روسيا تكشف أول تحركاتها تجاه اكتتاب أرامكو

الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨ الساعة ٦:٤٨ مساءً
روسيا تكشف أول تحركاتها تجاه اكتتاب أرامكو

كشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الاستثمار الروسية، أن صناديق مالية ضخمة تدرس في الوقت الحالي فرص العمل والاستثمار في شركة أرامكو العملاقة، مشيرًا إلى أن الاكتتاب المزمع إقامته في النصف الثاني من العام الجاري، سيمثل فرصة قوية لتعزيز الشراكة بين أكبر منتجي النفط على مستوى العالم.
وقال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف لوكالة أنباء “رويترز”، اليوم الثلاثاء، إن “موسكو والرياض يجب أن تقوما بتنسيق السياسات النفطية لسنوات أخرى”، مؤكدًا أن “هناك اهتمامًا كبيرًا بالاكتتاب العام لشركة أرامكو من صناديق المعاشات الروسية وكذلك من شركاء بلاده في الصين”.
وأضاف ديمترييف الذي كان قبل عامين أول مسؤول روسي يقترح إمكانية التوصل إلى اتفاق مشترك حول إنتاج النفط مع أوبك، أنه لا يستطيع الكشف عن الأموال أو المبالغ التي تجهزه المؤسسة الروسية للاستثمار بها في الشركة السعودية.
وقالت مصادر لرويترز إنه في العام الماضي كانت شركات النفط الحكومية الصينية مستعدة لأن تصبح مستثمرًا أساسيًا في الاكتتاب العام لشركة أرامكو، والتي يمكن أن تصبح أكبر شركة في العالم، حيث تقدر الشركة بما يصل إلى 2 تريليون دولار.
وأوضح ديمترييف على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: أن “لدى روسيا بالفعل مناصب مهمة في قطاع النفط، لذلك من الصعب أن نتوقع أن نحصل على حصة كبيرة جدًا خلال الاكتتاب العام”، وأضاف أن الاتفاق سيساعد على تعزيز التعاون المتنامي مع الرياض.
ولفت ديمترييف إلى أن “توسيع مثل هذا التعاون لسنوات عديدة سيكون مفيدًا جدًا للسوق.. وقد أثبتت فعاليتها عندما كنا نهدف إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب بدلاً من استهداف سعر معين للنفط “.
واتفقت روسيا غير العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من ناحية، والسعودية التي تقود المنظمة من جهة أخرى، على خفض إنتاجها النفطي بمقدار 1،8 مليون برميل يوميًا أو نحو 2 % من الإنتاج العالمي خلال عامي 2017 و 2018 في خطوة ساعدت على مضاعفة أسعار النفط إلى حوالي 70 دولارًا للبرميل.
وقال ديمترييف إن “آليات التعاون المستقبلية والأدوات الملموسة قد تختلف”، مشيرًا إلى أن “منتجي النفط حققوا عائدًا إضافيًا بقيمة 600 مليار دولار بفضل تخفيضات النفط وارتفاع الأسعار خلال العام الماضي، مما سمح لهم باستئناف الاستثمارات وضمان عدم وجود نقص في المعروض في المستقبل”.
وبالنسبة لروسيا والسعودية، مهدت الصفقة أيضًا الطريق أمام الحوار على جبهات أخرى كثيرة، وعلى رأسها التعاون العسكري، والذي تم تتويجه بصفقة شراء منظومة دفاعية متطورة من روسيا وهي “إس – 400”.