العلاقات السعودية – الروسية.. ملك الحزم والعزم يسطر تاريخاً جديداً للمملكة

الثلاثاء ٣ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ١:١٨ مساءً
العلاقات السعودية – الروسية.. ملك الحزم والعزم يسطر تاريخاً جديداً للمملكة

تخطو المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بخطوات ثابتة نحو التقدم والرقي والازدهار والتنمية، وتعزيز العلاقات الخارجية على مختلف الأصعدة بما يعزز مكانة المملكة إقليمياً وعالمياً.

فالمملكة على موعد مع الأحداث التاريخية في عهد ملك العزم والحزم لترسم خريطة جديدة على كافة المسارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بداية من رؤية 2030 وإعلان التحول عن القطاع النفطي الذي عاشت عليه المملكة لعشرات السنين، ثم القرار السامي بمنح المرأة الحق في قيادة السيارات، وأخيراً إعلان الزيارة الرسمية لأول ملك سعودي إلى موسكو بعد مُضي 100 عام من إقامة علاقات بين البلدين، فقد كانت روسيا أول دولة في العالم تعترف بالدولة السعودية بعد إعلان التأسيس.

المملكة .. عام الرؤى وتأكيد المواقف

قبل أيام جاءت كلمة المملكة أمام الأمم المتحدة لتؤكد ثوابتها الخارجية وموقفها من كثير من القضايا، فكما وقفت بالمرصاد لدولة قطر المارقة عن الصف العربي ومواجهة توجهاتها الداعم للإرهاب، أعلنت عن دعم قضية الروهينجا، وأكدت ثبات موقفها وعلاقاتها الدولية التي تهدف في المقام الأول إلى استقرار المنطقة العربية ونزع فتيل الصراع، ليأتي الإعلان عن الزيارة الملكية إلى موسكو يوم الخميس المقبل الموافق الخامس من شهر أكتوبر الجاري لتحمل الكثير من الرسائل السياسية، ودلالة على أن حسم النزاع في سوريا ومحاربة الإرهاب في المنطقة سوف يكون من بوابة المملكة وعبر رؤية ملكها خادم الحرمين الشريفين.

الزيارة السعودية من شأنها التأثير على العلاقات الروسية ـ الإيرانية، فهي قادرة على تفكيك هذا التحالف الذي ظهر واضحاً في كثير من مناطق النزاع بحكم قوة المملكة ونفوذها الأقدر على التوافق مع المصالح الروسية، كما سيكون للأزمة القطرية والحرب في اليمن مساحة في النقاش.

الاقتصاد حاضر والنفط لا يغيب

الأجندة الملكية التي تناقشها زيارة موسكو تحمل بداخلها العديد من الملفات فالزيارة تأتي قبل شهر من اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي تعد السعودية وروسيا من أكبر أعضائها، فقد شهد اقتصاد البلدين مواقف متشابهة في مواجهة كثير من الأضرار جراء انخفاض الأسعار العالمية؛ ما يشير إلى أن الزيارة سوف تتعرض لقضية خفض الإنتاج وتحسين الأسعار.
لن تكون رؤية 2030 غائبة عن النقاش السعودي الروسي فالشراكة المتجددة سوف تركز على تعزيز الشراكة الاستثمارية، على ضوء الرؤية السعودية 2030 التي نجحت في تحقيق تحالفات استثمارية والانتقال إلى مملكة ما بعد النفط”.

روسيا تنتظر توطيد العلاقات

روسيا من جانبها تتعامل مع زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز بما يليق بها وتطمح لتحقيق مواءمات مهمة في جوانب العلاقات المختلفة بين البلدين في الاقتصاد والثقافة والسياحة والطاقة والسياسة وحتى السلاح أيضاً، فبحسب تصريحات روسية فإن الزيارة لها وقع كبير في الفترة المقبلة بحكم ثقلها الاقتصادي، وهذا يتطلب أن يكون بين البلدين تبادل وتعاون تجاري واقتصادي وفق سياسات واضحة يكون لها عائد مباشر ومُجد للطرفين.

استعدادات رسمية كبرى

من جانبه نقل موفد قناة الإخبارية في روسيا خالد العويد، أن العاصمة الروسية موسكو قد أتمت استعداداتها لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برفع أعلام المملكة، كما انشغلت الأوساط السياسية والاقتصادية بالتحضير للزيارة.

وأوضح العويد أن الكرملين أعرب عن تطلعه لتلك الزيارة لما تحمله من مضامين مهمة والتقارب الكبير بين المواقف والرؤى على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية خلال الفترة الماضية، وعلى رأسهما الملف السوري وتوحيد مواقف المعارضة السورية وإنشاء مناطق لتخفيف التصعيد فضلاً عن الجانب الاقتصادي والقضايا المشتركة الخاصة خفض إنتاج النفط.

دور فاعل في منظومة الاقتصاد العالمي

في السياق ذاته أوضح رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، حسبما ورد في تقرير لـ الإخبارية، أن المملكة تسعى إلى تعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية مع الدول الفاعلة في منظومة الاقتصاد العالمي وفقاً لرؤيتها 2030 المهتمة بجذب الاستثمارات الأجنبية والشراكات التجارية، مبينًا أن العلاقات الاقتصادية السعودية الروسية تستند إلى قاعدة مؤسسية متينة بعدد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية الموقعة بين البلدين.

ودعا المهندس الراجحي قطاعي الأعمال السعودي والروسي إلى استثمار الظروف الملائمة والمعطيات الإيجابية في البلدين لزيادة معدل التعاون الاقتصادي وما يتوافر من فرص تصديرية كبيرة في السوق الروسي ووجود إمكانات علمية وتكنولوجية كبيرة يمكن الاستفادة منها في ظل ما تطرحه رؤية المملكة 2030 من فرص استثمارية واعدة.

وأكد الراجحي أن مجالات التعاون الاقتصادي بين المملكة وروسيا متعددة، مشيراً إلى أهمية نقل وتوطين التقنيات الروسية في المملكة ودعم مشاركة الشركات الروسية في مشروعات التنمية الوطنية؛ بُغية توليد المزيد من فرص العمل ورفع القدرات الإنتاجية مع فتح فرص تصديرية واسعة للشركات السعودية في روسيا.