لقاء محمد بن سلمان وبن زايد بقادة حزب الإصلاح.. أفق وأبعاد إستراتيجية تعيد صياغة بيت اليمن الداخلي وتوحِّد الصفوف

الجمعة ١٥ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١:١٥ صباحاً
لقاء محمد بن سلمان وبن زايد بقادة حزب الإصلاح.. أفق وأبعاد إستراتيجية تعيد صياغة بيت اليمن الداخلي وتوحِّد الصفوف

يترقّب اليمنيّون، صفحةً جديدةً في تاريخ دولتهم، عقب لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ الأمر الذي يؤكّد الحرصَ الشديدَ من القيادة الكريمة على توحيد صفوف جميع الأحزاب اليمنية مع دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن.

معالجة أسباب تأخر الحسم:

ويعتبر اللقاء خطوةً في الاتجاه الصحيح؛ لمعالجة الخلل الذي تسبَّب في تأخر الحسم في المناطق التي بيد الحوثي، لاسيّما أنَّ حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي كان محسوبًا على جماعة الإخوان المسلمين، حتى أعلن موقفه الرافض منها، أخذ موقع الحياد على مدار الفترة الماضية.

تخندق مكوِّنات اليمن السياسية في وجه الحوثي ضرورةٌ:

المملكة لا تدخر جهدًا في الحفاظ على ثوابت تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني، وهو ما نراه بوضوح في حرصها الدائم على ترتيب البيت اليمني من الداخل في مرحلة ما بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح؛ بغية القضاء بشكل نهائي على الميليشيات الإرهابية الحوثية، وهو أمر لا يتحقق إلا بتخندق كل المكونات السياسية اليمنية في هدف واحد، لمواجهة ميليشيات الحوثي، المدعومة من طرف إيران.

السعودية والإمارات حريصتان على إعادة اليمن لأهله:

ويؤكّد اللقاء، الذي شهدته العاصمة الرياض الأربعاء 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أنَّ الباب مفتوح أمام الشرفاء من جميع الأحزاب والفصائل اليمنية، للتوحد تحت هدف واحد لإعادة الأمن والأمان لوطنهم؛ الأمر الذي دفع المملكة بالأساس إلى تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وإطلاق عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل.

عروبة اليمن يقين ثابت:

ولأنَّ الشرفاء من اليمنيين -على مختلف اتجاهاتهم- لا يقبلون بديلًا عن عروبة اليمن، فقد حرصت المملكة على إرساء الأمن والاستقرار في اليمن، فضلًا عن وحدة وسيادة أراضيه، وتكريس الوحدة الوطنية وترتيب البيت اليمني من الداخل ودعم الجهود لمواجهة ميليشيات الحوثي وإنهاء التدخلات الإيرانية في اليمن؛ إذ إنَّ الميليشيات الإرهابية الحوثية مجرد أداة بيد إيران، ولا تمثل الشعب اليمني ولا تنتمي لعروبته وأصالته.

تخليص اليمن من براثن إيران ضرورة حتمية لاستعادة استقراره الأمني:

وتحتم ضرورة اتّحاد المجتمع اليمني بفصائله كافة ضد ميليشيات الغدر والخديعة والخيانة، دعم جميع الأحزاب والفصائل اليمنية للجهود السعودية الإماراتية؛ الأمر الذي من شأنه تسريع عملية تطهير اليمن من الميليشيات الإيرانية الإرهابية، مع الحفاظ على وحدة اليمن وعلى استقراره السياسي والأمني.

وتعتبر استعادة الشرعية في اليمن وتخليصه من الميليشيا الإيرانية المتمثّلة في الحوثي، هدف المملكة والإمارات الأول، وهو ما يدفعها إلى دعم جميع الجهود الرامية إلى ذلك، عبر التأكيد على ضرورة حشد وتوحيد جهود الأحزاب والشعب اليمني لمواجهة العدو الرئيسي للشعب اليمني، وإنهاء اختطاف اليمن من قِبَل النظام الإيراني وميليشيات الحوثي.

حماية اليمنيين من بطش المرتزقة أولوية المملكة:

وتسعى المملكة بكل جهدها لحماية الشعب اليمني من تسلط الحوثي وبطشه وإراقته للدماء وتدميره لليمن بأكمله، وهو ما يتطلب من اليمنيين نبذ الفُرقة والخلاف فيما بينهم، والتوحد أمام عدو إيراني غاشم، يسعى لتشتيت اليمن وبث الفُرقة فيما بين الشعب العربي اليمني.

وتكمُن أهمية دور التحالف العربي، في دعم الشرعية السياسية لاستعادة الدولة اليمنية، حتى يظل اليمن داخل نطاقه الإقليمي والقومي ومنع مد نفوذ المشروع الإيراني؛ الأمر الذي تجلّى في اللقاء الأول على هذا المستوى، منذ أحداث صنعاء الأخيرة ومقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.