المعلم المتكامل والتنمية المستدامة

السبت ٢٧ يناير ٢٠١٨ الساعة ١١:٠٢ مساءً
المعلم المتكامل والتنمية المستدامة

في بيئة اليوم التي تعج بوسائل التواصل الاجتماعي والتقدم والتطور الكبير على الصعيد العلمي والتطبيقي والمهني، تتبلور مهمات المعلم الناجح الذي سيواجه تحديات العصر، ومعطيات الزمن الحديث في مهمة التعليم والتربية الحديثة.

إن المعلم لا شك الركيزة الرئيسة التي يُبنى عليها عماد الأمم، وقد تزاحمه كثرة نوافذ التواصل التقني دوره الأساسي في التعليم والتربية في العصر الحديث، بل قد تضعف دوره كقدوة ومحور أساس في التعليم والتربية، لذلك كان لزامًا عليه أن يستمر في تطوير ذاته، وتنمية خبراته تنمية مستدامة حيث إن من متطلبات العصر الحديث في التعليم (المعلم المتكامل) وهو المعلم الدائم التطور الذي لا يفتأ ينمي قدراته، ومهاراته، ومعارفه فضلًا عن أسلوبه وشخصيته مهما ازدادت التحديات، وكثرت المعوقات، وتواترت المتغيرات!

إن المعلم الحقيقي والمتكامل هو الذي يواكب الثورة المعلوماتية والانفجار المعرفي والتقني الهائل، ويتصدى لكل ذلك بسلاح العلم والتدريب والتنمية المهنية الذاتية والجماعية في مجتمعه التعليمي.

إن (المعلم المتكامل)- إن صح التعبير- هو مطلب العصر! كيف لا وهو أساس العملية التعليمية الناجحة مهما تقلص دوره المحوري في التربية في هذا العصر وهو المعول الأساسي في ارتقاء الأمة.

المعلم المتكامل دائم التطوير لذاته وخبراته ومعارفه ومهاراته، وكل هذه التنمية المستدامة إنما تنعكس حتمًا بالتقدم الملحوظ الإيجابي على كافة مناشطه وأعماله، وإنجازاته، وطلابه وفي محيطه التعليمي، وكلما زاد معدل التنمية لدى المجتمع التربوي بما يدعم المناهج الحديثة والتقنية المتاحة، كلما زادت معدلات التطور حتمًا في مخرجات العملية التعليمية كافة.

وفي هذا العصر تزايدت التحديات التي تواجه المعلم أكثر من ذي قبل تزايدًا مضطردًا، ولعل من أبرزها الفرق الكبير بين طلاب الأمس بانصياعهم التام وجدانيًّا وسلوكيًّا لمعلمهم مهما كانت قدراته العلمية وشخصيته وبين طلاب اليوم الأوسع أفقًا والأكثر جرأة واطلاعًا، وذلك يحتم عليه أن يكون ملمًّا بالجانب الأكاديمي لتخصصه إلمامًا عميقًا، ومتمكنًا في الجانب التربوي بكل أبعاده وممارساته وإستراتيجياته وطرقه الحديثة الفاعلة.

إضافة إلى التدريب المهني المستمر الذي مهمته تحقيق أعلى درجات التطوير والتنمية المهنية المستدامة.

كما أنه لا يقف عند هذه المتطلبات فحسب، بل يبتكر إستراتيجيات تتناسب مع طلابه وأدوات تقيس مستواه ومستوى طلابه، ويبتكر تقنيات تتناسب مع العمليات التعليمية في تخصصه فضلًا عن التقنيات المتاحة الأخرى.

كما أنه يعمل في فرق عمل للتطوير المستمر بما يضمن استمرارية تجويد العملية التعليمية والبيئة الدراسية له ولطلابه وللمجتمع التعليمي الذي ينتمي له ككل، وبذلك فإن المخرجات سوف تكون بإذن الله متوازية مع المدخلات التي سارت سليمة منذ البداية وحتى النهاية.

 

* معلمة بتعليم النماص