بالفيديو.. قصة النشيد الوطني للمملكة (سارعي).. كلمات خلدها التاريخ وترددها الأجيال

السبت ٢٣ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٩:١٢ مساءً
بالفيديو.. قصة النشيد الوطني للمملكة (سارعي).. كلمات خلدها التاريخ وترددها الأجيال

لكل أمة من الأمم نشيدها الوطني، إلا أن النشيط الوطني للمملكة العربية السعودية، قبل المسلمين حول العالم، له مذاق خاص، حيث يلهب حماس ومشاعر جل العرب والمسلمين حول العالم، والذين يولون وجوههم إلى هذه البلاد المباركة في ذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين، فما هي قصة النشيد الوطني للمملكة؟ ومن هو كاتب هذا النشيد؟ الذي خلده التاريخ وتردده الأجيال جيلًا بعد جيل.

يُعرف النشيد الوطني في المملكة باسم سارعي، وهو من كلمات الشاعر السعودي الكبير إبراهيم خفاجي، وقد اتخذ نشيدًا رسميًّا للمملكة العربية السعودية عام 1984م.

أما عن اللحن فقد وضعه الموسيقار السعودي طارق عبدالحكيم 1947م على آلة البوق، ثم قام الموسيقار سراج عمر بتوزيع النشيد بالآلات النحاسية العسكرية.

قصة النشيد الوطني:

لم يكن هناك نشيد وطني متعارف عليه في المملكة العربية السعودية سابقًا، ويروي كاتب النشيد إبراهيم خفاجي في حواره مع المذيع فريد مخلص عبر إذاعة البرنامج الثاني قصة النشيد حيث قال: “لقد جاءت فكرة كتابة نص النشيد إبان زيارة رسمية قام بها الملك خالد بن عبدالعزيز- يرحمه الله- إلى جمهورية مصر العربية، وأثناء استقباله الرسمي من الرئيس المصري محمد أنور السادات، أعجب الملك خالد بالنشيد الوطني المصري، فقال على هامش الزيارة لوزير الإعلام السعودي المرافق آنذاك الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله: لماذا لا يصاحب السلام الملكي السعودي نشيدًا وطنيًّا؟!”.

وعلى الفور خاطب الدكتور اليماني كبار شعراء المملكة البارزين طالبًا منهم تحقيق رغبة الملك خالد، منبهًا إلى أن يكون متوافقًا في وزنه ولحنه مع موسيقى السلام الملكي السعودي المعروف، وهو السلام الذي قام بتلحينه الملحن المصري عبدالرحمن الخطيب بتوجيه من الملك فاروق ملك مصر ليكون هدية بمناسبة زيارة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- يرحمه الله- إلى مملكة مصر في عام 1365هـ/ 1945م.

بداية فكرة النشيد الوطني:

وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل- يرحمه الله- هو من اقترح على القيادة وأصحاب الشأن تكليف الشاعر المكّي إبراهيم خفاجي كتابة النشيد؛ وذلك لمعرفته الشخصية بقدرة خفاجي على ذلك، وصادف أن خفاجي كان يقضي إجازته في القاهرة، فبحث عنه السفير السعودي في مصر آنذاك الأستاذ أسعد أبو النصر، وعندما اهتدى إلى عنوانه ترك له إشعارًا بمراجعة السفارة السعودية في القاهرة لأمر هام، وما أن علم خفاجي بالرغبة الكريمة وتشريفه بهذه المهمة الوطنية، حتى استعد لها.

ولكن شاءت إرادة الله تعالى أن ينتقل الملك خالد إلى رحمة الله تعالى عام 1402هـ؛ فتأخر تنفيذ الفكرة، وبعدها بلغه رغبة الملك فهد بن عبدالعزيز- يرحمه الله- الشروع في تنفيذ الفكرة، وبلغه اشتراط الملك فهد أن يكون النشيد خاليًا من اسم الملك، وألا تخرج كلمات النشيد عن الدين والعادات والتقاليد، حيث مكث خفاجي ستة أشهر في إعداد نص النشيد، ثم سُلم النص للموسيقار السعودي المعروف سراج عمر العمودي الذي كلف بتركيب نص النشيد وتوزيعه على موسيقى السلام الملكي.

الوسام الملكي للشاعر خفاجي:

كان الأستاذ علي الشاعر قد أصبح وزيرًا للإعلام السعودي خلفًا للدكتور يماني، فقدم له نص النشيد في صورته النهائية، فقام بدوره وقدمه للملك فهد بن عبدالعزيز، والذي بعد سماعه له وإعجابه أجازه وأمر بتوزيع نسخ منه على جميع سفارات المملكة العربية السعودية، وإثر ذلك منح الملك فهد إبراهيم خفاجي شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص بذلك.

ميلاد النشيد الوطني للمملكة:

ومن اللافت أن يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك عام 1404 هـ/ 1984م كان هو يوم ميلاد نشيدنا الوطني الحالي، وقد سمعه الشعب السعودي والعالم بعد أن بثته إذاعة وتلفزيون المملكة في افتتاحية برامجهما ذلك اليوم الذي سطره التاريخ بمداد من ذهب.

بعد ذلك صدر تعميم وزير التربية والتعليم آنذاك رقم 742506 وتاريخ 6 ذو القعدة 1425هـ، وتعميم وكيل وزارة التربية والتعليم بتاريخ 6 محرم 1427هـ، وتعميم مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الْمُتضمنة: “بداية اليوم الدراسي ضمن فعاليات الاصطفاف الصباحي في جميع المدارس بمختلف مراحل التعليم بالنشيد الوطني تحية العلم”.

نص النشيد الوطني للمملكة:

بدأ عزف النشيد الوطني رسميًّا أثناء افتتاح واختتام البث الإذاعي والتلفازي اعتبارًا من يوم الجمعة 1 شوال، 1404هـ/ 29 يونيو، 1984م، حيث كلف الشاعر إبراهيم خفاجي من قبل الملك فهد بن عبدالعزيز، بصياغة كلمات النشيد الوطني الذي جاء مواكبًا لموسيقى السلام الملكي، إذ قام الموسيقار السعودي سراج عمر بتنسيق ومطابقة الكلمات للحن، ليتم ترديده في المدارس، ومن ثم أصبحت تنشده البعثات الرياضية والشبابية السعودية في المحافل الدولية.

ويتألف النشيد الوطني الجديد من أربعة مقاطع كالآتي:

سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء مَجّدي لخالقِ السّماء

وارفعي الخَفّاقَ أخضَرْ يَحْمِلُ النُّورَ الـمُسَطَّرْ

رَدّدي اللهُ أكْبَر يا مَوطِني

موطني عشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين عَاشَ الْملِيكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