هل تضع زيادة الإنتاج الأميركي العقدة في المنشار أمام “أوبك”؟

الجمعة ١٩ يناير ٢٠١٨ الساعة ٣:١٣ صباحاً
هل تضع زيادة الإنتاج الأميركي العقدة في المنشار أمام “أوبك”؟

حذّر خبراء اقتصاديّون، من تداعيات مقلقة، يخلقها نجاح إستراتيجية منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وروسيا، لتحقيق التوازن في سوق النفط عبر خفض الإنتاج.

وأوضح موقع “غولف نيوز”، في تقريرٍ له الخميس 18 كانون الثاني/يناير الجاري، أنَّ “روسيا ودول أوبك سيواجهون مشكلة غير عادية، عند اجتماعهم لمراجعة إستراتيجيتهم لتجفيف وفرة النفط العالمية”، مشيرًا إلى أنّه “مع تخفيضاتهم للإنتاج التي تقترن بطلب عالمي قوي، ارتفعت أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى لها خلال 3 سنوات، كي تدور حول 70 دولارًا للبرميل؛ الأمر الذي يثير قلقًا تجاه أي زيادة جديدة في الإنتاج الأميركي، قد يدمّر كل العمل الشاق الذي قامت به أوبك”.

وبيَّن مايك ويتنر، رئيس أبحاث سوق النفط في سوسيتيه جنرال في نيويورك، أنّهم “قلقون من ارتفاع الأسعار بدرجة كبيرة وسريعة”، لافتًا إلى أنَّ “هناك الكثير من الأسباب لقلقهم، لكن على رأسها: كيف يستجيب الإنتاج الأميركي؟”.

ومن جانبه، أوضح جيف كوري، رئيس أبحاث السلع في غولدمان ساكس، أنَّ “الذهاب بعيدًا فوق 70 دولارًا للبرميل يمكن أن يحفز إمدادات جديدة ويؤثر على الاقتصاد، أعضاء أوبك لا يريدون رؤية ذلك”.

وكشف إد مورس، رئيس أبحاث السلع في سيتي جروب، أنَّ “هناك تداعيات غير مقصودة من ارتفاع السعر”، مشيرًا إلى أنّه “لا تخشى أوبك فقط من استجابة النفط الصخري الأميركي، لكن أيضًا من نفط المياه العميقة والنفط الرملي في كندا”.

ولفت “غولف نيوز” إلى أنَّه “مع وجود الكثير من النفط الفائض، يصر الوزراء من الإمارات والعراق والكويت على أنه لا توجد حاجة لتغيير الإستراتيجية، وعلى أنَّ المنظمة ستلتزم بالخطة لتقييد الإنتاج بقية العام”.

وأضاف: “مع ذلك، فالقفزة السعرية تعني أنَّ المندوبين، الذين يجتمعون في العاصمة العمانية مسقط، يواجهون إلحاحًا متزايدًا لاتخاذ قرار حول الكيفية التي يتم بها التخلص من القيود”.

وأبرز أنَّ “منظمة أوبك وروسيا، المتنافسين منذ عقود، حشدوا قوتهم في أواخر 2016 ضد التهديد الذي تشكله طفرة إنتاج النفط الصخري الأميركي، التي أغرقت الأسواق وجعلت أسعار النفط تنهار”، موضحًا أنَّ “الطرفين شكَّلا تحالفًا من 24 دولة، لتخفيض الإنتاج لموازنة طفرة الإنتاج الأميركية”.

وبيَّن أنَّ “إستراتيجية أوبك وروسيا حققت تقدمًا كبيرًا في النصف الثاني من 2017، مع تنامي الطلب واستنزاف مخزونات النفط الفائضة”، لافتًا إلى أنَّ “الزيادة الكبيرة في سعر الخام قد تشكل غوثًا لاقتصادات الدول المنتجة للنفط، لكنها تخلق عواقب مقلقة، لأن النفط الصخري الأميركي مدفوعًا بالاستثمارات الجديدة قد يمدّ الأسواق بـ11 مليون برميل يوميًّا العام المقبل، بما يتجاوز الإنتاج السعودي والروسي، وذلك بحسب توقعات حكومية أميركية، وبالمقارنة مع 9.3 مليون برميل يوميًّا في 2017”.