العبادي يلتقي الوفد السعودي : وأدنا الطائفية ونسير مع السعودية على الطريق الصحيح

الإثنين ٢٦ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٢:٣٨ مساءً
العبادي يلتقي الوفد السعودي : وأدنا الطائفية ونسير مع السعودية على الطريق الصحيح

في يوم مزدحم بالمقابلات، التقى الوفد الإعلامي السعودي الذي يزور حاليًا العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية انطلقت الجمعة الماضية، رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، كما التقوا بوزير التخطيط والتجارة سلمان الجميلي، ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، ورئيس هيئة المنافذ الحدودية كاظم العقابي، بالإضافة إلى زيارة شبكة الإعلام العراقي والالتقاء برئيسها مجاهد أبو الهيل.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال استقباله الوفد السعودي في القصر الجمهوري بالساحة الخضراء، “إن العلاقات العراقية السعودية على الطريق الصحيح”، متطلعًا إلى توسيعها في جميع المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

ودعا إلى التركيز على ثقافة التعايش بين السعودية والعراق، مشددًا على ضرورة التعاون لإنهاء الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، ومؤكدًا أن العراق نجح في وأد الطائفية السياسية، ومبينًا أن الشعب العراقي اليوم أصبح منفتحًا ويرفض الطائفية، وأن السياسي الطائفي “لزم الصمت”.

كما أوضح أن الحكومة العراقية لديها إصرار وعزيمة من أجل تحقيق العدالة بين أبناء الشعب بعد تحقيق الانتصار الذي تم بوحدة العراقيين وتضحياتهم في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.

وأفاد العبادي في ختام حديثه بأن حكومته تتطلع إلى التعاون من خلال مجلس التنسيق السعودي-العراقي الذي يعد قاعدة لنمو العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والخبرات بين البلدين.

إلى ذلك، رحب وزير التخطيط سلمان الجميلي بزيارة الوفد الإعلامي السعودي، وكان في مقدمة مستقبليه في مكتبه بمقر الوزارة.
وفي مستهل حديثه، أشاد بقوة وعمق العلاقات الثنائية بين العراق والسعودية في جميع المجالات وعلى رأسها الجانب الإعلامي، مؤكدًا عزم  حكومة بلاده على تطوير هذه العلاقات بما ينعكس إيجابًا على حياة شعبي البلدين.

وأضاف الجميلي: “نحن سعداء بالانفتاح الكبير  الذي حصل مع الأشقاء في السعودية  والذي تمثل بتشكيل مجلس التنسيق العراقي-السعودي المشترك والزيارات المتبادلة  بين الجانبين  والتعاون على مختلف الأصعدة”، مبينًا أن العراق يعد فرصة واعدة للمستثمرين لا يوجد لها مثيل في جميع دول العالم، داعيًا الشركات السعودية للاستثمار في العراق في مختلف المجالات خاصة في مجالات البتروكيماويات والفوسفات والغاز  وقطاع السكن وغيرها.

وأشار إلى أن الحكومة العراقية وضعت خططًا مهمة للمرحلة القادمة، وتهدف من خلال المسارات التي وضعتها في هذه الخطط إلى تحقيق التنمية المستدامة والوصول إلى عراق آمن ومستقر، مبينًا أن هذه تتمثل في خمسة مسارات أساسية، وهي خطة إعادة الإعمار لعشر سنوات ابتداء من هذا العام ، وخطة التنمية الخمسية 2018 – 2022، واستراتيجية التخفيف من الفقر لنفس المدة، بالإضافة إلى استراتيجية تطوير القطاع الخاص حتى العام 2030، مضيفًا أن جميع هذه المسارات تصب في إطار رؤية العراق  ٢٠٣٠ لتحقيق أهدافها التنموية.
في حين، دار نقاش متسع بين الوزير والإعلاميين السعوديين بشأن عدد من القضايا، من بينها واقع البيئة الاستثمارية  في العراق وتفعيل القطاع الزراعي  والصناعي والتبادل التجاري بين البلدين،  وفتح منفذ عرعر للتبادل التجاري خلال الأشهر القادمة، وناقشوا الخطوات العملية لتشجيع الاستثمار والتعاون الاقتصادي المشترك بين بغداد والرياض وما تحققه من إيرادات تسهم بتطوير الحياة العامة للشعبين الشقيقين.

