هل يلبي أحمد علي عبدالله صالح نداء اليمنيين؟

الأربعاء ٦ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٩:٢٨ مساءً
هل يلبي أحمد علي عبدالله صالح نداء اليمنيين؟

يبدو أن أحمد علي عبدالله صالح، النجل الأكبر للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي اغتالته ميليشيات الحوثي بدم بارد، الأوفر حظًّا في خلافة والده ومواصلة انتفاضة صنعاء التي بدأها قبل رحيله بأيام.

فأحمد صالح الوحيد الذي أَسند إليه صالح مهام أثناء نظام حكمه، وكأنه كان يُعده لخلافته، حيث كان قائدًا للحرس الجمهوري حتى عام 2013، وتمت إقالته عقب الإطاحة بوالده، وعين سفيرًا لليمن في الإمارات، حتى عام 2015 ولا يزال مقيمًا هناك.

وفي ظل مطالبات بإسناد مهمة عسكرية له للقضاء على الحوثيين، وقيادة حزب المؤتمر وتوعده بالثأر لوالده من قتلته، عاد أحمد إلى دائرة الضوء من جديد بعد مقتل والده.

الظهور الأول:

ولأول مرة منذ مقتل والده ظهر أحمد صالح، مع ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي جاء لتقديم العزاء له في مقر إقامته بالعاصمة الإماراتية اليوم الأربعاء.

ويقول مراقبون: إن هذا اللقاء رسالة دعم قوية من الإمارات، لنجل صالح وأنصاره، ودعوة له للتحالف مع الشرعية بهدف دحر ميليشيات الحوثي المدعومين من إيران.

وجاء في تغريدة على حساب محمد بن زايد في تويتر: “محمد بن زايد يقدّم واجب العزاء إلى أحمد علي عبدالله صالح بوفاة والده، الرئيس اليمني السابق، خلال زيارته مقر إقامته في أبو ظبي”.

وكان أحمد صالح تعهد في بيان الثلاثاء ”بمواجهة أعداء الوطن“.

وأضاف أحمد القائد السابق للحرس الجمهوري اليمني في البيان الذي أرسله مساعد له إلى وسائل الإعلام أن والده قُتل في منزله يوم الاثنين وهو يحمل سلاحه.

ووجه رسالة إلى حركة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي قتلت صالح، أكد خلالها أنه ”سيواجه أعداء الوطن والإنسانية الذين يحاولون طمس هويته وهدم مكتسباته وإذلال اليمن واليمنيين“.

وأكد أحمد علي عبدالله صالح، في الرسالة، أن “ميليشيات الحوثي أعدمت والده وهو يدافع عن نفسه في منزله بالعاصمة صنعاء”، وذلك وفقًا لموقع “المشهد اليمني”.

كما أكد أن الكثير من مرافقيه وحرسه الخاص وعائلته لا يزالون في عداد المفقودين حتى اللحظة، مضيفًا، “أنه سيكون في خندق واحد إلى جانب الشرفاء للدفاع عن الدين والوطن والجمهورية التي ناضل والده واستشهد في سبيلهما”.

رسالة من حكومة هادي:

وبعد ساعات من تداول وسائل الإعلام اليمنية للبيان المنسوب لأحمد صالح، وفيما يبدو أنها دعوة من الحكومة اليمنية لأحمد صالح لخلافة والده، وجه أحمد بن دغر، رئيس حكومة هادي في اليمن، رسالة إلى نجل صالح.

ودعا ابن دغر، أحمد علي عبدالله صالح، لفتح صفحة جديدة للحفاظ على البلد ووحدته ونظامه الجمهوري.

وقال، في رسالة تعزية عبر صفحته الشخصية على “تويتر”: “إن الخطر يحدق بالجميع، ما لم نتحد ونتناسى خلافاتنا ونفتح صفحة جديدة أساسها وجوهرها الحفاظ على بلدنا ووحدته ونظامه الجمهوري، ودرء الخطر الطائفي المقيت، الذي يتسلل كالسرطان الخبيث”.

ووصف ابن دغر، صالح بالشهيد البطل، وقال: إنه استشهد مؤمنًا ومقاتلًا وشجاعًا كعادته، بعد أن أدرك الخطر الذي يتربص باليمن وهويتها وعروبتها، مشيرًا “أن صالح نادى قبل استشهاده بالدعوة للانتفاضة الشعبية ضد ميليشيا الحوثي ومشروعها الطائفي الإيراني الدخيل على مجتمعنا، وقاتل في سبيل ذلك حتى نال الشهادة، وها نحن جميعًا أمام مسؤولية وطنية وتاريخية مصيرية تحتم علينا توحيد جهودنا وتلاحمنا وتماسكنا لمواصلة دربه وما استشهد من أجله”.

وأوضح في رسالته: “إنها فرصة تاريخية لن تتكرر إذا أهدرت، وليس هناك من قيادة شرعية تحوز تخويلًا وطنيًّا، ودعمًا إقليميًّا ودوليًّا سوى شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، إنني أدعوكم بصراحة أن تفكروا جيدًا فيما آلت إليه الأمور، وأتمنى من الله أن يلهمكم التوفيق في قراركم”.

عسكري دبلوماسي:

حصل أحمد على شهادته الجامعية في الإدارة والاقتصاد من الجامعة الأميركيّة في واشنطن، كما حصل على شهادة ماجستير في العلوم العسكريّة في كلية القيادة والأركان في الأردن.

وأصبح عضوًا في مجلس النوّاب سنة 1997، وترأّس عددًا من الجمعيّات الخيريّة والنوادي الرياضيّة. وتشير تقارير إلى أنّ قوّات الحرس الجمهوريّ تورّطت في أعمال عنف ضدّ متظاهرين مدنيّين في صنعاء سنة 2011. واشتبكت أيضًا مع قبائل أعلنت دعمها للثورة حينها.

تولى أحمد صالح عددًا من المناصب العسكريّة والأمنيّة والدبلوماسيّة حيث تمّ تعيينه سفيرًا لليمن في الإمارات العربيّة المتّحدة الإمارات بين عامي 2013 و2015، فيما شغل بين عامي 2004 و2012 منصب قائد الحرس الجمهوريّ اليمني الذي وصل تعداده إلى حوالي 80 ألف عنصر، قبل أن يلغي الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور استقلاليّة الحرس ويدمجه بالجيش خلال إعادة هيكلة شاملة لوحداته.