غوتيريس على خطى بان كي مون .. مسيرة الإعراب عن القلق والأرق !

الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٩ مساءً
غوتيريس على خطى بان كي مون .. مسيرة الإعراب عن القلق والأرق !

خلف جدارن مبنى الأمم المتحدة بنيويورك يبقى إرث من الخطب الإنشائية والوعود التي لم تجد يومًا طريقها للوجود على أرض الواقع، وتعبير مستمر عن “القلق” بلغ ذروته في عهد أمينها العام الحالي أنطونيو غوتيريس، الذي خيب آمال تخليص المنظمة من قلقها، وعمق من جراح القضايا العربية والدولية.

وفاجأ غوتيريس العالم في أول أيام عمله بالمنظمة الأممية بـ”التعبير عن قلقه حيال مشاكل العالم”، ليواصل إرث سلفه “بان كي مون” الذي ظل دائم القلق طوال 10 سنوات من منصبه الأممي، كما طور غوتيريس مصطلح “القلق” إلى “الأرق”، قائلًا في تصريحات صحافية عن أزمات المنطقة العربية: “السؤال الذي يؤرق، هو كيف نساعد الملايين ممن يعانون من حروب لا تلوح لها نهاية في الأفق؟”.

قلق غوتيريس وأرقه لم يكن بجديد، حيث راكم سلسلة من الخيبات حين كان على رأس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بسبب إطلاق قلقاته حيال عدد من قضايا المفوضية مثل ضمانات إجلاء المدنيين، وتقديم المساعدات للاجئين، وزاد قلقه من موت الآلاف غرقًا في البحر المتوسط، في الفترة ما بين 2010 و2015، دون اتخاذه إجراءات عاجلة، وحشد للدول الأوربية لمنع غرق هؤلاء الأبرياء، كما مارس القلق حيال آلية دخول اللاجئين السوريين إلى مصر، وأيضًا القلق على أمن الأردن بسبب كثرة اللاجئين السوريين، كما أبدى قلقه على أطفال سوريا في ظل الحرب.

وبعد أن أطلق غوتيريس “قلقته الأولى” أمينًا عام للأمم المتحدة، أدت سياساته إلى تعميق فسادها، فلا يكاد يوجد حجر في المنظمة دون أن يكون تحته حاجة إلى الإصلاح، لكن غوتيريس لم يقدم سوى بيانات الشعور بالقلق، ليجسد عجز الأمم المتحدة في التعامل الأزمات والصراعات، والمنكوبين، وعدم قدرتها على الحد من الانتهاكات في المنطقة العربية والعالم، بما جعل مصداقية المنظمة شبه معدومة أمام الرأي العام العالمي.

وفيما يخض قضايا المنطقة والمسلمين، يرفع غوتيريس شعار “القلق الدائم”، لاسيما في القضية السورية ومأساة الروهنجيا، والقضية الفلسطينية، دون السعي إلى جمع دول العالم على سياسة واحدة تجاه هذه الأزمات لتسويتها.

كما أودى غوتيريس بالأمم المتحدة إلى ما هو أسوأ من “القلق” بانتهاجه سياسة “التضليل”، وهو ما تجسد في التقرير الأممي عن اليمن، والذي تبنى خلاله وجهة نظر الانقلابيين الحوثيين، على حساب الشعب اليمني، الأمر الذي انعكس على أداء المنظمة التي من المفترض أن تكون مهمتها هي إقرار الأمن والسلم في العالم.