إلا أنَّ ولي عهد الدوحة آنذاك حمد بن خليفة، أصرّ على نقاش موضوع يخصّه، رافضًا نقاش تحرير الكويت، قبل إنهاء الخلاف القديم مع البحرين على سيادة جزر “حوار”، بحجّة أنَّ الدوحة هي رئيسة المجلس، ويحق لها فرض مواضيع النقاش على القمة الخليجية.

ولم يزل العالم يشهد، على تطاول حمد يومها على أبيه، وقادة دول المجلس، الذين كان من بينهم المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز، المعروف بموقفه الثابت من الكويت، وتشديده على وحدة المصير السعودي الكويتي.

 

ولمن لم يعايش تلك الحقبة، فقد  غادر الملك فهد ـ رحمه الله ـ الاجتماع الخليجي غاضبًا، وحمد خلفه راجيًا، بعدما سمع حمد بن خليفة من الملك فهد، ومن باقي القادة، ما يسوؤه، إذ وبّخه الملك فهد بشدة، على قلة أدبه مع والده الشيخ خليفة، وعلى كلامه الأرعن.

وهدّد الملك بالانسحاب، والعودة للرياض، وعلى خطاه باقي قادة دول التعاون، لتبدأ مشاكل دويلة التآمر منذ ذلك الحين، وتكللها في مرحلة مفصلية، عملية الانقلاب التي نفّذها حمد على أبيه.

وعلى الرغم من ذلك، يتجرّأ القزم عبدالله العذبة، منذ مقاطعة قطر، على الظهور على شاشات أفعى قطر الإعلامية “الجزيرة”، ليزيّف التاريخ، ويروي حكاية لا تمت للحقيقة بصلة، بغية منح بلاده حجمًا أكبر من حجمها، ووضعها في مقارنة مع المملكة العربية السعودية.

 

معارك حقد دفين:

تخوض الدوحة، معاركها مع طواحين الهواء، فقط بغية الحصول على قيمة سياسية لا وجود لها في الحقيقة، وبغية تحقيق ذلك، دخلت طرفًا في العديد من المعارك الصبيانية، إذ صارت ممرًّا ومركزًا لكل معارض أو داع لتغيير الحكم في المملكة العربية السعودية، والدول الخليجية.

وتبنّت الدوحة التحالف مع إيران وما يسمى بـ “حزب الله” اللبناني، المصنّف إرهابيًا، فضلاً عن موقفها من سفاح سوريا بشار الأسد. لتوسّع نشاطها أكثر، بغية النيل من دول المنطقة كافة، بداية من الجارة البحرين، وصولاً إلى مصر، ودعم المشروع الإخواني الفارسي في أفريقيا.

 

الحقيقة مؤذية:

مولت دويلة التآمر، بقيادة تنظيم الحمدين، تنظيمات وأفراد ضد حكوماتهم، وشنّت حملات منظّمة تدعو صراحة لإسقاط تلك الحكومات بالقوة.

ولم تتوقف الدوحة عند هذا الحد، بل تحالفت مع جماعات إرهابية، مثل القاعدة، التي شكّلت الدوحة منبر ترويج أنباء العمليات، وتبث حصريًا أشرطة بن لادن والظواهري، قائدي التنظيم الإرهابي، التي يدعوان فيها صراحة لقتل الأميركيين، فضلاً عن الإخوان المسلمين، الذين يريدون لأنفسهم حكمًا دينيًا، على غرار نظام الملالي.

أما الأكثر خطورة، بعد تسليمها لقيادات المقاومة الفلسطينية على طبق من ذهب للاحتلال الإسرائيلي، عبر تسهيل اغتيالهم، ومن بينهم الجعبري، فهو ما تفعله ضد دولة البحرين؛ إذ لم تتوقف قطر عن تمويل المعارضة البحرينية؛ سلمية كانت أو مسلحة، بغية إسقاط النظام البحريني.

قطر تفعل كل شيء، وتدعم كل أحد بلا تمييز، تناصر الجماعات الدينية المتطرفة؛ سلفية وإخوانية، وكذلك القومية العربية الفاشية، والجماعات اليسارية، وتموّل الجماعات المسلحة في العراق، كل ذلك بغية الظهور بمظهر الدولة، على الرغم من أنها قد لا تتجاوز حجم محافظة من محافظات السعودية.

 

هذه هي قطر، بتاريخها الدموي، الذي تحاول من خلاله أن تصنع لها اسمًا يذكره التاريخ، متناسية كيف سيكون ذلك الذكر.