ولي العهد لـ “رويترز”: مدينة نيوم ستُدرج في الأسواق المالية العالمية

الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٣:١٣ مساءً
ولي العهد لـ “رويترز”: مدينة نيوم ستُدرج في الأسواق المالية العالمية

كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لوكالة رويترز في مقابلةٍ أجراها في وقتٍ متأخرٍ من يوم الأربعاء أن مدينة نيوم الضخمة البالغة قيمتها 500 مليار دولار والتي تخطط المملكة لإنشائها ستُدرج في الأسواق بجانب الطرح العام الأولي لأسهم عملاق النفط السعودي شركة أرامكو كجزءٍ من تحرّك المملكة نحو تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
وستمتد هذه المدينة التجارية والصناعية البالغ اجمالي مساحتها 26,500 كيلومتر مربع (أي 10,230 ميل) – والتي تُدعى “نيوم” – إلى الأردن ومصر. وقد أُسدِل الستار عنها يوم الثلاثاء خلال مؤتمرٍ استثماريٍّ دولي استمر على مدى ثلاثة أيام متتالية.

ويُعدُّ هذا الإعلان المفاجئ الحلقة الأحدث – والأكثر استثنائيةً – في سلسلةٍ من برامج الخصخصة بقيادة الطرح العام الأولي لأسم عملاق النفط السعودي. وقد صُمِّمت عمليات البيع هذه بهدف تعزيز الاقتصاد السعودي وإحداث فرصٍ وظيفيةٍ للملايين من الشباب.

وقال ولي العهد : “إنها أول مدينة رأس مالية في العالم … هذا هو الشيء الفريد الذي سيحدث ثورة”.

وأضاف: “مما لا شك فيه هو أن نيوم في نهاية المطاف ستُطرح في الأسواق المالية. إنها المنطقة الأولى التي يتم طرحها في الأسواق العامة. يبدو الأمر كما لو أنك تطرح مدينة نيويورك (في الأسواق) “.

كما ذكَرَ الأمير محمد أيضًا أن الطرح الأولي العام لأسهم شركة أرامكو ماضٍ قُدمًا ليتم في العام المقبل، نافيًا التقارير التي تشير إلى تأجيله، ومضيفًا أنه قد يتم تقييم الشركة بأكثر من اثنين تريليون دولار.
وكان حديث الأمير البالغ من العمر 32 عاماً على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي اجتذب نحو 4 آلاف مندوب من مختلف أنحاء العالم إلى الرياض هذا الأسبوع.
وبدا الأمير في قمة تحمسه وهو يتحدث عن خططه للمدينة الجديدة، متنقلا بين اللغتين العربية والإنجليزية، وأحيانا باللغتين في الجملة نفسها.

التركيز على النمو

وبالقرب من البحر الأحمر وخليج العقبة وبالقرب من مسارات التجارة البحرية التي تستخدم قناة السويس، ستكون المنطقة بمثابة بوابة لجسر الملك سلمان المقترح الذي سيربط مصر والمملكة العربية السعودية ببعضهما البعض.

وذكر صندوق الثروة السيادية السعودية أن نيوم ستكون مملوكة بالكامل للصندوق حتى يتم طرحها، وستجتذب المستثمرين من شركات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية والصناعات المتقدمة والترفيه.

وقال الأمير محمد “لن يتم إدراجها في الأسواق حتى تصبح الفكرة ناضجة بما فيه الكفاية. قد يكون ذلك بعد عام 2030، وقد يكون قبله، لكن الفكرة والاستراتيجية هي أن يتم طرحها في نهاية المطاف”.

ولن تخضع المدينة الجديدة للأنظمة واللوائح القائمة في بقية مناطق المملكة، التي تفرض حكم الشريعة المبني على التفسير الوهابي الصارم للإسلام.

فسوف توفر للسكان نمط حياة أكثر حرية، مما يسمح بقيام الحفلات الموسيقية والترفيه في ركن بعيد من المملكة الصحراوية. وقد بدأت البلاد بالفعل في تخفيف بعض القواعد التي طال أمدها، بما في ذلك الحظر المفروض على قيادة المرأة.
وقال إن مُسمى “نيوم” مُركب من كلمتين الأولى هي “نيو” والتي تعني باللغة الإنجليزية جديد، والثانية هي “م” الحرف الأولى من كلمة مُستقبل في العربية.

جزء من رؤية أشمل
إن المدينة الجديدة هي جزء من خطة رؤية 2030 الطموحة الخاصة بولي العهد والرامية إلى إصلاح اقتصاد السعودية، المُنتج الأكبر للنفط في مُنظمة أوبك، وتأمين الوظائف للسكان الذين يمثل الشبان نسبة كبيرة منهم وسط تراجع في أسعار النفط عالميًا منذ عام 2014م.

وقد تباطأ النمو الاقتصادي، ورُبما أن الاقتصاد سينكمش هذ العام في الوقت الذي تطبق فيه الحكومة تدابيرًا تقشُفية.

وقال الأمير محمد بن سلمان: “الفكرة ليست إعادة هيكلة الاقتصاد بقدر ما هي انتهاز للفرص المتاحة التي لم نستغلها من قبل. لدينا طاقة كبيرة ولا نستخدم سوى قليل منها”.

وقد أصبح الأمير محمد بن سلمان في شهر يونيو هو التالي لخلافة العرش. وقد تعهد بإحداث نقلة اقتصادية واجتماعية في المملكة.

“تتمحور رؤية 2030 حول العديد من الفُرص الكبيرة، وأرامكو واحدةً منها، وكذلك هو الحال مع مشروع “نيوم”… لدينا العديد من المشاريع الكُبرى التي سنُعلن عنها على مر السنوات القليلة القادمة”.

وقال الأمير إن صندوق الاستثمارات العامة سيدر عوائدًا أكبر بكثير من تلك التي تدرها صناديق الاستثمارات الأخرى.

قطر واليمن

وقال الأمير محمد إن خلاف السعودية مع قطر المجاورة لم يؤثر على الاستثمار.

حيث قال: “إن مسألة قطر مسألة صغيرة جدًا جدًا جدًا”.

وقد قطعت السعودية والدول العربية الأخرى العلاقات الدبلوماسية ووسائل النقل مع دولة قطر في وقت مبكر من هذا العام بسبب اتهامات للدوحة فحواها دعم “الإرهابيين” الإسلامويين. وقد نفت قطر هذه الادعاءات.

وقال الأمير محمد إن حرب المملكة في اليمن ستسمر لمنع حركة الحوثي المسلحة من أن تتحول إلى “حزب الله” آخر على الحدود الجنوبية السعودية.

وقال: ” نسعى إلى أن نكون متأكدين حتى لا يكون هناك حزب الله مرة أخرى، وذلك لأن اليمن أكثر خطورة من لبنان”.

إن حزب الله المدعوم والمسلح من إيران قد أصبح قوة هائلة في لبنان وسوريا. وقد قال الحوثيون مرارًا وتكرارًا أنهم يتلقون الأسلحة والتدريب من إيران.

إقرأ المزيد