محلل سياسي فرنسي لـ”المواطن”: موقف السعودية من قرار ترامب بشأن القدس منطقي ويبيّن أبعاد القنبلة الأميركية

الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١٢:٠٧ صباحاً
محلل سياسي فرنسي لـ”المواطن”: موقف السعودية من قرار ترامب بشأن القدس منطقي ويبيّن أبعاد القنبلة الأميركية

أكّد المحلل السياسي الفرنسي كريستوف بوتان، أنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد تحدّى العالم أجمع عبر توقيعه على قرار ‏اعتبار مدينة القدس الفلسطينية عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن إليها، مشدّدًا على أنَّ الموقف الفرنسي الرافض للقرار، ‏والمستند إلى ضرورة العودة إلى المفاوضات المباشرة بين الطرفين، يعدُّ نواة أساسية في موقف أوروبي وربما عالمي إزاء القضية ‏الفلسطينية التي طال أمدها.‏

وبيّن الخبير الفرنسي، الأستاذ في جامعة باريس، في حديث مع “المواطن“، أنَّ “الحل للقضية الفلسطينية، يجب أن يقوم على ‏أساس التفاوض وصولًا لدولتين”، لافتًا إلى أنَّ “التظاهرات الشعبية التي شهدتها شوارع فرنسا، حملت عنوانًا واحدًا، ألا وهو أنَّ ‏فلسطين ستعيش وفلسطين ستنتصر”.

وشدّد على أنَّ “الموقف السعودي الذي أكّده الملك سلمان بن عبدالعزيز، أنَّ أي إعلان أميركي بشأن وضع القدس يسبق الوصول ‏إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة، هو الموقف المنطقي، الذي يرى أبعاد القنبلة التي فجّرها ‏ترامب، في المنطقة”.‏

ولفت إلى قول الملك سلمان، بأنَّ من شأن هذه الخطوة الخطيرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم؛ نظرًا لمكانة القدس ‏العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين، موضحًا أنَّ “مشاعر المسلمين، كانت ولا زالت العقبة الأولى أمام تنفيذ هذا ‏القرار، على الرغم من أنَّ المدينة تعتبر مهد الديانات السماوية الثلاث، ولا يجب أن يستأثر بها أحد من أجل فرض سطوته ‏السياسية”.

ورأى، في معرض تحليله لـ”المواطن“، أنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعترافه بالقدس، فجّر قنبلة جيوسياسيّة، مشيرًا إلى ‏أنَّ “القرار يأتي تنفيذًا لوعود ترامب الانتخابية، ويعزز نجاحه السياسي المحلي، لاسيّما عقب اعتماد الإصلاح الضريبي من قبل ‏مجلس الشيوخ، وحاجته إلى تشتيت الانتباه عن كل من التحقيق في علاقته مع روسيا، وعجزه عن الاستجابة لاختبار الكوريين ‏الأخير للصاروخ العابر للقارات”.

وشدّد بوتان على أنَّه “لا توجد دولة في العالم تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل”، مبيّنًا أنَّ “الجزء الشرقي من هذه المدينة استولت ‏عليه الدولة العبرية خلال حرب 1967، وضمته بشكل غير قانوني إلى الجزء الغربي، الذي كان جزءًا منها منذ تأسيسها في العام ‏‏1948”.‏

وأوضح أنَّ “مسألة وضع القدس هي العقبة الرئيسة على الطريق، ليس فقط إلى التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية، إنَّما إلى التسوية ‏العربية الإسرائيلية”، لافتًا إلى أنَّ “الكونجرس الأميركي، صوّت في العام 1995 على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل ‏سفارة واشنطن إليها، ولكن طوال هذه السنوات، جميع الرؤساء الأميركيين أرجئوا تنفيذ هذا القانون”.

واعتبر بوتان أنَّ “الاعتراف بالقدس يمكن أن يسمى انتصارًا كبيرًا للوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، لكنّه يدمر علاقات ‏إسرائيل مع شريكها الوحيد بين الدول الإسلامية، وأحد الدول الرئيسية في المنطقة، ألا وهو تركيا، ويضعف بشكل كبير وضع ‏الولايات المتحدة هناك”.‏

ورجّح المحلل السياسي الفرنسي، أن يكون من بين استعدادات باريس لاستقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، طرح إنشاء ‏محور إسلامي أوروبي، لإنهاء أزمة القضية الفلسطينية، التي تعثّرت كثيرًا، ولم تجد طريقًا إلى الحل، مع تغريب الفلسطينيين، ‏وحرمانهم من حق العودة إلى ديارهم، مؤكّدًا أنَّ “حسابات ترامب خاسرة، ولن يلهي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل عن المأزق ‏الكوري، ولن يحصل على دعم ثابت من اللوبي المؤيد للدولة العبرية في مستنقع واشنطن، الذي بات أكثر اضمحلالًا، بعدما خرق ‏رسالة الضمانات للفلسطينيين بأنَّ واشنطن لن تقترب من القدس ولن تعترف بها عاصمة لإسرائيل”.‏

واتّفق المحلل السياسي الفرنسي كريستوف بوتان، مع الموقف العربي، في ختام حديثه إلى “المواطن“، بأنَّ “القرار يجرد الولايات ‏المتحدة من أهليتها للعب دور في عملية السلام”، معتبرًا أنَّ “قرار ترامب هو اعتراف أحادي منافٍ للقانون الدولي، وجرس إنذار ‏أخير للمجتمع الدولي بأسره، بأنَّ الوضع الملتهب بفلسطين يضع المنطقة بأسرها على حافة الانفجار”.‏