الشره لشراء الأسلحة يبعد الدوحة عن صوت الحكمة

الجمعة ١١ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٣:٢٤ مساءً
الشره لشراء الأسلحة يبعد الدوحة عن صوت الحكمة

ارتكبت الدوحة، على مدار الـ 20 عامًا الماضية، الأهوال، إلا أنّها ضاعفت جرائمها في الآونة الأخيرة، ما دفع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، إلى مقاطعتها، ذلك القرار الذي أسقط الأقنعة كافة، وبيّن عمق الغدر الذي يتّسم به تنظيم الحمدين، والمؤامرات التي حوّلت قطر، من دولة شقيقة، إلى بلد مريض، سقط في فخاخ الخيانة التي كان ينصبها، وارتمى في أحضان الغرباء، متخلّيًا عن عمقه الاستراتيجي، والأخوية التي احتضنت صبيانيته، ومراهقته السياسية.

شره التسليح:

كشف آخر تقرير أصدرته منظمة الأمن والدفاع التابعة للحكومة البريطانية، أنَّ الواردات العسكرية لقطر زادت في الآونة الأخيرة بشكل غير متوقع، ما جعل تلك الدولة الخليجية الصغيرة، التي لم تكن مصنفة أصلاً ضمن أكبر 10 دول مستوردة للسلاح، تحتل المركز الثالث بين أكثر عشر دول مستوردة للسلاح.

وأشار التقرير، الذي نشره موقع “بيزنس إنسايدر”، الخميس 10 آب/أغسطس الجاري، إلى أنَّ “دول منطقة الشرق الأوسط، تصدرت قائمة الدول الأكثر استيرادًا للمعدات العسكرية والدفاعية في العالم في الفترة ما بين 2007 و2016″، مبيّنًا أنَّ “تصاعد الواردات العسكرية والدفاعية القطرية كان الأغرب، إذ إنَّ الأرقام الرسمية تشير إلى أنَّ قطر تمكنت خلال عام 2015 من الدخول في قائمة الدول العشرة الأكثر استيرادًا للأسلحة في العالم”.

ولفت التقرير إلى أنَّ “مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، دفعت الدوحة إلى احتلال المركز الثالث بتلك القائمة خلال عام واحد، بعدما كانت في المركز السادس عام 2015، إثر استيرادها 24 طائرة داسو رافال، مقابل 7,1 بليون دولار، من فرنسا، و24 طائرة مروحية من طراز أباتشي الأميركية، مقابل 2,4 بليون دولار، فضلاً عن مجموعة متنوعة من السفن والصواريخ من إيطاليا”.

وأكّد أنَّ “واردات الأسلحة القطرية زادت بمقدار 282% في الفترة ما بين 2012 و2016 فقط، وما زالت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا هي أكبر دول مصدرة للأسلحة، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل على مستوى العالم”.

صوت الحكمة يغيب عن الدوحة:

على الرغم من كل دموع التماسيح التي ذرفتها الدوحة، إلا أنَّها لم تستطع أن تشكل رأيًا عالميًا يناصرها، بداية من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تورّط قطر في الإرهاب، داعمًا بذلك قرار رباعي المقاطعة، وصولاً إلى مزاعم المظلومية التي تروّجها بشأن الطيران، والتي أنهتها المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) الخميس 10 أغسطس الجاري، بأنَّ الخلافات السياسية لا مكان لها في المنظمة، وأنَّ الممرات الجوية التسعة المخصصة للطيران القطري، هي حق سيادي للدول المقاطعة، بغية الحفاظ على أمنها الوطني، إلا أنَّ قطر تواصل الابتعاد عن صوت الحكمة والرشد، في الأزمة القائمة بينها وبين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وتكابر قطر على الإصغاء لصوت العقل، إذ ارتمت في أحضان نظام الملالي، وفتحت أراضيها لكل غريب يريد الإقامة عليها، بل الأسوأ من ذلك، منحتهم الحق في الانضمام إلى جيشها، في كارثة تعدُّ الأخطر من نوعها، فضلاً عما تحمله خطوة توطين الأجانب، من تغريب للشعب القطري.

إعفاء مواطني 80 دولة من التأشيرات!!

وقرّرت سلطات قطر، إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول المسبقة، في مؤشر جديد على حالة العزلة التي تواجهها والتراجع المخيف لعدد الزوار منذ اندلاع أزمة المقاطعة.

ولم تحدد الدوحة، الدول المعنية، إلا أنّها زعمت أنَّ هذا الإعفاء يعتمد على معايير أمنية في الدولة المعنية، وقدرات مواطنيها الاقتصادية، هذا فضلاً عن اشتراط القدوم عبر الخطوط القطرية.

جاء ذلك بعدما أكّدت تقارير صحافية، أنَّ فنادق الدوحة تعاني من انخفاض حاد في معدلات الإشغال، منذ إعلان مقاطعتها من طرف السعودية ومصر والإمارات والبحرين. كما شهد مطار حمد انخفاضًا حادًا في أعداد المسافرين بعد المقاطعة.