مقاطعة الدوحة في شهرها الثاني .. الريال القطري ينهار ومياه إيران الإقليمية تضرب الصادرات

الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٨:٥٤ مساءً
مقاطعة الدوحة في شهرها الثاني .. الريال القطري ينهار ومياه إيران الإقليمية تضرب الصادرات

حذّر “كوميرز بنك” الألماني، من استمرار عزلة قطر، مبيّنًا أنَّ المقاطعة تدفعها إلى التخلي عن ربط عملتها بالدولار الأميركي، مؤكّدًا أنَّ استخدام المياه الإقليمية الإيرانية يضرُ بصادرات قطر من الغاز والنفط. ومع دخول أزمة قطع العلاقات مع قطر، من طرف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) شهرها الثاني، بدأت تأثيرات الأزمة تتفاقم على أصعدة عدة، لا سيّما أسواق قطر المالية وسعر صرف عملتها.

 

الصادرات تتضرر باستخدام مياه إيران الإقليمية:

وأكّد مصرف “كوميرز”، ومقره فرانكفورت، أنَّ “المقاطعة كلما طالت تزيد احتمالية أن تقوم السلطات في قطر بفك عملتها عن الدولار الأميركي، من أجل مواجهة الضغوط، التي تتمثل في ضرورة تدخل البنك المركزي القطري باستمرار، تجاه الضغط على قيمة الريال القطري، وبالتالي سيفقد المركزي باستمرار احتياطات العملة الأجنبية”، لافتًا إلى أنَّ “الصعوبات الاقتصادية للبلد الصغير، التي من المرجح أن تزداد مع مرور الوقت، تعني أنَّ البلد لا يستطيع إلا استخدام المياه الإقليمية الإيرانية لنقل الغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي سيؤثر في أداء الصادرات”.

 

مركزي قطر يكذب:

وفند المصرف مزاعم محافظ “المركزي القطري”، قال فيها إن الاحتياطات في بلاده تبلغ 340 مليار دولار، كاشفًا أنَّ “تسييل الأصول من صندوق الاستثمارات أو احتياطات قطر سيبعث بإشارة سلبية تضر بعملة قطر”، مبيّنًا أنَّ “ما تحدث عنه المحافظ من وجود 33 مليار دولار احتياطات لدى البنك المركزي القطري، تفي باحتياجات السيولة على المدى القصير”.

 

سوق سوداء لعملة قطر:

وتقبّلت قطر، فكرة ظهور سوق موازية في الخارج لعملتها، بغية الحفاظ على احتياطاتها من الدولار، في الوقت الذي يسعى فيه البنك المركزي القطري، إلى المحافظة على سعر صرف الريال مقابل الدولار عند 64.3 ريال للدولار داخليًا، إلا أنَّ مصارف وشركات صرافة توقفت عن التعامل بالريال القطري، بعد تذبذب سعره، ووصوله منذ بدء الأزمة إلى 3.67 ريال للدولار الأميركي في الخارج، كما سجل تراجعًا بنسبة مؤثرة أمام وحدات حقوق السحب الخاصة المصدرة من صندوق النقد الدولي.

وفي سياق متّصل، أشارت وكالة “بلومبيرغ”، وفقًا لمصادرها المصرفية، إلى لجوء المقرضين في قطر إلى الأسواق الخارجية؛ حيث يتم تداول العملة القطرية بأسعار أقل، وهو ما يعكس، ضعف السيولة بين المصارف في قطر، موضحة أنَّ “قطر قد ترضخ لظهور سوق موازية لعملتها، إذا ما أرادت الحفاظ على احتياطاتها الأجنبية في ظل هذه الأزمة”.

 

ربط الريال بالدولار .. أزمة خلف الستار:

إلى ذلك، أوضح محللون أنَّ ربط الريال القطري بالدولار في السوق المحلية سيبقى قائمًا، ولكن المأزق الحقيقي سيكون أمام المصارف، التي تواجه متطلبات كبيرة لتمويل مشاريع كأس العالم 2022، لا سيّما أنَّ نحو 25% من أصحاب الودائع لديها هم من غير المقيمين.