انفض غبار روتينك!

الجمعة ٢٦ يناير ٢٠١٨ الساعة ٤:٢٦ مساءً
انفض غبار روتينك!

عند الشروع في الذهاب لأحد المطاعم أو المقاهي، نجد الغالبية لا تنظر للقائمة التي يقدمها المطعم وما تحتويها من أصناف متعددة ومختلفة تم وضعها لترضي أكبر شريحة وطبقة من المجتمع، بل مباشرة يلقي بطلبه على المحاسب دون النظر لقائمتهم، وأحيانًا ينظر لها فقط لمجرد النظر وإلا فهو في قرارة نفسه لن يختار إلا تلك الوجبة أو القهوة التي اعتاد عليها. فالبقاء على نفس الاختيار المضمون قبوله لديه أفضل من محاولة خوض غمار كسر الروتين وتجربة شيء مختلف قد لا تتقبله نفسه؛ لذا تجد روتينه واحدًا، وعلى مدار سنوات والتحديث وتجربة الجديد المختلف معطلة في عقله. والنفوس ورغباتها تختلف فيما بين الناس، وهذه فطرة ربانية.

وقد يكون الشخص مرتاحًا لحد ما في روتينه، ولكن من المؤكد أنه مع مرور الوقت ستبدأ آثاره السلبية تطفو على سطح حياته وتبدأ معها الشكوى والسخط والملل المميت. فكسر الروتين يُكسبك تجربة وخبرة جديدة، وكذلك يساعد على تغيير النفسية للأفضل والتخلص من ملل الروتين. وتجربة شيء مختلف من شأنها أن تفتح الذهن وتزيد من فرص التفكير الإبداعي.

وأيضًا عندما تقرر التغيير فأنت في الحقيقة تجدد من نشاطك في الحياة، ويساهم في التخفيف من عادة سلبية التذمر والشكوى لديك، والتي تراكمت مع الزمن نتيجة مداومتك على روتين واحد.

فعندما تقرر تغيير نوع القهوة التي اعتدت على احتسائها، فأنت أعطيت لنفسك المساحة في تجربة نوع قهوة جديد، وقد تكون أفضل من تلك التي اعتدت عليها، وبذلك تكون انتقلت للأفضل، إضافة إلى أنك أضفت خبرة جديدة لك فيما يخص القهوة وأنواعها.

أحدهم نمط حياته في أيام الأسبوع يختلف جذريًّا عنه في نهاية الأسبوع؛ ففي نهاية الأسبوع على سبيل المثال في الصباح يقوم بطبخ وجبة اللحم مع الرز بدلًا من أن تكون تلك الوجبة في فترة الظهيرة! قد ننظر لهذه التجربة بنوع من الاستغراب والتعجب والسخرية، ولكن لو لم يلمس أثرها على نفسه ومحيطه لما قام بها!

وتغيير نمط حياتك ليس بالضرورة أن يكون في أمور مفصلية، بل التغيير في الأمور البسيطة كتغيير طريق ذهابك وعودتك لعملك أو جامعتك من وقت لآخر من شأنه أن يحدث تحول وآثار إيجابية في حياتك؛ فهي ككرة الثلج التي تبدأ صغيرة ثم تكبر مع تدحرجها نحو الأرض.

وختامًا، يقول أموس ألكوت: كلما قللت من الروتين كلما نعمت بمزيد من الحياة.

كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.
@TurkiAldawesh

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • مجدى جعفر بن حسين

    صح