رفضت العلاج لتلد طفلتها.. قصة الشجاعة كاري متحدية السرطان

الإثنين ١١ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٣:٣٣ مساءً
رفضت العلاج لتلد طفلتها.. قصة الشجاعة كاري متحدية السرطان

دومًا ما تضع الأقدار المرء أمام اختيارات صعبة، يصعب تنفيذها بشكل واضح وقد لا يمكن تحمل تبعاتها إذا ما قررنا خوضها، كان ذلك هو حال السيدة الأميركية كاري ديكلين، التي فوجئت بين ليلة وضحاها بأنها تعاني من سرطان في الغدد الليمفاوية ما جعل حياتها تتجه بشكل قوي نحو الأحزان.
وفي بداية الأمر، عندما هاجم المرض كاري البالغة من العمر 37 عامًا، بأعراض مثل القيء والصداع في مارس الماضي، كان الأطباء يحملون أخبارًا سعيدة بأن هذا المرض يمكن علاجه وأن حياة السيدة الأميركية لا تزال قادرة على الاستمرار لفترات أطول.
وقال نيك ديكلين زوج كاري، إن الأطباء استطاعوا إزالة الورم من الرأس عبر عملية جراحية حساسة في أبريل الماضي، وبعد شهر واحد من العملية، عاود المرض هجماته مجددًا لزوجته، إلا أن تلك المرة كانت تحمل في رحمها طفلاً يبلغ عمر تكوينه 8 أسابيع فقط، وهو ما وضعها في اختيارات صعبة.

اختيارات صعبة
تعرضت كاري لاختبار نفسي عنيف، وضعها تحت وطأة الاختيار بين أمرين، أحلى ما فيهما مر، الأول كان البقاء على قيد الحياة والحصول على علاج كيميائي للسرطان والمعروف علميًا بــ”كيموثيرابي”، وهو ما قد يطيل عمرها لسنوات كثيرة غير أنه سيقضي على حياة جنينها، أو اختيار حياة الطفل وولادته إلى الدنيا، وإن كان المرض قد لا يمهلها الوقت لرؤيته في طور الطفولة.
أجرت الزوجة عملية جراحية جديدة وعادت إلى بيتها وهي تعلم جيدًا أنها لن تعيش طويلًا، فكل ما تريده هو أن تحيا لمدة لا تتجاوز 34 أسبوعًا، وهي الفترة التي بعدها ستلد طفلها بأمان، وحينها لن يتبقى سوى بضع أيام على نهاية الحياة، وكانت كاري تدرك ذلك جيدًا، وهي أيضًا تعي نهايتها متأثرة بآلام مرضها إذا ما لم يتم علاجه بالكيموثيرابي.

عودة المرض
لم يدم غياب المرض طويلًا عن كاري، حيث عاودها في يونيو الماضي، إلا أن هذه المرة لم يكن بوسع الأطباء فعل أي شيء لتخفيف آلامها سوى سحب بعض المياه والإفرازات المتراكمة في الدماغ، إلا أن الخضوع لعملية جراحية لن يجدي وليس بمقدورهم الإقدام عليه في ظل الحالة الصحية السيئة للسيدة الأميركية.
تم نقل كاري مرة أخرى إلى مستشفى جامعة ميتشيغان في آن أربور بحلول منتصف يوليو. وكانت تصرخ من الآلام التي كانت متلاحقة.، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تدرك فيها، وقال نيك: “قالوا إنها أصيبت بسكتة دماغية ضخمة. وقالوا “إن السوائل تراكمت بشكل يفوق قدرات الجمجمة على التحمل وأصبح لا مكان لها”.

انهيار الحالة

كان يتبقى لكاري 19 أسبوعًا لولادة طفلها في ذلك الوقت، وقال نيك إن الأطباء قالوا له إنهم سيفعلون ما في وسعهم للحفاظ على نمو الطفل، لكن كاري ربما لن تستيقظ مرة أخرى، وإذا فعلت ذلك، فإنها لن تعرف أسرتها، لا سيما وأنها عانت من تلف كبير في الدماغ من السكتة الدماغية، وعلى مدى الأسابيع القليلة القادمة، فإن أنبوب التغذية وآلة التنفس سيحافظان على الأم وطفلها على قيد الحياة، وهذا كل ما يمكن فعله”.

معاناة الطفل
بعد أسبوعين، سكتة دماغية أخرى تهاجم رأس كاري، وقال نيك إن دماغ زوجته كان متورمًا حتى إن الأطباء اضطروا إلى إزالة جمجمتها، كان ذلك في الوقت الذي يواجه جنينها مشكلات في النمو بسرعة كافية، حيث بلغ وزنه 378 غرامًا فقط، وقال نيك إنه من أجل البقاء على قيد الحياة، يجب أن يكون الطفل على الأقل 500 غرام.
وبعد أسبوعين بلغ وزن الطفل 625 غرامًا، إلا أنه لا يتحرك، وهو ما وضع الزوج في حيرة، إما أن يترك الطفل ليبدأ حركاته وهو ما قد يعرضه للموت في غضون ساعات، أو يأذن بأن يتم إتمام ولادته قيصريًا، وهو الأمر الذي رجحه نيك في الأخير.

موت كاري
وبعد وقت قليل ولدت الطفلة التي باتت لا تفارق أحضان أبيها، لعلمه بكم التضحيات التي دفعتها الأم لولادة طفلتها لين، التي اختارت لها اسمها قبل أن يهاجمها المرض، إلا أن صباح الجمعة كانت زوجته تلفظ آخر أنفاسها بعد يومين من ولادة الطفلة.
بعد أربعة أيام من ولادة ابنته وبعد يومين من وفاة زوجته، يقسم نيك وقته بين التخطيط للجنازة وزيارة المولودة الجديدة التي يجب أن تبقى في العناية المركزة لعدة أسابيع، حيث يعيش نيك مؤقتًا في منزل رونالد ماكدونالد في آن أربور، على مسافة قصيرة من المستشفى. وفي عطلات نهاية الأسبوع، يقود سيارته ساعتين إلى وايومنغ لزيارة أطفاله الآخرين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 16 و 11 و 4 و 2.