ميشال عون يضع لبنان في فوهة المدفع ضد السعودية بخطاب إيراني

الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ١١:٠٥ صباحاً
ميشال عون يضع لبنان في فوهة المدفع ضد السعودية بخطاب إيراني

نسي رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، موقعه من الإعراب، وتاريخه الموصوم بالعار، متحوّلًا إلى بوق لما يسمى بـ”حزب الله” المصنّف إرهابيًّا في دول عدة، بعدما عمل على مدار أعوام كغطاء مسيحي لسلاح الميليشيات المدعومة من إيران غير الشرعي، الموجّه لصدور اللبنانيين، إذ انخرط في حملة تحريضية ممنهجة ضد المملكة العربية السعودية.

جهل بالتوازنات السياسية في الشرق الأوسط:

وبغباء مطلق، ينمُّ عن جهل العماد ميشال عون بالتوازنات السياسية في المنطقة، وعدم معرفته بطبيعة بلاده، فتح عون من خلال هذه الخطوة، أبواب لبنان أمام الخيارات كافة، لاسيّما بعد استقالة رئيس الوزراء سعد رفيق الحريري، التي تسعى الكتل المؤيّدة لنصر الله إلى إفراغها من مضمونها، وتنفيذ أجندة الحزب الإرهابي.

ويجد المتابع للمشهد اللبناني نفسه أمام تحوّل صريح للقوى الداعمة لحزب الله في السلطة اللبنانية، تجاه إعلان مواقفها، فعلى الرغم من تأكيدات الحريري المتكررة عن سلامته، وعزمه العودة إلى بلاده خلال أيام، لم توقف أطراف السلطة المتحالفة مع حزب الله من تجنيد طاقاتها، إذ تحوّل وزير الخارجية جبران باسيل (صهر عون الذي أصرَّ على تعيينه وزيرًا رغم أنَّ كتلته النيابية لا تسمح بذلك) إلى مردد لكلام نصر الله، الذي لا يمكن لميليشيا حزب الله إيصاله إلى العالم، بغية جذب الأنظار بعيدًا عن مضمون استقالة الحريري، وتنفيذ أجندة حزب الله.

بيروت تضع نفسها في فوهة المدفع ضد السعودية:

هذه الخطوة الخرقاء، دفعت بالسلطات الرسمية، متمثلة برئاسة الجمهورية اللبنانية ووزارة الخارجية، إلى وضع لبنان في مواجهة السعودية ومن ورائها العمق العربي، بعد الإنذار الذي أطلقه الحريري، والتي حصلت على مباركة بطريرك الموارنة بشارة بطرس الراعي، الذي أعلن من الرياض تأييده لأسباب استقالة الحريري، فضلًا عن التأييد الداخلي المحلي، الذي ضاق ذرعًا بإيران، وميليشياتها في لبنان.

شرعنة سلاح حزب الله الإرهابي:

عون (84 عامًا)، الذي كان منفيًّا على مدار 15 عامًا، إثر الحرب الأهلية اللبنانية، التي كان طرفًا فيها، وقّع في العام 2006، فور عودته إلى بيروت، اتفاقية مع حزب الله، مشرعنًا بذلك سلاح الميليشيات المدعومة من طرف إيران، والمصنّفة إرهابيًّا.

وزعم عون، أنَّ سلاح حزب الله قد أظهر بالفعل تفوقه على الجيش اللبناني، في التصريح الذي أدى إلى تعكير صفو الحياة السياسية في لبنان، بعد الرهانات على نجاح عون بتقديم نفسه كنموذج لرئيس وسطي.

أثبت موهبته في الغباء:

وتناسى عون، أو أنَّ كاتب خطابه ربما أغفل، تورّط ميليشيات حزب الله في الحرب السورية، التي شرّدت وقتلت الملايين من شعب سوريا، بغية الإبقاء على نظام بشار، المدعوم أيضًا من طرف إيران، لتوجيه المدح والثناء بل والتغطية على أفعال حزب الله، زاعمًا أنَّ “دولة لبنان كانت مهترئة ومنتهية الصلاحية عندما استلمناها، ولا شك أنَّ البناء من جديد هو أسهل بكثير من الترميم”، مشيرًا إلى أنَّ “هناك الكثير من المشاكل تحتاج للمعالجة، ولكن لا يمكن فتح معركة الفساد قبل أن نركز أركان الدولة”، معتبرًا أنَّ “الحل في الشرق الأوسط يؤدي إلى حل مسألة سلاح حزب الله”، وليس العكس!.

وأشاد الرئيس اللبناني، بالوجود الإيراني في بلاده، مدّعيًا أنَّ “الدور البارز ومكانة النظام الإيراني الهامة في الشرق الأوسط، كانت سببًا في التوصل إلى اتفاق إيران النووي”، متناسيًا بذلك، إرهاب إيران في العراق وسوريا واليمن، وحتى في بلاده، إذ إنّها كانت وراء دعم عناصر حزب الله الإرهابي في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الذي كاد أن ينتشل لبنان من الهاوية التي سقطت فيها من بعده.