اتجاه قوي داخل الكونغرس لإلغاء اتفاق إيران النووي .. ومواجهة ضعيفة لداعمي استمراره

الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٣:٥٦ مساءً
اتجاه قوي داخل الكونغرس لإلغاء اتفاق إيران النووي .. ومواجهة ضعيفة لداعمي استمراره

أكدت تقارير إعلامية أن بعض حلفاء الولايات المتحدة، والذين يسعون بقوة لإبقاء الاتفاق النووي الإيراني، والذي تم توقيعه في 2015، لم ينجحوا حتى الآن في إيجاد دعم وثيق في الكونغرس الأميركي لإبقاء الاتفاق الدولي الخاص بمنشآت طهران النووية، والذي يراها الرئيس دونالد ترامب تمثل تهديداً صارخاً لتوازن القوى والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

اتجاه بالكونغرس لنسف اتفاق إيران النووي

وأوضحت شبكة “CNN” الإخبارية الأميركية، أن عدداً من الدبلوماسيين والمسؤولين الذين يؤيدون استمرار الاتفاق النووي مع إيران، أكدوا أن هناك حالة من التفوق الملحوظ للتيار الداعي لتشديد العقوبات الاقتصادية على طهران داخل الكونغرس، على خلفية عدم التزامها الكامل ببنود اتفاق 2015، لافتة إلى أن تعليقات الرئيس الأميركي تلعب دوراً واضحاً في توجه المؤسسة التشريعية الأولى في الولايات المتحدة، والتي يخول لها اتخاذ قرارات أكثر صرامة ضد إيران، قد يصحبها نسف الاتفاق بشكل كامل.

وأشارت الشبكة الأميركية التي تمتلك اتصالات قوية داخل الكونغرس، إلى أن ما يعوق اتخاذ قرار صريح تجاه الاتفاق الإيراني هو العداء الواضح بين الجمهوريين والديمقراطيين، خاصة وأن الشريحة الأخيرة ترى ضرورة واضحة في معارض الاتجاهات التي تسود الكونغرس في الوقت الحالي، والتي تدعم بشكل رئيسي توجهات الرئيس ترامب على المستوى الدولي.

محاولات حلفاء واشنطن لإبقاء الاتفاق

وعلى الرغم من كون المدخلات والبيانات الخاصة بحلفاء واشنطن قد تلعب أدواراً رئيسية في قرار الكونغرس، والتي تتجه بشكل واضح لدعم اتفاق طهران النووي، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي داعم رئيسي لهذا التوجه، غير أن ذلك قد يكون من الصعب استمراره، في ظل وجود تيار قوي يدعو لنسف الاتفاق بشكل كامل، لا سيما في ظل استمرار إيران في تجاربها النووية وعمليات تصنيع الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، والتي يمكن أن تشكل خطراً واضحاً على حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة.

ومنح القانون الأميركي الكونغرس بعض الرقابة على صفقة إيران، مما يسمح لها بفرض عقوبات على طهران إذا كان المشرعون لا يعتقدون أنها تمتثل، لكن البيت الأبيض يريد من الكونغرس تشديد الرقابة من خلال تعديل القانون بما يسمح للولايات المتحدة أن تعاقب إيران لأنشطة لم تكن أبداً جزءاً من الاتفاق النووي في المقام الأول.

وتوجه العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي إلى الكونغرس، في محاولة لفرض مزيد من الضغط على قراراته بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وفي الأسبوعين الأخيرين، ذهب أيضاً كبار المسؤولين الأوروبيين، بما فيهم رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ووزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون، حيث توجه بزيارة إلى كابيتول هيل لمناقشة قرار الكونغرس.

ترامب وماكرون لا يثقان في إيران

ووفق ما ذكره موقع “ديث راتل” الأميركي، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن بنود الاتفاق الإيراني بشأن البرنامج النووي يجب أن تخضع لعمليات تدقيق وملاحظة، قد تحمل معها تغيير جذري في المحاور الرئيسية لهذا الاتفاق، خاصة وأن ذلك قد يمنح طهران بعض القوة التي قد يسيء النظام الحالي في البلاد استخدامها على المستوى الإقليمي.

وأوضح الرئيس الفرنسي، أن هناك مشاركة واضحة من قبل نظيره الأميركي دونالد ترامب في هذا التوجه، خاصة وأن هناك مطالبات داخل الولايات المتحدة الأميركية، بضرورة إلغاء كافة القدرات العسكرية التي تسمح لإيران بتصنيع صواريخ باليستية من الأساس، حتى وإن تعهدت بأنها غير مصممة لحمل سلاح نووي.