27000 ساعة عمل للشؤون الإسلامية.. مواكبة وعناية بالحجاج من البداية إلى ما بعد التحلّل

الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٩:١١ مساءً
27000 ساعة عمل للشؤون الإسلامية.. مواكبة وعناية بالحجاج من البداية إلى ما بعد التحلّل

اعتادت وزارة الشؤون الإسلامية تسجيل حضورٍ لافت ومثالي، خلال مواسم الحج من كل عام، على غرار مختلف الجهات والقطاعات الحكومية والأهلية والخيرية، التي تعمل بتناغم ضمن منظومة متكاملة، تسير نحو النجاح في مهمة سامية وفق خطة شاملة أعدت بدقة وعناية، هدفها وغايتها الرئيسية توفير أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن الذين توافدوا من كل أقطار المعمورة نحو وجهةٍ وحيدة، لأطهر بقاع الأرض، بيت الله العتيق، والمشاعر المقدسة، لتحقيق هدف واحد، راجين القبول والسداد والعون من رب العالمين، وألسنتهم تلبي بصوتٍ واحد: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، في تظاهرةٍ مليونية، تسخر لها المملكة كل إمكانياتها وتستنفر طاقاتها وقطاعاتها لخدمة هذه الجموع الغفيرة، التي جاءت طالبةً رضا ورحمة رب العالمين، وقبول هذه العبادة التي تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام، متطلعين وطامحين للعودة بعد التحلل إلى ذويهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.

وتضطلع وزارة الشؤون الإسلامية في هذا الحدث الديني الاستثنائي الذي يتكرر مرة كل عام، بمهام جمة؛ لذا خصصت لكل مهمة منظومة عملٍ متخصصة، تتحلى بالمهارات وتمتلك الإمكانات اللازمة للنجاح، وأداء واجباتها على الوجه الأكمل، على غرار الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، التي تتولى توعية الحجاج والمعتمرين، وتبصيرهم بأمور دينهم وتوعيتهم بما يجب عليهم لأداء مناسكهم، حيث يتم تكليف عدد من الدعاة والمترجمين، للعمل في مراكز التوعية الإسلامية في: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، ومدن الحجاج، والمواقيت، ومنافذ المملكة البرية والبحرية والجوية.

وأفاد تقرير صادر عن الأمانة أن عدد الدعاة التابعين للوزارة، والمتعاونين من بعض الجهات الأخرى، للعمل في أعمال التوعية، خلال موسم الحج، في جميع المراكز التابعة للتوعية الإسلامية الفرعية والميدانية التي تنفذ خلال أشهر الحج، حيث تقدر ساعات العمل بـ27000 ساعة عمل، قدمت في مناطق ومواقع تنفيذ الخطة والمناشط، التي يبرز منها العمل الدعوي الذي يتبناه الدعاة خلال موسم الحج، ولعل الرد على أسئلة الحجاج عبر الهاتف المجاني الذي يعمل على مدار الساعة خلال الموسم وتستفيد منه أعداد غفيرة من ضيوف الرحمن، مثالٌ مشرف للعمل الدعوي الذي يعكف عليه الدعاة، راجين من الله التوفيق والسداد، ومستشعرين عظم وشرف مثل هذه المهمة.

وتمثل المراكز الفرعية في مكة المكرمة البالغ عددها 12 مركزا فرعيًّا، صورة من صور الوعظ والتبصير بأمور الدين، حيث يلقي فيها الدعاة الدروس والمحاضرات والكلمات الوعظية في المساجد التابعة لكل مركز، حيث حُدد نطاق جغرافي لكل مركز.

وتُولي الأمانة التقنية أهمية خاصة، حيث تطوعها وتستفيد منها لتحقيق أهدافها وأداء المهمة المنوطة بها، لذا استفادت من اللوحات الإلكترونية التي تعرض على شاشاتها معلومات ورسائل وعظية توعوية إرشادية متتالية؛ تتجاوز ثلاثة ملايين رسالة، موجهة للحجاج لتوعيتهم وتعريفهم بمناشط وأعمال الوزارة التوعوية، مراعيةً في ذلك تعدد اللغات، التي تؤكد أن الدين الإسلامي دين تسامحٍ وتعايش، قياس الأكرم فيه عند الله والأقرب إليه سبحانه لا يكون إلى من خلال تقوى الله جل وعلا.

ولأن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عليها أن تتولى توعية الحجيج وتبصيرهم بصفة هذه العبادة والعبادات الأخرى، كما جاءت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، لذا آمنت بلزوم حضورها بين القطاعات الخدمية على المنافذ (البرية- البحرية- الجوية)، بحيث يكون حضورًا فاعلًا وجديًّا، وذلك بإقامة مراكز توعية في جميع المنافذ، بواقع 14 مركزًا، يتولى الدعاة فيه توعية القادمين عبر هذه المنافذ الجوية، منها (مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة) والمنفذ البحري المتمثل في ميناء جدة الإسلامية، والمنافذ العديدة البرية (الوديعة- البطحاء- سلوى- جسر الملك فهد- الرقعي- الجديدة- الحديثة- حالة عمار).

وقياسًا على اهتمام الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة بمنافذ المملكة المختلفة، تأتي المواقيت ومدن الحجاج التي يعمل بها مجموعة من الدعاة، لاسيما وأن جميع الحجيج لابد وأن يرتادوها، ولذا حرصت الأمانة على امتلاك مكاتب توعوية ثابتة فيها، مثل تلك التي في مواقيت (ذي الحليفة- الجحفة- قرن المنازل- يلملم- وادي محرم)، في حين راعت الأمانة وجود دعاة لها في مدن الحجاج لخدمة ضيوف الرحمن توعويًّا في كلٍّ من (مدينة الحجاج بالمجمعة- مدينة الحجاج ببريدة- مدينة الحجاج بالخرج- مدينة الحجاج بعرعر- مدينة الحجاج بخيبر).

وعلى مستوى المشاعر المقدسة تبلغ مراكز التوعية الإسلامية الميدانية “الكبائن والكاونترات” 79 في المشاعر المقدسة تتوزع داخلها؛ لتغطي احتياج الحجاج خلال أيام الحج، بدءًا بفرع الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في المدينة المنورة، الذي يشرف على تيسير العمل في كل المواقع بالمدينة ومراكز التوعية الإسلامية الميدانية حول المسجد النبوي الشريف، وبجوار مساجد (قباء، والقبلتين، والفتح)، وكذلك جبل أحد، والمراكز الميدانية الموجودة في ميقات (ذي الحليفة)، إضافة إلى الهاتف المجاني.

وتركز الأمانة خلال موسم الحج بحسب تقريرها على تنفيذ برامج دعوية، وصل عددها إلى 13080، منها 7500 كلمة وعظية، و5000 درس علمي، و500 محاضرة و80 ندوة علمية، قدمت في المساجد والمصليات، في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمواقيت، والمنافذ، ومدن الحجاج، وتناولت توعية الحجاج، وتعليمهم كيفية أداء المناسك على الوجه الصحيح، إضافة إلى دروس مختصرة في: التوحيد، والسيرة، وغيرها من الأمور المهمة التي يجب على الحاج معرفتها.