كردستان وسوريا.. من الملفات السياسية في لقاء الملك سلمان وبوتين

الإثنين ٢ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٩:٢٢ صباحاً
كردستان وسوريا.. من الملفات السياسية في لقاء الملك سلمان وبوتين

ينتظر الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عدة مهام خلال زيارته المرتقبة إلى موسكو في الرابع من أكتوبر الجاري، والتي سشهد التوقيع على العديد من الاتفاقيات ذات البعد الاستراتيجي على المستوى الاقتصادي، إضافة إلى تناول مختلف الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين.
تقدير متبادل
وبنظرة الجانب الروسي، يمكن الخلوص إلى أن الزيارة ستتناول الملفات الاقتصادية المتعلقة بالنفط بشكل يسبق غيرها في الأهمية، كما أن الملف السوري سيكون على طاولة النقاش بين الملك سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث من المتوقع أن تكون الجلسة التي ستجمع الزعيمين خلال الزيارة التي ستمتد لثلاثة أيام محددة بشكل رئيسي لملامح المرحلة المقبلة من جهود تسوية الخلاف في الحرب الأهلية بسوريا.
وقال فيودور لوكيانوف الذي يرأس المجلس الأوروبي للدفاع ونفس المهام في الكرملين، خلال تصريحات إعلامية، “إن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها روسيا والسعودية الاتفاق على بعض الأمور في السنوات الاخيرة”، غير أن الطرفين في الوقت الحالي يدركان وبشكل واضح مدى أهمية الآخر في حسم العديد من الملفات الاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف “لم يحدث شيء من هذا في الماضي، لكن الوضع تغير الآن لأن موسكو تمتلك رؤية صائبة فيما يتعلق بمدى الدور الذي تلعبه الرياض، كواحدة من أكبر القوى في المنطقة”.
روسيا والشرق الأوسط
ومن جانبه، أكد فلاديمير فرولوف، وهو محلل روسي في مجال السياسة الخارجية، أن روسيا تسعى لأن تكون خيارًا ثانيًا للتحالف مع دول المنطقة بخلاف الولايات المتحدة ، وهو الأمر الذي يستلزم المضي قدمًا في إقامة علاقات وثيقة مع العديد من القوى داخل المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن تركيز روسيا في الوقت الحالي بالشرق الأوسط، قد يحتاج لمزيد من التفاهم مع القوى القابعة في تلك المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بالملفات الأمنية والاستراتيجية داخلها، وعلى رأسها الحرب الأهلية في سوريا، والتي ينظر إليها على أنها ساحة النقاش الرئيسية للاجتماعات التي سيخوضها الوفد السياسي لكل من المملكة وروسيا في زيارة موسكو بعد أيام قليلة.
ملف كردستان
وتعكف روسيا على اتخاذ موقف في العراق حيث إنها القوة الرئيسية الوحيدة التي لم تعارض الاستفتاء الكردى الأسبوع الماضي، كما أعلنت شركة النفط الروسية الروسية روزنيفت مؤخرًا عن صفقة يعتقد أنها تستحق أكثر من مليار دولار لمساعدة كردستان العراق على تطوير صناعة الغاز الطبيعي، حيث من المتوقع أن تكون الشركة الروسية العملاقة قد حصلت فعليًا على صفقات تبلغ قيمتها نحو 4 مليارات دولار منذ بدء أعمالها في كردستان ديسمبر الماضي.

وذكر مصدر كبير فى أربيل “أن موسكو قد سدت بشكل فعال الفجوة مع انسحاب الولايات المتحدة من العراق”، وعلى الرغم من أن روسيا لم تتحدث ضد الاستفتاء الكردي، إلا أنها حرصت أيضًا على عدم الإضرار بالعلاقات مع بغداد، ووصفت هذا الأسبوع بـ”دولة عراقية موحدة”، داعية الأكراد على إقامة الدولة من خلال المفاوضات، وتجنب إعلانها من جانب واحد.
وفي ظل الرفض السعودي لانفصال كردستان، استنادًا إلى رغبة المملكة في وحدة الأراضي العراقية، قد يتم تناول الملف الكردي بشكل واضح ورئيس في المناقشات السياسية، لا سيما وأن التعاطي في تلك الملفات قد يمثل حساسية كبيرة للعديد من البلدان في المنطقة.