أرقام الثورة الإيرانية تكشف سوأة نظام الملالي

الجمعة ١٢ يناير ٢٠١٨ الساعة ٧:٠٢ مساءً
أرقام الثورة الإيرانية تكشف سوأة نظام الملالي

سلطت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الضوء على التظاهرات الشعبية التي هزت العديد من المدن في إيران على مدار الأسبوع الماضي، وتحديدًا على بعض البيانات التي صدرت عن الحكومة والمعارضة على حد سواء، والتي تعطي الثورة الشعبية في البلاد نمطًا مغايرًا يختلف بشكل رئيسي عن نظيراتها من الحركات الاحتجاجية في التاريخ.

وقالت الصحيفة الأميركية التي جمعت الأرقام والبيانات عبر مختلف وسائل الإعلام والمحللين، وحتى التصريحات الصادرة عن المسؤولين الحكوميين والموالين لنظام الملالي: إن “الثورة الشعبية انطلقت في الفترة من 28 ديسمبر إلى 3 يناير، وجرت الاحتجاجات في 72 مدينة و29 من أصل 31 مقاطعة”.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن هذا الأمر يمنح التظاهرات طابعًا شعبيًّا يكاد يؤكد مشاركة معظم طوائف الشعب في الاحتجاجات بشكل رئيسي، وهو ما يعني اتساع نطاق حالة الغضب العامة في الوقت الحالي لدى أفراد الشعب الإيراني، ليس فقط على مستوى الفئات المهتمة بالسياسة، ولكن اتسع ليشمل فئات شعبية متضررة اقتصاديًّا.

وأوضحت الصحيفة الأميركية، أن من أهم الأنماط التي تبرز من البيانات أن الاحتجاجات كانت مُركزة في المدن الصغيرة، إذ تظهر بعض الإحصاءات أن من بين المدن التي شهدت مظاهر احتجاجية واحدة على الأقل، كان 73% من سكانها أقل من 380 ألف نسمة، كما أن 25% من هذا الرقم كان لمدن تعداد سكانها أقل من 105.000 نسمة.

وفسَّرت الصحيفة الأميركية هذا النمط بالعديد من العوامل، أولها هو أن المدن الصغيرة في إيران عمومًا غير سياسية، أما التفسير الثاني قد يرجع إلى طبيعة تلك المدن التي تميل إلى الدين بشكل رئيسي، وبالتالي فإن السياسات التقييدية التي يتبعها نظام الملالي بشأن القضايا الاجتماعية- وهي مصدر رئيسي لعدم الرضا بالنسبة لسكان الطبقة الوسطى في المدن الكبرى- باتت غير مقنعة حتى لسكان المدن الصغيرة.

وعن تفسير ثالث بدا الأهم في تحليلات الصحيفة الأميركية، فإنه نظرًا لأن السكان يعرفون بعضهم البعض بشكل وثيق، وهم على بينة من أنشطة سكان تلك المدن، فإن الانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في المدن الصغيرة يعني أنهم أكثر عرضة للتعرف عليهم واعتقالهم من قبل الحكومة، وهو ما منح الثورة طابع المغامرة والرغبة الأكيدة في التخلص من وطأة النظام الحاكم.