شواهد قطر المذعورة.. كيف واجهت الكرم الملكيّ بالمراهقة السياسيّة

الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٣:١٧ صباحاً
شواهد قطر المذعورة.. كيف واجهت الكرم الملكيّ بالمراهقة السياسيّة

بدءًا من استحضار القوات التركية على بساط الريح، وانتهاء بقائمة الاتهامات والفبركات التي تكيلها، بتنا أمام شواهد حقيقية على قطر المذعورة المرعوبة، ففي كل مرة يثبت تورّطها بالإرهاب، تسارع لاختراع قصّة أو فعل، توجّه من خلاله الاتّهامات، إلا أنّها هذه المرّة سقطت في فخّها، ولم تعد تجد منه مفرًّا.

منطق المراهقين:

ولأنَّ المراهقة السياسية في الدوحة، باتت جليّة، ولأنّهم لم يجدوا وسيلة لمواجهة الكرم الملكي السعودي، في الردِّ على وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، سليل الحكام الأصليين لقطر لا الانقلابيين، بتنا واثقين أنَّ المنطق الذي تنتهجه الدوحة ليس منطق دولة، ولا منطق أشخاص ناضجين، بل هو أقرب لمنطق طفل يريد أن يرد عليك “نقطة بنقطة”، حتى لو كذبًا وتلفيقًا، ما يجعلنا فعلًا نتساءل عمن يدير الأمور في قطر المذعورة؟

الحج خط أحمر:

متاجرتهم بموضوع الحج، وادّعائهم أنَّ السعودية تمنع حجاجهم، وغير ذلك من تفاصيل وهميّة، حتى إذا قبلت القيادة السعودية الكريمة شفاعة رجل كريم ابن رجل كريم، فإذا بهم يتفاخرون بانتصار وهمي لم يحققوه، ثم يتبارون برفض مكرمة خادم الحرمين الشريفين الأخوية، في سلوك مريض، يبحث عن إثبات وهمي لشجاعة غير موجودة وبطولة لا دليل عليها.

والمدرك لحقيقة الإدارة القطرية، والتي تأتمر بأمر جماعة الإخوان الإرهابية، ونظام الملالي الإرهابي، يعرف أنَّ الأمر كله أنهم، هم أو من يديرهم، يريدون ضمانات من السعودية بعدم التعرض لأحد من إرهابييهم أو متآمريهم إذا جاؤوا للحج، وكلنا يذكر تفاخرهم بعقد اجتماعات تنظيمهم العالمي في سنوات سابقة متسترين بملابس الحجيج.

وهم الخلافة القطرية:

ولأنَّ الدول العظيمة لا تبنيها أحلام اليقظة، ولا تؤسسها النوايا المبيّتة على الشر، ولا تُعمّرها التحالفات التي تستهدف تفريق الشمل، وتحريف المعتقد، والتي لن يُنقّيها بعدها ماء السماء، لشدّة ما اقترفت من آثام في حق الآخرين، فضلًا عن أن يرفع عنها اللوم ادّعاء فعل الخير، ولا يرفع رايتها إعلامي مرتزق، يوالي من يدفع أكثر حتى وإنْ كان الشيطان نفسه، ولا يُعلي قدرها المجنّسون من غرب الدنيا وشرقها للحصول على القشور وتزييف الواقع بمظهر خلّاب كاذب، ولن يوطّد أركانها حزبيون يرون المختلف معهم مخطئًا وقاصرًا عن الفهم وواجب الإقصاء، وإنما يرفع رايتها أبناء الوطن المخلصون، ويعلي قدرها من يستلذ الموت وينشده لكي يبقى ترابه عزيزًا مكرّمًا، ويشد أوتاده كما تشدها الجبال الرواسي، من يُري الطامعين والمتربصين في الظلام بأنّ نجوم السماء أقرب مِن أن يمسّوا حبة رملٍ واحدة له، سقطت الدوحة مرّة أخرى في وهم أنّها تستطيع أن تكون دولة قائمة بذاتها مترامية أطرافها شرقًا وغربًا.

ولأنَّ الأوطان غالية، لن يفهم المرتزقة أبدًا، أنّهم يهدمون ولا يبنون، وهو ما نراه في الحالة القطرية، التي فقدت بوصلتها، واختارت الإرهاب راية لها، بل وعمدت إلى تمويله والتحريض عليه، متّبعة مبدأ “فرق تسد”، لتعلو هي على الدول القائمة، متناسية أنَّ بيتها من زجاج، ولا يمكنها قذف الناس بالحجارة دون أن تتوقع رد فعل مساوٍ لما فعلت وعكسي عليه.