رقصة داب .. ظاهرة نشأت من العدم وإلى العدم مصيرها

الجمعة ١١ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٣:٣٥ صباحاً
رقصة داب .. ظاهرة نشأت من العدم وإلى العدم مصيرها

اجتاحت بعض الظواهر الغربية مجتمعنا، مستهدفة فئة الشباب، مباعدة بينهم وأهدافهم وطموحاتهم، جاعلة منهم استنساخًا للشباب الغربي في المظهر، ومنها الرقصات التي ظهرت في ملاعب المملكة، وهي رقصة “داب” (DAB)، التي لا تقل شهرتها عن رقصة “تحدي المانيكان”، أو رقصة “جانغام ستايل” وغيرها.

ظاهرة انتشرت بسرعة بين الشباب، ولابد لها أن تنتهي بسرعة أيضًا، لأنَّ لا هدف من ورائها لصالح الشباب، فرقصة الـ “داب” غزت ملاعب أوروبا وانتشرت بين نجوم كرة القدم والسلة والأشخاص العاديين، وعندما انتشرت في المملكة ارتبطت بالمخدرات والحشيش.

حركات حديثة أخذت طابع الشعبية من الساحرة المستديرة:

رقصة “داب”، هي نفسها رقصة موسيقى “هيب هوب”، التي تقوم على مبدأ بسيط، وهو خفض الرأس بالتزامن مع رفع اليد من قبل الراقص. نشأت في أتلانتا بالولايات المتّحدة الأميركية عام 2015، وانتقلت إلى أوروبا، بسبب لاعبي كرة القدم، الذين منحوها الطابع الشعبي، على الرغم من أنّها لا تحمل أي مغزى، ولا فكرة، فهي حركات يقومون بتأديتها من أجل لفت الانتباه لا أكثر، والتي من خلالها يحققون النجاح الإعلامي.

وهناك من يربط حركة “داب”، برقصات عبدة الشياطين، زاعمين أنَّ الكلمة مرتبطة بتسليم النفس لأحد الشياطين، وهو ما جعل الكثير يربطون بينها وبين تعاطي المخدرات والحشيش وغيرها.

الملاعب الأوروبية والـ “داب”:

انتشرت هذه الحركة في الملاعب الأوروبية في الفترة الأخيرة، إذ يؤدّيها اللاعبون، بعد تسجيل الأهداف، بغية الاحتفال. ويعتبر الفرنسي “بول بوغبا” هو أول من جلب رقصة داب إلى الملاعب الأوروبية، بعدما أدّاها إثر تسجيله هدفًا لصالح فريقه الأسبق يوفنتوس أمام فريق سمبدوريا في الدوري الإيطالي لكرة القدم في 2016.

ومنذ تلك اللحظة، باتت الحركة متعارفًا عليها بين لاعبي كرة القدم، وسار بعض اللاعبين على الدرب نفسه، إذ نفّذها أيضًا مهاجم نادي ميلان الإيطالي ماريو بالوتيلي.

وسرعان ما انتشرت الرقصة بعد ذلك، إذ أقدم لاعب مانشستر يونايتد جيسي لنيغراد، على تقليدها بعدما سجل هدفًا للشياطين الحمر، ثم نفذها مهاجم نادي إيفرتون رومليو لوكاكو أمام فريق ستوك سيتي.

تسلل حركة داب إلى المملكة:

وانتشرت في الفترة الأخيرة حركة “داب” الشهيرة، في المملكة العربية السعودية، والتي قد قام بها عدد كبير من ممارسي الرياضة المشهورين في العالم، وهو ما جعل الشركات الكبرى تقوم بطبعها على الملابس الرياضية، والتي غزت الأسواق، وارتداها الشباب في المملكة، لا سيّما من هم في سن المراهقة.

ومن هنا بدأت رحلة الـ “داب” في المملكة، حتى أنَّ فنانين مشهورين أدّوها وسقطوا في فخ التقليد الأعمى، ليصبحوا تحت طائلة المسؤولية، إذ إنّها تعتبر دعوة لتعاطي المخدّرات والمؤثرات العقلية.

عقوبة قانونية:

وأكّدت أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أنها ستتخذ الإجراءات النظامية ضد كل من يدعو إلى تعاطي المخدرات، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، وذلك من خلال تغريدة تم نشرها على الحساب الرسمي للجنة، طالبت فيها الإعلام، بإعداد تقرير، يبيّن خطر تقليد هذه الحركة على فئة النشء، واستنكارها، باعتبار مصدرها ممن يدعون إلى تعاطي مخدر الحشيش”.