البشاعة في أكبر صورها..إجبار المعتقلين في إيران على تناول عقاقير قاتلة

الخميس ١٨ يناير ٢٠١٨ الساعة ٥:٤٤ مساءً
البشاعة في أكبر صورها..إجبار المعتقلين في إيران على تناول عقاقير قاتلة

أُجبر أحد المتظاهرين الإيرانيين، والذين توفي في مقر اعتقاله على تناول بعض العقاقير التي أودت بحياته، حيث أكدت عائلته أن تلك الطريقة هي التي استخدمها الحراس التابعون لنظام الملالي لقتل المتظاهر الذي تم اعتقاله خلال الاحتجاجات الحاشدة التي هزت البلاد خلال ديسمبر الماضي، بينما لا تزال السلطات الإيرانية تتكتم على مقتل معتقلين آخرين في سجونها.

وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن الغموض لا يزال يسيطر على الأسباب التي أودت بحياة 5 أشخاص على الأقل في سجون الملالي، والذين تم احتجازهم ضمن حملات عشوائية للاعتقالات الجماعية خلال أكبر احتجاجات شهدتها إيران منذ ما يقرب من عقد كامل.

وأبرزت الصحيفة البريطانية تصريحات محمود الصادقي، النائب البرلماني والذي فحص سلوك السلطات فى الحملة، والتي أكد خلالها أنه تم اعتقال حوالي 3700 شخص خلال الاحتجاجات، كما أكدت “الغارديان” أن سلسلة التغريدات التي أطلقها البرلماني منذ الاضطرابات كانت مصدرًا نادرًا للمعلومات من داخل البلاد، وسط حالة من التعتيم المتعمد لوسائل الإعلام التابعة للملالي.

وكشف الصادقي عن مكالمات تمت بين الأهالي والمعتقلين، الذين ماتوا في السجن، حيث قال أحدهم خلال محادثة هاتفية قبل وفاته إن السلطات أجبرته وسجناء آخرين على تناول حبوب جعلتهم مرضى.

وتوفي سينا ​​غانباري (23 عاما) في سجن إيفين في طهران، وهو السجن الأكثر شهرة في البلاد، وقالت السلطات إنه قتل نفسه، ونشرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية رسالة أدعت أنها كتبت بواسطة عائلة غنباري، قالوا فيها إنهم لا يعتزمون إقامة مراسم جنازة لأنها قد تكون فرصة مثالية لأعداء الوطن -على حد وصف الوكالة- لركوب الثورة واختطافها.

ويشكك نشطاء حقوق الإنسان في صحة ادعاء أحد مقاطع الفيديو، والتي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية، وهي تظهر شخصًا تزعم أنه والد المتظاهر المتوفى، وهو يقول إنه انضم للأكراد لمحاربة إيران، وهو ما وصفته جماعات حقوق الإنسان بأنه كذب وتم تحت التهديد.

وحظت قضية المتظاهر الذي توفي خلال الأيام القليلة الماضية باهتمام شعبي كبير، لا سيما وأنه كان يعمل لدى إحدى الشركات الشهيرة، والتي أكد صاحبها أنه كان شابًا “خجولاً وسلميًا بار بوالديه، ولم يكن يومًا من أهدافه إثارة القلاقل أو تهديد البلاد”.

كشف تقرير إعلامي أن شخصين ممن شاركوا في المظاهرات الشعبية الإيرانية خلال الفترة الماضية، والتي دعت إلى إسقاط نظام الملالي بقيادة خامنئي وروحاني، قد تعرضا إلى التعذيب البدني المُبرح، ما أدى إلى وفاتهما في السجن الإيراني خلال وقت اندلاع الاحتجاجات الشعبية.

ووفقًا لراديو فاردا، فإن سارو غهرماني، وهو متظاهر كردي بالغ من العمر 24 عامًا، وعلي بولادي، يبلغ من العمر 26 عامًا، قد تعرضا للتعذيب حتى توفيا في سجن ساننداج بكردستان الإيرانية وتشالوس شمال إيراني.

وأشار راديو فاردا إلى أن والدي غهرماني حصلا على جثة ابنهما ورافقا سيارة الإسعاف في طريقها إلى مقبرة بهشت، حيث دفن ، مؤكدًا أن والدة الشاب لاحظت علامات ضرب مبرح منتشرة في جميع أجزاء الجثة، أدت إلى إصابات بالغة يعتقد أنها السبب الرئيسي في وفاته.