المدني: قوانين الصحة تُعيق فرصة الاستفادة الكاملة من الطب الشرعي في حل الأخطاء الطبية

الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٧:١٨ مساءً
المدني: قوانين الصحة تُعيق فرصة الاستفادة الكاملة من الطب الشرعي في حل الأخطاء الطبية

أكَّد رئيس التحالف الدولي للقانون وعلوم الطب الشرعي، ورئيس جمعية الطب الجنائي بالمملكة السابق، الدكتور أسامة المدني، أنَّ القوانين التي وضعتها وزارة الصحة من أهم الأسباب التي تُعيق فرصة الاستفادة الكاملة من الطب الشرعي في حل قضايا الأخطاء الطبية، مبينًا أنَّه سيكون لهم دور محوري في المستقبل القريب.

وتحدث الدكتور أسامة المدني، الذي حل ضيفًا على ديوانية الأطباء الـ 45 عن تاريخ الطب الشرعي في المملكة، في منزل مؤسس الديوانية عبدالعزيز التركي بالخبر مساء أمس الأول (الثلاثاء)، مؤكدًا أنَّ المملكة بدأت بالاكتفاء 100% من الأطباء الشرعيين السعوديين منذ العام الماضي، حيث وصل عددهم 100 طبيب وطبيبة موزعين على مناطق المملكة جغرافيا في 22 مركزًا.

وبيَّن المدني أنَّ كل القضايا الجنائية تُشَرَّح إلا ما أمر القاضي بعدم تشريحها لتنازل أهلها عن حقوقهم، فما يأمر القاضي بتشريح الجثة حتى وإن رفض أهل المتوفى ذلك، وقال: “التشريح هو الذي يعطي القرار الصائب في الطب الشرعي، لأننا نحن شهداء العدل، نكتب ما نرى ونحلل بناء على المعطيات العلمية الموجودة، فنساعد القضاء في اتخاذ القرار”.

وأضاف: “نحن وصلنا إلى أكثر من 2.300 حالة تشريح في العام، وعلى المستوى العالمي الرقم ليس كبيرًا، لأنه يمثل كل حالات المملكة، ولا يخص المواطنين فقط، بل تغطي المواطنين والمقيمين والحجاج والزوار، والعمالة الكبيرة الذي لدينا، وهذا يزيد من الحمل على الطب الشرعي، وسيصدر بعد شهرين الإحصائية الجديدة لعدد حالات التشريح من وزارة الصحة”.

ولفت إلى أنَّ تحليل الــ DNA مهم ودقيق بنسبة 99% في قضايا الطب الشرعي، وحل الكثير من القضايا العالقة في الاعتداءات الجنسية التي اعتبرها غير ظاهرة في المملكة كما يحاول البعض تصويرها، متأسفًا على أنَّ هناك ادعاءات كاذبة وتأخذ وقتًا طويلاً للتحقق منها مما يهدر الوقت والجهد، في الوقت الذي تعكف وزارة الصحة على تقديم دورات لطبيبات النساء والولادة في الطب الشرعي، لا سيما وأنَّه تواجههم مشاكل في التحاليل بعد 72 ساعة من الوفاة.

وتابع المدني أنَّ “الطب الشرعي ينفرد عن المجالات الطبية الأخرى بأن لديه كل يوم جديدًا، ولكن ضمن الإطار العلمي، لكن التوسع في الإنترنت أدى إلى توسع في الجريمة نفسها، مثل جرائم السموم وغيرها، ولكنها ليست بعيدة عن العلم”.

ورأى أنَّ التعامل مع الطب الشرعي اختلف، قائلًا “قديمًا كنَّا نواجه عقبات عدة في مجتمعنا بسبب ثقافة “العيب”، ولكن الآن الواقع تغيَّر، لا سيما أنَّ هناك تطورًا حاصلاً في مجال الادعاء العام والقضاء والنيابة والشرطة، وهناك تعاون مشترك، وأصبح هناك فريق عمل موحد من كل الجهات لحلحلة القضايا”.

وفي النهاية تم تكريم الدكتور أسامة المدني من قبل مؤسس الديوانية علي بن عبدالعزيز التركي، كما قدم له الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن لوحة تشكيلية من مجموعة “المحبة والسلام”.