سعيًا لإنقاذ الإنسانيّة وترسيخًا لوسطية الإسلام وتسامحه.. قائمة الإرهاب الثالثة تبتر المزيد من أذرع قطر

الخميس ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ١:٣٠ صباحاً
سعيًا لإنقاذ الإنسانيّة وترسيخًا لوسطية الإسلام وتسامحه.. قائمة الإرهاب الثالثة تبتر المزيد من أذرع قطر

يواصل الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، بسياساته الحكيمة، بتر الأذرع التي تمتد إلى الإنسانية بسوء، عبر تجفيف منابع التطرّف، وقطع دابر الإرهاب من جذوره، ليصدر الخميس 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، قائمة الإرهاب الثالثة، وعلى رأسها كيانان كانا يروّجان للإرهاب بمسمى إسلامي، حتى تحوّلت صورة الدين الوسطي إلى وجه قاتم، يجوب العالم قتلًا ودمارًا، بأموال قطرية، وأفكار جهنّمية إخوانية.

وأضافت كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، أنها في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه، وفي إطار جهدها المشترك بالتعاون مع الشركاء الفاعلين في محاربة الإرهاب؛ (أضافت) كيانين، وأحد عشر فردًا، إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها.

وشملت الكيانات المجلس الإسلامي العالمي “مساع”، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يقوده الإرهابي يوسف القرضاوي، الأول يزعم كونه سلفي الهوى، والثاني إخواني التوجّه والمسار، وهما وجهان لعملة واحدة، هدفها واحد، وهو الوصول إلى السلطة وسدة الحكم وإن اختلفت الأداة.

مساع.. خطاب إسلامي مؤدلج ودعم وتمويل للإرهاب بأموال الصدقات والزكاة:

وتندرج تحت “مساع”، أكثر من 16 منظمة، مع انتشار خاص في 4 دول عربية، و11 دولة أوروبية، في ظل دستة أهداف سياسية للتنظيم، أهمهما توحيد الصف السلفي عالميًا، ومواجهة الحكومات والأنظمة، إضافة إلى منافسة الإخوان والتنظيمات الأخرى العابرة للأوطان.

وتكمن أهمية إدراج “مساع” على قائمة الإرهاب الثالثة، في ضرورة التصدي للخطاب الإسلامي المؤدلج، الذي يهدم التسامح الإسلامي، ويدفع بمعتنقي الفكر إلى التطرف، الذي ينتج بالضرورة الإرهاب، جراء الخلل الذي يخلّفه في المعتقد، فضلًا عن كون هذا الكيان، يشمل 16 جهة أخرى، صدّرت الفكر المتطرّف للشعوب، حتى استحالت حياتها إلى جحيم.

ومن الكيانات التي يضمّها “مساع”:

  1. منتدى المفكرين المسلمين، ومقره دولة الكويت.
  2. منظمة الكرامة لحقوق الإنسان، ومقرها قطر.
  3. الحملة العالمية لمقاومة العدوان “قاوم”، والتي أطلقها ثلاثمائة شخصية من قطر في عام 2005م.
  4. الهيئة العالمية للسنة النبوية، والتي تضم تحت رايتها ولوائها عددًا من المواقع الإلكترونية، وشخصيات من مصر، والبحرين، والسعودية.
  5. رابطة الأوروبيين المسلمين، وهي منظمة يرأسها “ألفريدو مايوليز” وهو وزير بريطاني مسلم.
  6. رابطة علماء المسلمين، وهي هيئة تحاول أن تكون مرجعية علمية للسلفيين من أجل إضفاء الشرعية على أفعالهم على غرار “اتحاد علماء المسلمين” الذي أسسته الإخوان برئاسة القرضاوي.
  7. الاتحاد العالمي للمؤسسات الإنسانية، وهي هيئة تشمل تجمع الجمعيات الخيرية والإنسانية في العالم ويعمل على التنسيق والتكامل بينها.
  8. اتحاد المؤسسات الخليجية.
  9. اتحاد المؤسسات الإنسانية في اليمن.
  10. اتحاد الجمعيات المغاربية.
  11. اتحاد إفريقيا.
  12. اتحاد البلقان.
  13. اتحاد الشام.

إثارة المشاعر الدينية لتمويل الإرهاب:

والأخطر، في هذا الكيان، أنّه يمول ويدعم المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم “داعش” الإرهابي، الأمر الذي وثّقته وزارة الخارجية الأميركية، في تقرير عام 2014م، كشفت فيه عن أسماء 119 اسمًا من إجمالي 131 اسمًا، ينتمون إلى 31 دولة، هم من يقومون بتوفير الدعم المادي والشرعي واللوجستي لـ”داعش”، ويتم جمع هذه الأموال عن طريق الصدقات والتبرعات والزكاة، وذلك بعد إثارة العواطف الدينية والحماسية لدى المسلمين، من أجل الاستيلاء على أموالهم تحت شعار دعم المجاهدين وحماية المسلمين والذود عن المستضعفين.