ثم زار الوفد مقر هيئة المنافذ الحدودية بمنطقة الكرادة والتقى برئيسها الدكتور كاظم العقابي، الذي رحب بالإعلاميين، معلنًا أن حكومة بلاده بصدد إعادة فتح منفذي عرعر وجميمة اللذين يربطان العراق بالسعودية بعد إعادة تأهيلهما.
وتابع: إن منفذ عرعر قد استكملت عمليات تأهيله من الجانب العراقي وإن السعودية هي الأخرى قد تستكمل عمليات تأهيله من جانبها خلال الفترة القصيرة القادمة للبدء بعمليات نقل البضائع والسلع عبره وهو طريق مؤمن بالكامل .
وقال العقابي إن صلاحية إدارة المنافذ يجب أن تكون بيد الحكومة الاتحادية حصراً بموجب المادة مائة وعشرة من الدستور العراقي، كاشفًا عن وجود تقدم في المباحثات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق، حيث اتفق الجانبان على أن تكون المنافذ الحدودية مرتبطة بهيئة المنافذ الحدودية الاتحادية، ويتم ذلك عبر نقل ملاكات موظفي المنافذ الحدودية، بحيث يكون موظفاً اتحادياً بدلاً من أن يكون موظفاً محلياً.

وفي ما يخص منفذ جميمة الحدودي، أشار العقابي إلى أن المنفذ يقع على حدود محافظة المثنى مع السعودية وسيعاد تأهيله وفتحه أمام حركة البضائع ليختصر بذلك طريق البضائع التي تصلنا من السعودية حيث تنقل حاليًا إلى الكويت ومنها إلى البصرة مما يعرضها للتلف في كثير من الأحيان بسبب طول مسافة الطريق الحالي إضافة إلى التكاليف التي تضاف على أسعار السلع التي يتحملها المواطن بشكل مباشر .
وأوضح أن عدة لجان مشتركة عراقية سعودية قد تم تشكيلها لتوقيع مذكرات تفاهم بهدف تعزيز التبادل التجاري إضافة إلى توقيع اتفاقية للتبادل الجمركي لمنع ازدواجية فرض الضرائب على السلع.
كما تداول الجانبان الآثار الإيجابية للتقارب بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات الراهنة بما فيها مكافحة الإرهاب ودور الإعلاميين في توعية المجتمع عامة والشباب خاصة من مخاطر تلك الآفة.

 

وفي المساء، التقى الوفد برئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، وبدوره تحدث عن مستقبل العراق في مرحلته الجديدة والمستقبلية، قائلا إن الانتخابات القادمة ستنقل العراق من مرحلة تأسيس الديمقراطية إلى مرحلة بناء الدولة.
ودعا الحكيم، إلى تغليب المصالح المشتركة بين السعودية والعراق، مشددًا في الوقت نفسه على “إلزام الشركات والمستثمرين العاملين أو الراغبين في العمل داخل العراق بالاستعانة بالخبرات الشبابية العراقية الكفوءة واستغلال الفرص الاستثمارية في العراق، خاصة وأنه مقبل على مشاريع تنموية ضخمة وعديدة.
وأقام الحكيم مأدبة عشاء للوفد السعودي، وتبادلا الحديث في العديد من المواضيع ذات الطابع المشترك في ما يخص خدمة مصالح البلدين الشقيقين.

 

وفي سياق متصل، أشاد الوفد الإعلامي السعودي الذي زار شبكة الإعلام العراقي، صباح الأحد، بالأداء المهني والإمكانيات التي تتمتع بها الشبكة.
وعبر رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، خالد المالك عن سعادته بزيارة العراق وهو ينعم بالأمن والاستقرار بعد تحرير جميع أراضيه من دنس داعش الإرهابي والشروع بمرحلة جديدة يسودها السلم والاستقرار والبناء، مؤكدًا: إن المملكة على استعداد  لدعم العراق، مشيدًا في الوقت ذاته بحجم ومستوى التعاون بين العراق والسعودية لا سيما في المجال الإعلامي وسائر المجالات الأخرى  وبما يعزز العلاقات الثنائية  وإعادتها إلى وضعها الطبيعي ، معربًا عن سعادته بزيارة العراق، قائلا “نحن سعداء أيضا بلقاء زملائنا في شبكة الإعلام العراقي، ولسنا غرباء على الشبكة لأننا نتابعها قبل زيارتنا للعراق، ونلتمس بعملها الجهود والمهنية الكبيرة، فضلاً عن امتلاكها لجمهور واسع من المتابعين لمختلف القضايا”.

وأشار إلى أنه واثق من أن هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية سترحب بأي تعاون شبكة الإعلام العراقي سواء عبر تبادل الخبرات ، كاشفًا عن وجود توجه بين نقابة الصحفيين العراقيين وهيئة الصحفيين السعوديين لتوقيع اتفاقية تعاون في المجال الإعلامي.

ورافق سفير المملكة في بغداد عبد العزيز الشمري ونقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي وعدد من أعضاء مجلس النقابة، الوفد الإعلامي السعودي خلال الزيارات والجولات التي دارت طيلة الأيام الماضية.