رحلة الحريري من الاستقالة إلى التريث عنها.. لبنان أولًا وإنذار أخير لحزب الله

الأربعاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٣:٠٢ مساءً
رحلة الحريري من الاستقالة إلى التريث عنها.. لبنان أولًا وإنذار أخير لحزب الله

خالف سعد الحريري جميع التوقعات وأعلن عن تراجعه عن الاستقالة، بعد أن كان من المتوقع أن يتقدم باستقالته رسميًاً بعد عودته إلى لبنان.

وأثار ترجع الحريري عن الاستقالة العديد من علامات الاستفهام، ليأتي الرد من الحريري بأن سبب التراجع عن الاستقالة هو إتاحة الفرصة لحل الخلافات في الداخل اللبناني، وإتاحة الفرصة لحل المسائل الخلافية، مطالبا بإبعاد لبنان عن الأزمات والنزاعات الإقليمية.

أسباب التراجع عن الاستقالة

كشف رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، منذ قليل عن تجاوبه مع الرئيس اللبناني ميشيل عون، معلنًا التريث في تقديم استقالته، وقال الحريري “أتطلع إلى شراكة حقيقية من كل القوى لإعادة بناء لبنان”.

وأضاف “نأمل أن يكون التريث في تقديم الاستقالة مدخلًا لعلاج المسائل الخلافية”.

عودة الحريري إلى لبنان

وكان الحريري قد وصل صباح اليوم لحضور احتفالات عيد الاستقلال في بيروت بعد عودته إلى لبنان لأول مرة منذ استقالته من رئاسة الحكومة عقب رحلة خاطفة انتقل خلالها من مصر إلى قبرص ثم إلى لبنان.

وكان الحريري قد عاد إلى بيروت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء. وقد تسببت استقالته المفاجئة في الرابع من نوفمبر في أزمة سياسة في لبنان.

ووصل الحريري لحضور العرض العسكري الذي يحضره أيضا الرئيس ميشال عون ونبيه بري رئيس مجلس النواب في وسط بيروت، ثم انتقل بعدها للقصر الرئاسي في بعبدا معلنا تراجعه عن الاستقالة.

رسالة الحريري إلى حزب الله

وكان الحريري قد صرح في 12 نوفمبر أنه سيعود إلى لبنان للتأكيد على استقالته وفقًا للدستور. لكنه لم يستبعد إمكانية سحبها إذا ما احترم حزب الله سياسة الابتعاد عن الصراعات الإقليمية وخصوصًا في اليمن.

وكان أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قد أكد صباح اليوم أن على لبنان تطبيق سياسته “النأي بالنفس” عن الصراعات الإقليمية للخروج من أزمته والأزمات الإقليمية.

وقال قرقاش على حسابه على تويتر “المعضلة الأساسية أمام ذلك هي التطبيق الانتقائي للمبدأ والدور الوظيفي الإيراني لحزب الله خارج الإطار اللبناني”.

والتقى الحريري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في طريق عودته إلى بيروت يوم الثلاثاء، وقال الحريري إنه بحث استقرار لبنان وضرورة إبقاء البلاد خارج كل السياسات الإقليمية.

الموقف الغربي

أما عن موقف الغرب من استقالة الحريري فقد أيدت أكدت العديد من الحكومات الأوروبية دعمها للبنان واستقرار ذلك البلد الذي يستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري وهو ما يعادل ربع سكانه.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالة إلى نظيره اللبناني “نحن نقف بثبات مع لبنان، وسنواصل دعم جهود بلدكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته”.

وحذر الحريري في مقابلته في 12 نوفمبر من أن لبنان معرض لخطر العقوبات العربية الخليجية بسبب تدخلات حزب الله في المنطقة.

هل يلتزم حزب الله بحدوده

وفي الختام جاءت استقالة سعد الحريري بمثابة صفعة مدوية على وجه حزب الله بسبب تدخلاته في شؤون العديد من الدول، بدعم وتمويل من إيران، مما أحرج لبنان وأدخلها في أتون صراعات إقليمية لا قبل لها به.

وجاء تراجع الحريري عن الاستقالة ليعطي فرصة أخيرة للحزب لتصحيح مساره، فهل يتعظ الحزب ويعلي مصلحة لبنان عن مصالحه الشخصية ومصالح إيران؟.. هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.