يودا والملك فيصل من عمل فني إلى خطأ مطبعي يطيح بوكيل المناهج بوزارة التعليم

الإثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ١:٠٤ مساءً
يودا والملك فيصل من عمل فني إلى خطأ مطبعي يطيح بوكيل المناهج بوزارة التعليم

أنهى وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، تكليف وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية الدكتور محمد بن عطية الحارثي؛ كما قرّر إنهاء تكليف المكلفين بمراجعة واعتماد الكتب الدراسية في وكالة المناهج والبرامج التربوية كافة، وإخلاء طرفهم إلى أعمالهم الأصلية، إثر واقعة الصورة المستخدمة في كتاب الدراسات الاجتماعية، والتي يظهر فيها “يودا”، الشخصية الافتراضية من فيلم “حرب النجوم” الأميركي، بجوار الملك الراحل فيصل، خلال توقيع الأخير لميثاق الأمم المتّحدة.

قرارات حاسمة وسريعة:

وأصدر وزير التعليم، الدكتور أحمد العيسى، قراره القاضي بما ذكر آنفًا، متضمّنًا أيضًا:

  • إسناد طباعة ومراجعة الكتب الدراسية إلى شركة تطوير للخدمات التعليمية
  • تشكيل لجنة برئاسة نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي؛ وعضوية وكيل الوزارة للتخطيط والمعلومات، وأمين عام إدارات التعليم، والرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية، والمشرف العام على الموارد البشرية، تختص بإعادة هيكلة وكالة المناهج والبرامج التربوية واحتياجاتها البشرية.
  • تكليف الدكتور راشد بن غياض الغياض؛ بالعمل وكيلاً للمناهج والبرامج التربوية، إضافة إلى عمله وممارسة الصلاحيات الممنوحة له كافة، وفق الأنظمة والتعليمات.

وفي وقت سابق، أكّد العيسى سحب جميع النسخ من الطلاب، والبدء بطباعة نسخ جديدة، والتحقيق في القضية لمعرفة المسؤول عنها.

الحقيقة يكشفها شاويش:

تجربة ربط العالم الافتراضي بأحداث تاريخية، كانت عنوان عمل فنيّ للرسام السعودي عبدالله الشهري، الملقّب بـ “شاويش”، إذ كشف في تصريح إعلامي، أنَّ ظهور “يودا” بجانب الملك فيصل، وهو يوقّع على ميثاق الأمم المتحدة عام 1945، كان في إطار العمل الفني الذي استخدم فيه أيضًا شخصيات خيالية أخرى، مثل “كابتن أميركا”.

وأوضح “شاويش” أنّه “لا يعلم كيف انتهت الصورة إلى الظهور في الكتاب المدرسي الرسمي”، مبيّنًا أنَّ “التصميم يعود لعام 2013، تحت عنوان الأمم المتحدة (يودا)، وهو جزء من سلسلة أعمال فنية استخدمت فيها رموزًا من الثقافة الأميركية، من بينها كابتن أميركا ودارث فيدر، مدمجة في صور أرشيفية من أحداث تاريخية”.

وأشار إلى أنَّ “الفكرة تكوّنت لديّ عندما رأيت صورة للرئيس المصري الراحل، أنور السادات، واقفاً إلى جانب ميكي ماوس خلال زيارته لديزني لاند”، موضحًا أنّه اختار شخصية “يودا” لوضعها في الصورة إلى جانب الملك فيصل، الذي كان حينها مبعوثاً للشؤون الخارجية لوالده الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمهما الله ـ، لأنَّ “الاثنين معروفان بذكائهما وقوّتهما، كما أنهما يتّسمان بالهدوء، ومن هنا تم اختيار شخصية يودا الخيالية من فيلم حرب النجوم، لأنها تمتلك الصفات نفسها، وأيضًا للون بشرته الخضراء وسيفه الأخضر، المرتبط بعلم المملكة”.

وبيّن الفنان عبدالله الشهري أنَّ “مفهوم العمل هو عبارة عن سلسلة أعمال وليس عمل الملك فيصل فقط، ففكرتي الأساسية هي مزج الثقافة الشعبية في الأفلام والمسلسلات مع أحداث تاريخية حدثت في العالم العربي”، لافتًا إلى أنَّ “الهدف من السلسلة الفنية هو بناء جسر بين الجيل الجديد والأحداث المهمة التي حدثت في العالم العربي وتحبيبهم في التاريخ”.

وأبرز شاويش أنَّ “العمل عُرِضَ للمرة الأولى في دبي عام 2013، ثم في أكثر من ولاية أميركية، منها هيوستن وتكساس وآسبين كولورادو”.