قتلة القاضي الجيراني تعرّضوا للأدلجة والتدريب بقيادة روحية إيرانية الهوى مثّلها نمر النمر

الإثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٣:٠٢ مساءً
قتلة القاضي الجيراني تعرّضوا للأدلجة والتدريب بقيادة روحية إيرانية الهوى مثّلها نمر النمر

أعلن المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، مقتل القاضي محمد الجيراني، على يد مختطفيه في العوامية، بعد التنكيل به، مشيرًا إلى أنَّ العملية التي قامت بها الأجهزة الأمنية في محافظة القطيف، أسفرت عن القبض على المطلوب زكي محمد سلمان الفرج، وهو الأخ غير الشقيق للإرهابي سلمان الفرج.

خلية نمر النمر استقطاب وأدلجة وتدريب بدعم من إيران:

ومن جانبه، أوضح  اللواء بسام العطية، في المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الداخلية الاثنين 25 كانون الأول/ديسمبر الجاري، في الرياض، أنَّ “الخلية الإرهابية التي تمت تصفيتها، ما هي إلا حالة مرحلية، قادها نمر النمر، الذي أسس لاستقطاب عناصر، تم تدريبها وأدلجتها بشكل كبير جدًا، وخلفها مجموعات تخصصت في التمويل، وأخرى في الاتصال، وأخرى في تصنيع المتفجرات، وهي خلايا الدعم، التي تعمل بصورة ممنهجة”.

وبيّن أنَّ “هناك قيادة فكرية تقوم باستقطاب العناصر الإرهابية، من خلال طرق شتى، من بينها شبكات التواصل الاجتماعي”، مشيرًا إلى أنَّ “القيادة الروحية هي قيادة فكرية شمولية، تكوّنت عنها النواة الصلبة الإرهابية، المعروفة بما يسمى مجموعة نمر النمر”.

وأكّد اللواء عطية أنَّ “الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها هذه الخلية، والمعني هنا الجرائم الجنائية، سخّرت لخدمة الإرهاب، ودعمه وتمويله، بما في ذلك تهريب المخدّرات والخمور وترويجها”، مشدّدًا على أّنه “نحن لسنا أمام صعاليك، بل أمام منظومة إرهابية مدعومة، ومتكاملة، تعمل بمنهجية، ولها علاقات مع إيران، مشيرًا إلى أنَّ “الملف الإرهابي قضية مستمرة، وهناك دائمًا تطور وتحليل واستشراف للعلاقات”.

غياب المعلومات عن موقع جثمان الجيران أخّر إعلان مقتله:

وبدوره، بيّن اللواء التركي أنَّ “الجهات الأمنية استمرت في التحقيق باختطاف القاضي الجيراني، إلا أنَّ معلومات لم تتوفر عن مقتله، أو تدل على المنطقة التي يتواجد فيها جثمانه، فلم تتمكن الداخلية من الإعلان عن مقتله، قبل الوصول إلى الجثة، والتحقق منها”.

وأشار إلى أنَّ “الداخلية تعتمد على معامل الأدلة الجنائية، والطب الشرعي، وهو ما أخر الإعلان عن استشهاد القاضي الجيراني، فضلاً عن استغراق عملية توقيف الإرهابيين وقتًا، إذ قتل 2 منهم، وبينهم المطلوب الأمني سلمان الفرج الذي يعدُّ عنصرًا إرهابيًا خطرًا، وأسفرت العمليات أيضًا عن القبض على أخيه عير الشقيق زكي سلمان الفرج”.

محاولات إعلامية خارجية تستهدف المجتمع السعودي:

وأوضح اللواء التركي أنَّه “تتعرض المملكة إلى محاولات إعلامية للتأثير على المجتمع بكل أطيافه، وهذا سيستمر حتى القضاء على الجماعات التي ترعى الإرهاب، والدول التي تدعمها وتقف خلفها”، لافتًا إلى أنَّ “المعلومات التي يوفرها المواطنون، تعد من أهم أسباب القبض على الإرهابيين، وتمثل المصدر الأساس”.

وفي شأن الدعم من خارج المملكة للعناصر الإرهابية، أكّد اللواء التركي أنّه “موجود، ومنه الدعم الإعلامي، فليس كل ما يروّجه الإرهابيون يصدر من المملكة، بل هناك من يتولى نشر رسائلهم خارج المملكة”.

الدول الداعية للإرهاب تعمل بمنهجية :

وفي شأن أدوار الدول الداعية للإرهاب، بيّن التركي أنّها “تأتي في إطار حرص تلك الدول على ألا يكون ذلك بصورة مباشرة، فهي تعمل بطريقة دون أدلة تدينها أمام المجتمع الدولي، مستغلة التنظيمات التي تتولى مسؤولية التجنيد والتحريض، وتقديم الدعم اللوجستي، كتوفير الأسلحة والمواد المتفجرة”.

ولفت إلى أنَّ “من يلاحظ ما تقوم به المملكة لمحاربة الجماعات الإرهابية، مثل جماعة الحوثي، الجماعة هنا هي الواجهة لارتكاب الجرائم، من قتل وتدمير وإطلاق الصواريخ، إلا أنَّ الأدلة أثبتت الدور الإيراني في دعم هذه الجماعات”.

الإرهاب في المملكة ينحسر بفضل العمليات الاستباقية:

وأكّد اللواء التركي، في ختام المؤتمر الصحافي الذي انعقد في العاصمة الرياض، أنَّ “قدرات تنفيذ العمل الإرهابي في المملكة باتت في انحسار، إذ تم إحباط كل المحاولات التي سعت لاستهداف المسجد الحرام، ووزارة الدفاع، وذلك بتكاتف أمني، وعمليات استباقية، أطاحت بالعناصر المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية، بعد تعقّبهم، وتفكيك خلاياهم”.