دعم شرعي:

ويسبق ذلك، الدعم الشرعي لهذه المجموعات عن طريق تحسين صورتهم، وتأصيل أفعالهم الإجرامية من الناحية الشرعية من أجل إضفاء الشرعية الدينية على أفعالهم، بل والدعوة إلى الانضمام لهم، بحجة أنهم يقومون بأداء الفريضة الغائبة، من الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الدين والإسلام وحماية الأمة من أعدائها.

دعم مستتر:

ويقدّم “مساع” الإرهابي، نوعًا آخر من الدعم، يتمثل في تسهيل إقامة المؤتمرات والندوات لتوسيع العلاقات بين قادة المجموعات الإرهابية، والتنسيق فيما بينهم وتوسيع نطاق عملهم، وزيادة سبل التمويل، وكذلك تطوير المواقع الإلكترونية التابعة لهم، وكذلك دعم نشر الكتب والرسائل والمطبوعات والمنشورات الخاصة بهم وبفكرهم بحيث يتم توزيعها على أوسع نطاق.

الاتّحاد العالمي لعلماء المسلمين.. ذراع قطر لاختطاف الإسلام:

اسم يحمل في طيّاته الخطر كلّه، وبالكاد يمكن للمرء أن يدرك ذلك، فعلى الرغم من بريقه الدعوي، ما هو إلا كيان قائم على أفكار حزبية وأغراض سياسية، لا تمت للعلماء المسلمين، ولا للعلم الشرعي بصلة، فكل ما يصدر عنه يقدّم مصلحة حركته على مصلحة الإسلام والمسلمين، فضلًا عن دوره في إثارة الفتن في بعض الدول الإسلامية، لاسيّما العربية، ولدينا مصر أقرب مثال على ذلك.

ويرأس القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، الذي أدرج مسبقًا على قوائم الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب، ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويضم في عضويته قيادات من فروع التنظيم الدولي للإخوان في دول عدة.

والقرضاوي، الذي صار مفتي تميم، بعدما منحه الجنسية القطرية، وصار يسير خلفه كالطفل المتعلّق بأمه، عرف بأفكاره المتطرفة، ومساعيه لتمكين تنظيم الإخوان المسلمين، بفتاويه، فضلًا عن دعمه القتل والتدمير باسم الإسلام، عبر الإجازة “الشرعية” تحت مسمى “الجهاد”.

ومن أكثر الفتاوى المثيرة التي أطلقها هذا المارق على الدين، أفتى القرضاوي بقتال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والجيش المصري. كما حرّض على الإرهاب، ووصف المصريين بالخوارج لخلعهم محمد مرسي.

ويبدو أنَّ الخناق بدأ يضيق حول القرضاوي، فقد تسبب في سفك دماء الكثيرين، وكانت فتاواه هي المحرض الأكبر على إسالة دماء المصريين الرافضين لحكم الإخوان ومرسي، والرافضين لتنفيذ مخططات قطر.

قطر راعي الإرهاب الأول:

وتعد دولة قطر مأوى الإرهابيين من أمثال القرضاوي وغيره، حيث تعد من أكثر الدول دعمًا لجماعة الإخوان الإرهابية في العالم، إضافة إلى دعم بعض التنظيمات المتطرفة المصنفة دوليًّا على قوائم الإرهاب، فنرى كثيرًا ما يهتم الأمير القطري تميم، بدعم الإرهابيين والمتطرفين.

وفي موقف مثير للجدل، وعقب الإعلان عن مقاطعة الدوحة دبلوماسيًّا، في إجراء أول للرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب، بعد ثبوت دعمها للإرهاب، والتدخل في شؤون الدول العربية والعمل على زعزعة الاستقرار فيها، أقام الأمير تميم، حفل إفطار لشيوخ الإرهاب والمتطرفين.

رسالة الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب إلى العالم:

وأكّد الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب، في بيان له، أنَّ “الكيانين المدرجين هما مؤسستان إرهابيتان تعملان على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي واستخدامه غطاءً لتسهيل النشاطات الإرهابية المختلفة”، مشيرًا إلى أنَّ الأفراد الـ11 الذين تمَّ إدراجهم على القائمة، نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها، وينالون دعمًا قطريًّا مباشرًا على مستويات مختلفة، بما في ذلك تزويدهم بجوازات سفر وتعيينهم في مؤسسات قطرية ذات مظهر خيري لتسهيل حركتهم.

وبيّنت الدول الأربع أنَّه “من خلال مراقبة، استمرار السلطات في قطر بدعم واحتضان وتمويل الإرهاب وتشجيع التطرف ونشر خطاب الكراهية، ما هو إلا دليل على أنَّ الدوحة لم تتخذ إجراءات فعلية بالتوقف عن النشاط الإرهابي”.

وجدّدت الدول الأربع التزامها بدورها في تعزيز الجهود كافة لمكافحة الإرهاب، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتؤكّد أنّها لن تتهاون في ملاحقة الأفراد والجماعات الإرهابية، وستدعم السبل كافة في هذا الإطار على الصعيد الإقليمي والدولي. كما ستواصل مكافحة الأنشطة الإرهابية واستهداف تمويل الإرهاب أيًّا كان مصدره، وستستمر في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعّال للحد من أنشطة المنظمات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي لا ينبغي السكوت من أي دولة عن أنشطتها.