تجاوز الإشارة الحمراء مخالفة وخطر يهدد السلامة
بدء مشروع إعادة تطوير وتوسعة جامع الشيخ محمد بن عثيمين بعنيزة
خارجية قطر: تصريحات نتنياهو المتهورة محاولة مشينة لتبرير الهجوم الجبان
ترامب: لقد توفي تشارلي كيرك العظيم الأسطوري
الرئيس الفلسطيني: خطاب ولي العهد يعكس الموقف التاريخي الأصيل للسعودية قيادة وشعبًا
عبدالعزيز بن سعود: القيادة وجهت بتسخير كافة الإمكانيات لدعم أمن قطر واستقرارها
قدم نفسه حاكمًا محتملًا لغزة.. السلطة الفلسطينية تعتقل سمير حليلة
السمنة تؤثر على 188 مليون طفل ومراهق في سن الدراسة
استقرار أسعار الذهب اليوم
وفاة وإصابات جراء تصادم بين مركبتين في الرياض
انتهت احتفالات المبتعثين باليوم الوطني 87 للوطن الغالي المملكة العربية السعودية، وقد تابعت هذه الاحتفالات بسعادة غامرة مما رأيته من مظاهر الجمال التي أبرزها المبتعثون في حبهم وولائهم واحتفالهم بيوم وطنهم.
انتهت الاحتفالات وأصبح من الضروري أن ننظر إليها بعينٍ ناقدة؛ أملاً في أن يستفيد الإخوة والأخوات المبتعثون من الأفكار المطروحة في هذه المقالة.
الغالبية العظمى من الأندية الطلابية تنفذ احتفالاتها باليوم الوطني وكأنها مرغمة على تنفيذها، مرغمة خوفاً من انتقاد الجمهور أو ربما من الملحقية، وهذا الشعور راودني في الكثير من احتفالات اليوم الوطني التي شاركت فيها على مدى سنوات ابتعاثي الطويلة.
فالكثير من الأندية السعودية تنفذ الاحتفال حصراً على أعضاء النادي من السعوديين، فيكون يوماً مليئاً بالفرح والوطنية لكنه في نفس الوقت ليس ذا فائدة حقيقية.
برأيي أن القيمة الحقيقية للاحتفال باليوم الوطني في بلد البعثة تكمن في الرسائل التي تخرج من هذا الاحتفال إلى المجتمع من السكان المحليين والطلبة من الدول الأخرى.
هذا العام تكررت هذه المشكلة في غالبية الاحتفالات باليوم الوطني فكانت مجرد احتفالات لغرض الاحتفال لم يسمع بها السكان المحليون ولم تخرج منها أي رسائل موجهة إليهم. الاحتفال باليوم الوطني يجب أن يكون تظاهرةً ثقافية تقام في وسط المدينة ليسمع بها كل من يتواجد فيها، تظاهرةً يتم التعريف فيها بالمملكة وتراثها وحضارتها وثقافتها ومجتمعها. كما يجب أن تُستغل هذه الفرصة لتعريف المجتمع المحلي بمنجزات المبتعثين والمبتعثات وإسهاماتهم العلمية والطبية والهندسية والثقافية والاجتماعية. وبما أننا بلد يتعرض لهجوم مستمرٍ وحملات تشويه متكررة في وسائل الإعلام المختلفة فإننا يجب أن نستغل فرصة الاحتفال باليوم الوطني لتعريف العالم بالوجه الحقيقي للمملكة العربية السعودية، الوجه الذي لا يحب الأعداء أن يعرفه العامة من الناس. كأن نبرز ضمن فقرات الاحتفال المساهمات السعودية لحفظ الأمن والاستقرار الدولي ومحاربتها للإرهاب وحجم تبرعاتها لبرامج الأمم المتحدة المختلفة وللدول المنكوبة وحتى تبرعاتها ودعمها للدول العربية الشقيقة التي كثير من مواطنيها يتواجدون معنا في بلدان ابتعاثنا ولا يعرفون عما يقدمها وطننا لأوطانهم.
أعجبتني احتفالات الإخوة والأخوات المبتعثين في مدينتي شفيلد ونيوكاسل باليوم الوطني، فقد طبقوا كثيراً من الأفكار التي طرحتها في هذا المقال، فقاموا بتنفيذ فعاليات ثقافية مميزة جداً كان الكثير من رسائلها موجهاً للمجتمع المحلي للمدينتين.
النادي السعودي في نيوكاسل لاحظ أن اليوم الوطني سيتعارض مع أول أسابيع الدراسة في بريطانيا وهذا كان سيشكل عائقاً أمام تحقيق الأهداف من الاحتفال، فقرروا خطوة جريئة وذكية حيث أخروا الاحتفال إلى الخامس من أكتوبر، أي بعد 13 يوماً من مرور اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية. هذا التأخير كان وعياً من الإخوة والأخوات في النادي السعودي في نيوكاسل والجمعيات السعودية في المدينة بأهمية اليوم الوطني وقيمته الحقيقية، القيمة التي تحدثت عنها في أول المقال، فأخروه لأنهم كانوا ينتظرون الوقت الملائم ليُحدث هذا الحفل أثره المنشود.
الأندية الطلابية السعودية والجمعيات السعودية في الجامعات البريطانية عليها أن تستفيد من تجربة الاحتفال في نيوكاسل، فأنا كمواطن أستطيع أن أرقص في بيتي فرحاً بيوم وطني لكني أريد أن أرى المجتمع الذي أُقيم فيه يعرف وطني وثقافتي وتراثي ومساهمات بلدي في أمن ورخاء العالم. في بريطانيا لدينا قرابة 40 نادياً طلابياً سعودياً، ورقم مقارب من الجمعيات الطلابية السعودية، ولو نفذنا احتفالنا بيومنا الوطني بالشكل اللائق سيكون لهذا اليوم أثراً عظيماً على علاقاتنا مع المجتمع البريطاني.