الماتريوشكا تراث روسي يحكي تجربة المرأة الريفية

الإثنين ٩ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٦:١٨ مساءً
الماتريوشكا تراث روسي يحكي تجربة المرأة الريفية
لكل مجتمع تراثه التقليدي من حرف وصناعات محلية تعكس تراث وثقافة المجتمع، ويحرص الزائرون على اقتناء تلك الصناعات كهدايا تذكارية.
وتعتبر الماتريوشكا الروسية واحدة من الصناعات التراثية بما فيها من رسوم دقيقة وألوان متناسقة وكأننا أمام لوحة فنية لفتاة ريفية ولكن على شكل دمية صغيرة من الخشب.
ما هي الماتريوشكا

الماتريوشكا هي الدمية الروسية الشهيرة، وهي تأخذ شكل امرأة ريفية ترتدي “ثوبا واسعا وقطعة من القماش تغطي الرأس، وتأخذ الدمية الشكل البيضاوي المسطح وتنقسم إلى جزأين علوي وسفلي قابلين للانفصال عن بعضهما وتحوي بداخلها دمية أخرى بنفس الشكل ولكن أصغر حجما، يبدأ من ٢ ويزداد العدد إلى ٤٢ دمية وكلها على شكل بيضاوي، لكن الأكثر رواجًا تلك التي تبلغ ٣ أو ٨ أو ١٢ قطعة.

سر التسمية
تعود التسمية إلى اسم مشهور بين الأقاليم الروسية وهو لفتاة ريفية ” ماتريوشا” ويعني الأم، ولهذا ترافق الأم عائلة كبيرة من الأبناء تعكس المرأة الريفية في روسيا.
وأصبحت تمثل هدية تذكارية لكل زائر إلى العاصمة موسكو.

ظهور الماتريوشكا

عرضت الماتريوشكا لأول مرة عام 1900 في معرض باريس، مما شجع الفنانين والحرفيين الروس على صناعتها بكثرة في شتى أنحاء روسيا.
ظهرت  الماتريوشكا، عام 1890 في مشغل تعليم الأطفال يملكه رجل الأعمال الروسيسافا مامونتوف والذي عرف باهتمامه بالفن، وجلب معه من اليابان سلسلة دمى تمثل “آلهة السعادة” السبع وتمثل أكبرها “فوكوروكوجو” وفي نهاية القرن التاسع عشر، حدثتْ تطورات اقتصادية وثقافية، وسيطرت على مامنتوف فكرة خلقِ أسلوب فني روسي جديد، وعمل مع عدة فنانين وحرفيّين على تنفيذ هذه الفكرة.
واستوحى الفنان الروسي سيرجي ماليوتين، فكرة ” الماترويشكا” وقرر صناعة نسخة مبتكرة بهوية روسية.
صناعة الماترويشكا
يتم إعداد خشب الزيزافون في فصل الربيع حتى يجف، ويتعرض كل قالب للماتريوشكا لأكثر من 10 عمليات. ويتم أولا صنع أصغر دمية “غير منفصلة”. وفي النهاية يتم طلاء كل دمية بالورنيش، ثم يبدأ الفنان بزخرفتها مستعملا الأصباغ الزيتية والمائية على حد سواء.

وفي الوقت الحاضر بدأت الماتريوشكا تأخذ أشكالا جديدة مبتكرة بخلاف الشكل التقليدي للأمراء الروس، حيث ظهرت أشكال أسطورية، وثالثة لشخصيات سياسية روسية على سبيل الفكاهة، مثل لينين وستالين وبريجنيف، ومنها دمية للرئيس الروسي نفسه بوتين
ورئيس الوزراء ميدفيديف وعدد من الشخصيات المشهورة عالميا.