بالصور.. خبرة 24 عامًا صحافة تنتهي ببيع الذرة على قارعة الطريق

السبت ١٠ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٢:٢٨ مساءً
بالصور.. خبرة 24 عامًا صحافة تنتهي ببيع الذرة على قارعة الطريق

هي قصة الحياة التي أوجزها أبو البقاء الرندي في قصيدته الشهيرة “لكلّ شيء إذا ما تمّ نقصان، فلا يغر بطيب العيش إنسان، فهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حالٍ لها شان”، وتلك أيضًا حكاية الصحافي صالح الحسيكي.

فصاحبة الجلالة مهنة المتاعب، طاردته في الفترة الأخيرة وجعلته ملاحَقًا في الجهات القضائية إثر قرض بنكي عجز عن سداده بعد تسريحه من إحدى الصحف المحلية، ولجأ إلى مهنة شريفة يوفر من خلالها قوته وقوت عياله الستة.

قصة كفاح

وبدأ الحسيكي، قصة كفاحه الجديدة بالبحث عن مصدر رزق يقيه ويقي عياله شر الفقر والجوع، وبدأ يبيع الذرة المشوية والشاي في أحد شوارع جدة، دون أن يدري أنّ هذا البائع صاحب الثياب الرثة هو صالح الحسيكي صاحب الـ24 عامًا خبرة في أكبر الصحف الوطنية.

وأثارت القصة عاطفة عشرات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لاسيما الزملاء الذين خبروا مهنة المتاعب وتعاملوا شخصيًا مع زميلهم الحسيكي.

وأعرب المغردون، عن تضامنهم مع الحسيكي وفخرهم بقصة كفاحه الجديدة التي يقدم فيها نموذجا باسلًا في الصبر والشجاعة والجرأة على توفير لقمة العيش بالطرق المشروعة، مشيرين إلى أنّه لم يترك أي عذر أمام الشباب العاطلين عن العمل وأنه خير قدوة للباحثين عن عمل أصحاب الشهادات الجامعية والخريجين الجدد.

التوطين

وقصة الحسيكي، أعادت فتح الباب أمام مطالب التوطين في مختلف مجالات العمل السعودية، إذ جدّد المغردون مطالبهم بتوطين الوظائف متخذين من قصة الحسيكي ذريعة لهم، قائلين إنه فقد فرصته بسبب الوافدين الأجانب.

وغرّد خلف السليمان: “في الوقت الذي أقام فيه صحافيون أجانب أبراجًا في بلادهم وأنشأوا وسائل إعلام خاصة بهم، ها نحن مكبلون بالديون، لله المشتكى الزميل صالح الحسيكي أحدنا”.

وأبدى محمد الساعد، استغرابه مما آلت إليه أوضاع الصحفي الحسيكي، قائلًا: “خطر داهم يهدد حياة آلاف من الصحفيين والصحفيات العاملين في المؤسسات الصحفي، الزميل صالح الحسيكي.. من رئيس تحرير إلى بائع ذرة وشاي!”.