لص وبقال وقاتل في شخص واحد.. ميسر الجبوري حلقة وصل الإرهاب بتنظيم الحمدين

الخميس ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ١٠:٥٩ مساءً
لص وبقال وقاتل في شخص واحد.. ميسر الجبوري حلقة وصل الإرهاب بتنظيم الحمدين

من ضابط في جيش فدائي صدام، إلى ضابط في خدمة الأميركيين، وبينهما لص، وصولاً إلى مفتي جبهة النصرة، تنقّل المدعو ميسر علي موسى عبدالله الجبوري، الشهير بـ “أبو مارية القحطاني”، أو “أبو مارية الهراري”، أو “البقال” كما يحبّذ خصومه تسميته، ليصبح اليوم على قائمة الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب، بعدما ثبت تورّطه مع جهاز الاستخبارات القطري، أفعى الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط، والداعم الأول والمروّج الأكبر له.

وأكّدت مصادر عراقية، في تصريحات خاصة إلى “المواطن“، أنَّ “ميسر الجبوري، انضم إلى فرق السطو المسلّح في بغداد، عقب سقوط نظام صدام حسين، إثر الاحتلال الأميركي للعراق، ومارس تلك العملية، التي أراقت الكثير من الدماء، قبل أن يعود إلى الخدمة في الجيش العراقي الجديد، عقب إعادة تشكيله من طرف الحاكم الأميركي بول بريمر”.

وبيّنت المصادر أنَّ “الجبوري، عُرف عنه دومًا شهوته للسلطة والمال، والذبح، ولعل الأخيرة كانت أبرز سماته، التي أهّلته إلى لعب دور بارز في التنظيمات الإرهابية، التي انضمَّ إليها لاحقًا”، مشيرة إلى أنَّ “حب الجبوري للمال، دفعه إلى قيادة تنظيمات السطو المسلح في شوارع بغداد، والاستيلاء على مقدّرات الدوائر الحكومية، والبيوت، فضلاً عن سلب العراقيين على الطريق، وقتلهم أحيانًا هم وأسرهم”.

حلقة وصل الإرهاب باستخبارات تنظيم الحمدين:

وأوضحت المصادر، في حديثها إلى “المواطن“، أنَّ “الإرهابي الجبوري، تستر في السنوات الأخيرة تحت لقب أبو ماريا القحطاني، الذي أصبح المفتي العام لجبهة النصرة، وأمير المنطقة الشرقية في سوريا، وهو أحد الشخصيات التي تعد حلقة وصل مع عدد من الأجهزة الاستخباراتية وعلى رأسها قطر”، مبيّنة أنَّ “قطر كان لها دور كبير في لمعان نجم هذا الإرهابي، إبان ما يسمى بثورات الربيع العربي، إذ منحته جواز سفرها، ليكون جزءًا من عملية دعم وتمويل الإرهاب في سوريا”.

وأشارت إلى أنَّ “الجبوري، تم استدعاءه للجيش العراقي الذي أعيد تشكيله بإشراف الولايات المتحدة، وعمل حينها تحت إشراف ضباط أميركيين، وكان رئيسه المباشر مؤسس جهاز الشرطة العراقية، وقائد شرطة نيويورك سابقًا، برنارد كيريك”، موضحة أنَّ “تصاعد قوّة التنظيمات الإرهابية في العراق، جذب إليها الجبوري، الذي يسري الإرهاب والقتل في دمه، ليس عن قناعة بأهدافها، ولكن لأنه لا يمتلك ضميرًا يردعه عن الانضمام إلى صفوف من يدفع أكثر”.

برعاية قطرية .. من بقال إلى مفتي النصرة:

ولفتت إلى أنَّ “الإرهابي الجبوري، ألقي القبض عليه مرات عدة، حتى انتقل إلى سوريا في العام 2010، التي فتح فيها محلاً لبيع الخضروات أداره على مدار عامين، وهو سبب تسميته بالبقال، الذي يحبّذه خصومه”، مبيّنة أنَّ “اندلاع ثورات الربيع، غيرت مساره، بعد أن تواصل معه الإرهابيين لتنسيق اللقاء به، وكانت بداية تأسيس جبهة النصرة، برعاية قطرية، وهي التي جمعته في انطلاقتها بأبو محمد الجولاني، لتكون نقط انطلاق جديدة له في عالم الإرهاب، إذ عيّنه مفتيًا لدى الجبهة”.

وكشفت المصادر أنَّ “الجبوري، طوال فترة إقامته في سوريا، حاول جاهدًا الحصول على تأشيرة سفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنَّ طلبه اللجوء السياسي قوبل بالرفض دومًا”.

قيادة النصرة:

وأبرزت مصادر صحيفة “المواطن“، في ختام تصريحها، أنَّ “الدور الذي لعبه أبو مارية القحطاني، في رفض الدمج بين جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين، ومن ثم مبايعة الظواهري، جعله المتزعم الفعلي لجبهة النصرة، نتيجة تأثيره الكبير وحضوره المهيمن على الجولاني نفسه، وقد ساعده على ذلك إلمامه بالعلوم الشرعية، التي استقى معظمها من مشايخ كانوا معتقلين معه، فضلاً عن خبرته السابقة في الأعمال العسكرية، واتصالاته الواسعة مع مشايخ ورجال دين”.