البعد السياسي في حلم محمد بن سلمان: قطر لن تُربك خطط السعودية واليمن لن تكون استنساخًا للبنان

الجمعة ٢٧ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٥:٣٦ مساءً
البعد السياسي في حلم محمد بن سلمان: قطر لن تُربك خطط السعودية واليمن لن تكون استنساخًا للبنان

للسياسة في حلم محمد بن سلمان، بُعدٌ خاص جدًا، إذ إنَّ إدراكه لما يحيط بالوطن من معطيات، يجعل من موقفه الاقتصادي، مرتكز أمان وثقة، ويؤكّد للمستثمر والمواطن والمقيم، أنَّ المملكة العربية السعودية، هي محور المنطقة وأس ارتكازها، أمنيًا واقتصاديًا وفي المستقبل القريب معرفيًا أيضًا.

ودون أن يدافع عن سياسات المملكة الخارجية، لثقته بأنّها السياسات الصحيحة، كانت الرموز تكفي، ليضع النقاط على الحروف، ولا يستغرق في الجدل، ما يدلّنا بالضرورة على الأسس القوية التي يستند إليها موقف المملكة من السائل العالقة، والتاريخية أيضًا.

وفي حوارَيه مع بلومبيرغ ورويترز، التي تسبر “المواطن” تفاصيلها، نجد الأمير محمد بن سلمان يتحدّث عن السياسة، وعلاقتها بالاقتصاد، بطريقة تبيّن بكل بساطة ويسر، أنَّ المملكة العربية السعودية كالطود الشامخ لا تهزّه الريح.

قطر لن تربك الحلم السعودي:

وعلى الرغم من أنَّ الصحافيين، كانوا يسعون إلى المزيد من الإفصاح، إلا أنَّ الحزم هو سيد الموقف السعودي، الأمر الذي جعل الأمير محمد بن سلمان يرد على الطرح القائل، إنَّ الأزمة القطرية، دغدغت مشاعر المستثمرين قبيل طرح أرامكو، مستبعدًا الأثر الذي حاول البعض الترويج له على خلفية مقاطعة الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب الدوحة، التي ثبت تورّطها بدعم وترويج الإرهاب والتحريض عليه، مشدّدًا على أنَّ “مسألة قطر صغيرة جدًا جدًا جدًا”.

وأكّد ولي العهد، أنَّ المملكة العربية السعودية، ملتزمة بتوفير الأمن الداخلي، بعيدًا عن أي اضطرابات، كيف لا وهي البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يملك سجل يمتد لقرابة مائة سنة في السلامة والاستقرار، وقد أثبتت نفسها بقوة في كل مشكلة في الشرق الأوسط والعالم وتعاملت معها، ولم يزدها هذا إلا قوة”.

اليمن لن تكون دولة للميليشيات الطائفية:

دأبت طهران على صناعة الميليشيات الطائفية، لتكون أذرعها في الدول العربية، بغية السيطرة عليها، بداية من ثمانينات القرن الماضي، حين دعمت تنظيم ما يسمى بـ”حزب الله”، المصنف إرهابيًا دوليًا، وصولاً إلى دعمها الحوثيين في اليمن، والأمير محمد بن سلمان، يدرك جيدًا مساعي نظام الملالي لتصدير ثورته، إلى العالم العربي، والإسلامي، بغية بسط سيطرته على العقول والترويج لمذهبه.

وأوضح سموّه أنَّ “المملكة العربية السعودية (التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن)، لن تغيّر من سياستها في اليمن، لأسباب عدة، أهمّها موقع البلد العربي الاستثنائي على مضيق باب المندب، فأي تهديد للاستقرار فيها، يعني بالضرورة تهديدًا لـ 10% من التجارة العالمية”.

عبارة كهذه، تؤكّد لنا أنَّ التحالف العربي لدعم الشرعية، يحافظ على أمن التجارة الدولية، ويمنع وجود أيّ تهديد لها، وبالتالي هو لاعب عالمي في منظومة الأمن والسلامة الدوليين.

وفي معرض حديثه عن هيكلة الشرق الأوسط، أكّد ولي العهد، أنَّ المملكة العربية السعودية، لن تسمح باستنساخ “حزب الله” الإرهابي في باحتها الخلفية، وهو السبب الثاني لتحرّك التحالف العربي، قبل أن تتحوّل اليمن إلى لبنان أخرى، التي لم ينس العالم بعد حربها الأهلية التي استمرت قرابة الـ 20 عامًا.

جسر نيوم لن يعيق المسارات الدولية:

تؤكّد المملكة، موقفًا تلو الآخر، أنّها لا تعتدي على حقوق الغير، فمن قطر التي دعمت الإرهاب، وسعت لاغتيال الملوك، إلى إسرائيل والموقف من جسر الملك سلمان الذي سيربط بين القارّتين (آسيا وأفريقيا)، والذي سيكون جزءًا من مشروع نيوم وأحد منافذه.

وشدّد الأمير محمد بن سلمان، على أنَّ المملكة ليست ملزمة بتوضيح أمر جسر نيوم لإسرائيل، لأنه بين السعودية ومصر”. وأضاف: “بالطبع، لا يمكننا سدّ مسار دولي، ولذا نسعى إلى بنائه بطريقة تجعله لا يعيق الحركة من وإلى الأراضي المحتلة”، كاشفًا أنّه “حتى الآن لم نقرر بعد مكان إنشاء الجسر، ولكننا نحاول ألا نبنيه على جزيرة تيران؛ بغية الحفاظ على الشعاب المرجانية، والطبيعة الخلابة فيها، لذلك، نحاول أن يكون الجسر في منطقة أعمق من جزيرة تيران، إلا أنّنا في الوقت نفسه نسعى ليكون أعجوبة عالمية فوق بيئة بحرية فريدة”.