الجبير يصافح ظريف بدبلوماسيّته المعهودة رغم كل الظروف

الأربعاء ٢ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١٢:٠١ صباحاً
الجبير يصافح ظريف بدبلوماسيّته المعهودة رغم كل الظروف

بدبلوماسيّته المعهودة عنه، وفراسته في اللحظات التي يراد منها إرباكه وإرباك المملكة العربية السعودية؛ كونه أحد ممثليها العالميين، تمكّن وزير الخارجية عادل الجبير، من إبهار وسائل الإعلام مرّة أخرى، بحركة دبلوماسية، وضعت حدًّا لكل التكهنات، وبيّنت كيف أنَّ القضية الفلسطينية، أولوية في سياسة المملكة الخارجية.

وتأتي هذه المصافحة بين وزيري خارجية البلدين، على الرغم من الموقف الإيراني المتعنّت في شأن حادثة اقتحام السفارة السعودية لدى طهران، ورفضها المشاركة السعودية، في التحقيق بشأن الواقعة، التي أدّت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ مطلع العام 2016.

صور الجبير وظريف.. مصافحة دبلوماسية طبيعية

وتداولت وسائل الإعلام الدولية، 3 صور جمعت بين وزيري خارجية المملكة وإيران، عادل الجبير، ونظيره محمد جواد ظريف، في مدينة إسطنبول التركية، على هامش فعاليات الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت اليوم الثلاثاء 1 آب/ أغسطس الجاري، بغية دعم القدس والمسجد الأقصى، في ظل الممارسات التعسفية للقوات الإسرائيلية.

 

وعقّب الوزير ظريف، على الصور التي جمعته بالوزير الجبير في إسطنبول، في تصريح إعلامي، بأنَّ “هذه الخطوة تعود إلى الاحترام والصداقة القديمة التي تربطه بالجبير”، لافتًا إلى أنَّ “المصافحة مسألة طبيعية، في إطار الأعراف الدبلوماسية”.

المملكة ودعم الأقصى:

وللمملكة العربية السعودية، مواقف خالدة في دعم القضية الفلسطينية، بداية من النكسة في العام 1967، وصولًا إلى قطع الإمداد النفطي عن دول العدوان الثلاثي، إبان حرب أكتوبر في العام 1973، فضلًا عن تمويل إعادة الإعمار في المناطق الفلسطينية المحررة، وغيرها من المساعدات الإغاثية التي كانت ولا زالت المملكة تقدّمها للحكومة الفلسطينية، بأوجه عدة.

ولطالما حرصت المملكة، على إعلاء المصلحة الفلسطينية، في المحافل الدولية، والمحلّية؛ إذ إنَّ القضية الفلسطينية تظلُّ قضيّتها الأولى؛ فهي من الثوابت السياسية الأولى، منذ عهد الملك المغفور له عبدالعزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة.

فتح أبواب المسجد الأقصى للمصلّين:

وساهمت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيّده الله- في فتح أبواب المسجد الأقصى؛ التي أغلقتها قوات الاحتلال، على مدار أكثر من أسبوعين، في وجه المصلين لتمنعهم من دخول المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء، بعدما أقدمت على وضع أبواب ممغنطة لعزل المصلين، ومنعهم من ممارسة حقهم الراسخ في أداء شعائر الصلوات الخمس المفروضة.

ومواقف المملكة ثابتة لا تتغير، منذ عام 1935م، الذي شهد انعقاد مؤتمر “المائدة المستديرة”، في بريطانيا الذي أقيم لمناقشة القضية الفلسطينية.

وسَعت المملكة بجدية، وقدّمت مبادرات سلام لتحقيق تطلعات الفلسطينيين، حيث قدم الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- “مشروع الملك فهد للسلام”، في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مدينة فاس المغربية عام 1982م، ووافقت عليه الدول العربية، وأصبح أساسًا للمشروع العربي للسلام، فكانت هذه البادرة أساسًا لمؤتمر السلام في مدريد عام 1991م، والذي يتكون من مبادئ وأسس جوهرية استمدّت من مسؤولية المملكة تجاه القدس الشريف، المتمثلة في انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967م، بما فيها مدينة القدس، وإزالة المستعمرات التي أقامتها قوات الاحتلال في الأراضي العربية بعد عام 1967م، وضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة، ثم التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.