المستحيل المنتظر

الأربعاء ١١ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ١١:٥٦ صباحاً
المستحيل المنتظر

لا يكاد يمر يوم إلا وتتعالى المطالبةُ بمستشفى نساء وولادة بمنطقة جازان، الكل ينتظر الفرجَ والكل يحدوه الأمل بفتح قريب، وحتى يتم ذلك أقول: يا أهالي جازان المطالبين بمستشفى النساء والولادة أمامكم حلّ من اثنين، إما أن تحصلوا على مستشفى أو لا تحصوا، فإن حصلتم فخير وبركة وكفى الله أهالي جازان كوارث الوضع الحالي للولادات، وإن لم تحصلوا؛ فأمامكم حل من اثنين، إما أن تتوقف نساؤكم عن الحبل والنفاس، وإن كان ولا بد فالاكتفاء بمولود واحد، كما هو الحال في الصين حيث سياسة الطفل الواحد مع تطبيق العقوبات الصينية، والتي قد تصل إلى “غرامة وهدم منزل ومصادرة الأثاث في حالة إنجاب مولود ثانٍ”، هذا في الصين لكنها “صعبة وقوية على الجيزاني”، أو ترضوا بمرارة الواقع ممزوجة بأحلام مُبشِّرة بغد مزهر، فإن توقفت نساؤكم عن الحمل والولادة فقد كفاكم الله شَر المرمرطة والبهدلة والمشورة؛ بحثاً عن مستشفى نساء وولادة “والذي لا وجود له سوى في دفاتر مسؤولي الصحة” والبحث أيضاً عن طبيب مختص أو سرير، أو تحويل وتذكرة سفر وطائرة إن وجدت، أما إن رضيتم بالواقع المر فأمامكم حل من اثنين، إما الاستسلام وإعطاء مساحة أوسع للأحلام وفرصة أكبر لأحلام اليقظة وترديد قد يكون الحاضر مُراً إنما الغد أحلى، وتفعيل الولادات المنزلية على يد أمهر العجائز من أهل المنطقة وربما ندخل بعدها موسوعة جينيس بعدد الولادات المنزلية، وسيقول عنا الغرب إننا أكثر حضارة وتقدماً مع المطالبة بعودتنا للولادات المنزلية، وكل ما يميزنا عنهم أننا بلا قيود، أما الغرب فمتعجرفون بشروطهم الصحية التعجيزية للولادات المنزلية.

الحل الأمثل والخيار الأصلح والقابل لتنفيذه على أرض الواقع هو مناشدة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وولي عهده الأمين -وفقه الله- بالتدخل ورحمة نساء جازان من معاناة استمرت لعقود من الزمن، والتواصل مع القائمين على الصحة ومشاريعها للتعجيل بالمستشفى الذي نافس المستحيلات ودخل ضمن القائمة وتصدرها لتصبح المستحيلات مستشفى نساء بجازان والغول والعنقاء. وليتذكر الجميع أن القناعة هي حجر الفلاسفة الذي يحول كل ما يمسه ذهباً، وأن القناعة خير من عشر على الشجرة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني