إنّها السعودية أيّها الجاحدون

الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٩:٣٧ مساءً
إنّها السعودية أيّها الجاحدون

علمنا أنَّ الشجر المثمر يُقذف بالحجارة دونًا عن غيره، لكن هذا لا يعني بالضرورة على أن نمنح من يقذفنا بسياط لسانه الكاذب، وشائعات وأوهام المغرضين، إننا سنظل الشجرة المثمرة التي تمنح الجاحدين من خيرها وثمرها. فما أروع أن يتحلى الإنسان بالموضوعية والمنطقية، فيُعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله. الأمر الذي يضعنا في مواجهة مباشرة مع الحملة الممنهجة للتشكيك بمواقف السعودية تجاه قضيتها الأولى وهي قضية فلسطين، ومساعي نسف مواقف السعودية، بجحود ونكران وطمس للجهود الممتدة من عهد الملك عبدالعزيز- طيّب الله ثراه- حتى الملك سلمان- أيّده الله- الذي تدخّل شخصيًّا عندما أَغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، خلال العام الجاري.

ويعتبر موقف السعودية من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسة لها، والذي بدأ منذ مؤتمر لندن عام 1935، والمعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، واستمرت المواقف السعودية المشرفة تجاه القضية الفلسطينية خلال فترة ملوكها السبعة، وآخرهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ولمن نسي التاريخ، فمن أبرز مواقف الملك فيصل بن عبدالعزيز دعمه للقضية الفلسطينية بشتى المواقف، فقام بوقف تصدير النفط للغرب للضغط على الدول الداعمة للكيان الصهيوني، لينسحب من الأراضي الفلسطينية والعربية في عام 1973 بعد أن احتل الكيان الصهيوني مجموعة من الأراضي العربية في مصر وسورية والأردن، إضافة لتوسيع احتلاله للأراضي الفلسطينية إثر معركة 1967.

وشملت المواقف السعودية المشرفة تجاه قضية العرب الأولى، تقديم الدعم المالي للأشقاء الفلسطينيين، منذ مؤتمر القمة العربية في الخرطوم عام 1976. والتزمت المملكة في قمة بغداد عام 1978 بتقديم دعم مالي سنوي للفلسطينيين، لمدة عشرة أعوام، وفي قمة الجزائر الطارئة عام 1987، قررت المملكة تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره ستة ملايين دولار أميركي. ويأتي هذا فضلًا عن البرنامج الإنمائي الذي بلغ حجمه 300 مليون دولار. وتبرعت بمبلغ 200 مليون دولار لصندوق الأقصى، الذي بلغ رأسماله 800 مليون دولار، وتبرعت بمبلغ 50 مليون دولار لصندوق انتفاضة القدس.

هذا غيض من فيض الدعم السعودي للقضية الفلسطينية، الذي لم يقتصر على قطع النفط، أو بالمشاركة في المؤتمرات واتخاذ القرارات الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، بل تجاوز كل تلك الحدود، فالسعودية قدمت الشهداء من أبنائها الذين رووا بدمائهم الأراضي الفلسطينية، ولا تزال قبور شهداء الجيش السعودي شاهدة على بطولاتهم في محاربة العدو الإسرائيلي.

واليوم، تواجه السعودية، حملات مغرضة لا طائل منها سوى المزيد من الجعجعة الفارغة، بعيدًا عن الموضوعية والحقائق التي أسلفنا.

ولا يتذكّر الجاحدون إلا السعودية، فمنذ إعلان الرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، انطلقت الألسنة الطويلة، للمزايدة على مواقف ومناصرة السعوديين وقادتهم للقدس، متناسين تلك الدول التي تتعامل مع إسرائيل بشكل معلن، وتفتح سفارات في بلدانهم وبينهم تبادل تجاري.

وفي الختام، نؤكّد موقف وطننا حكومة وشعبًا، أنَّ القدس جزء من فلسطين، قضية العرب الأولى، وأنَّ المزايدات لن تغيّر من الوضع، ولن تدفع ترامب لتغيير موقفه. فعلى كل من يسعى للنيل منا، أن يحاكم المتاجرين بالقضية.

 

_____

* رئيس تحرير المواطن

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • أبومحمد

    كفو