من القلق إلى التضليل.. غوتيريس مُسيس ضد القضايا العربية

الإثنين ٩ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٢:١٦ صباحاً
من القلق إلى التضليل.. غوتيريس مُسيس ضد القضايا العربية

لا يخفى على أحد ما طرأ من ضعف على منظمة الأمم المتحدة في عهد رئيسها السابق “بان كي مون”، الذي ظل يعاني “القلق” بشأن قضايا الشرق الأوسط، طيلة عشرة أعوام متتالية، إلا أن خيبة الأمل زادت بتولي أنطونيو غوتيريس لرئاسة منظمة الأمم المتحدة والذي عمق من جراح القضايا العربية.

ووضح للجميع أن أداء الأمم المتحدة في عهد “أنطونيو غوتيريس” بدا ضعيفًا ومهزوزًا، وبدلًا من أن يعيد الهيبة للمنظمة الأممية، أدخلها في مرحلة جديدة من الانهزامية والتخبط، والإخفاقات المتتالية على النحو التالي:

تعميق الأزمة اليمنية:

انتهج غوتيريس سياسة “الكيل بمكيالين” في الأزمة اليمنية، فتتغاضى عن الجرائم المرتكبة من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، باستخدامهم المدنيين كدروع بشرية والزج بالأطفال اليمنيين في المعارك العسكرية، والمجازر التي ترتكبها بحق المعارضين، قصفًا بالقذائف وتعذيبًا حتى الموت بالمعتقلات، لاسيما الانتهاكات التي تجري في سجون صنعاء خصوصًا السجن المركزي، إضافة إلى نسف بيوتهم وتشريد عائلاتهم، واعتقال الصحافيين الذين يتحدثون عن مأساة الشعب اليمني مع الميليشيا المدعومة من إيران، والرافضين لانتهاكاتها، وتقسيمها للمجتمع اليمني على أسس طائفية، كما لم يتخذ مواقف قوية ضد “إيران” وتدخلاتها العلنية في اليمن وتسليحها للحوثيين، بينما سمح بتقارير مضللة ضد التحالف العربي الذي يساند الحكومة الشرعية وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216)، وقدم المبادرة الخليجية لحل الأزمة.

وبلغت حالة التخبط عند غوتيريس ذروتها بالصمت على انتشار نقاط التفتيش العلنية التي تقيمها ميليشيا الحوثي، خارج المدن اليمنية المحاصرة؛ مسببة مأساة إنسانية للمدنيين، حيث منعت الميليشيا مرارًا وتكرارًا وصول المساعدات الإغاثية للمحتاجين، بل اعتادت نهبها وتوزيعها على مرتزقتها من قتلة الشعب اليمني على مرأى ومسمع من غوتيريس!!

وتورط الأمين العام للأمم المتحدة في مخالفة المواثيق الدولية، بإصدار بيانات ضد التحالف العربي دون الرجوع له وللحكومة اليمنية الشرعية أو مكتب أوتشا الرياض للتحقق من المعلومات الواردة في البيانات، في حين أن المنظمة كانت تنسق مع قيادة التحالف وتتحقق من المعلومات قبل تولي غوتيريس رئاسة المنظمة، كما اعترف رئيسها السابق “بان كي مون” بالخطأ عند اكتشافه نشر معلومات مضللة عن قوت التحالف.

وأدى ضعف وانهزامية غوتيريس إلى المساهمة في تعقيد الأوضاع السياسية في اليمن، بتجاهله للحكومة الشرعية واختيار مبعوثين تابعين للحوثيين، والصمت على مواصلة الميليشيا زرع الألغام، والتعاون مع شركات نقل موالية للحوثي، وتجاهل تام لجهود تحالف دعم الشرعية، وتغافل السوق السوداء للنفط التي تسببها جرائم الميليشيا الانقلابية، والكذب على التحالف وانتقائية المنظمات المدنية.

مأساة الروهنجيا:

وتعد مأساة المسلمين الروهنجيا أحد أوجه ضعف وانهزامية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي يتعامل مع قضيتهم من منطلق “القلق”، فلا يحرك ساكنًا من أجل حشد دول العالم لمواجهة الإرهاب الذي يتعرض له الروهنجيا، بل يزيد من معاناتهم بالتواصل مع سلطات ميانمار، وإضفاء الشرعية عليها بدلًا من مقاطعتها وحصارها دوليًّا لإجبارها على وقف العدوان على المضطهدين، بينما ساهمت السعودية في التخفيف من معاناة اللاجئين الروهنجيا، بتقديم المساعدات الإغاثية لهم في مخيمات اللجوء ببنجلاديش، كما خصص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملايين الدولارات لإغاثتهم.

فلسطين:

وتبقى فلسطين كاشفة ازدواجية المعايير لدى غوتيريس الذي لم يحسب له أي تصريح أو موقف مساند للقضية الفلسطينية، ولم يحرز أي خطوة إيجابية في طريق التسوية السياسية للقضية، بل يواصل تصريحاته الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وخططه في التوسع بالمستوطنات.

كما سبق أن أشعل غوتيريس موجة غضب فلسطينية وعربية ضده بتصريحاته في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، قال فيها: إنه يؤمن “بالصلة بين القدس واليهود”، وأضاف أن “الهيكل المقدس في القدس الذي قام الرومان بهدمه كان هيكلًا يهوديًّا!”.

سوريا:

ويحاول غوتيريس بين الحين والآخر لحفظ ماء وجهه في يخص الأزمة السورية بإطلاق التصريحات حول عمليات التهجير القسري التي تمارسها الميليشيات الشيعية وقوات نظام الأسد، دون تقديم أي إدانات للانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين السورين أو اتخاذ مواقف دولية ضد جرائم إيران ونظام الأسد.

إيران:

ويمارس غوتيريس دورًا مشبوهًا في التعامل مع نظام الملالي الإيراني، فبرغم أن الأخير هو الراعي الأول للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، لم يجد ما يفضحه ويلجمه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، بل على النقيض يدعم غوتيريس سياسات نظام الملالي بطريقة غير مباشرة، وهي دعم وكلائه الحوثيين بتقارير مضللة عن تحالف إعادة الشرعية في اليمن، والصمت على جرائم التنظيمات والجماعات الإرهابية الأخرى التابعة لإيران في العراق وسوريا ولبنان، ليكون لسان حاله هو “تعميق التوتر في المنطقة بدلًا من مواجهته”.