زامكة تلهب ألسنة النقد بمقال بالطقاق والمواطنون يناقشون إسعاف الإناث مرّة أخرى

الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٩:٣٦ مساءً
زامكة تلهب ألسنة النقد بمقال بالطقاق والمواطنون يناقشون إسعاف الإناث مرّة أخرى

انتقدت الكاتبة ريهام زامكة، بأسلوبها الساخر، إسقاط مجلس الشورى لتوصية إسعاف النساء داخل المنشآت الخاصة بهن، معلّقة على تعديل التوصية الأولى ثم إسقاط التوصية المعدلة بقولها: “أرسلت حسن يجيب حسين؛ راحوا ولا جوني الاثنين”، ومتسائلة بمرارة: “كيف يمكن تعطيل إنقاذ (كائن حي) لمجرد أنه (أنثى)؟!”.

دعونا نموت وأريحونا:

المقال، الذي لاقى تأييدًا واسع النطاق بين المدوّنين، حمل عنوان “بالطقاق”، أشارت فيه زامكة إلى أنَّ “هناك من حرم أن يكشف أي طبيب أو مُسعف على امرأة دون محرم، بمعنى لو أصابتك جلطة أو سكتة أو إغماءة فُجائية عزيزتي المرأة- في أي وقت- احرصي- أثابك الله- أن يكون مَحرمك معك وتحت إبطك حتى لا تقعي في المحظور والعياذُ بالله”.

واختتمت زامكة مقالها، بالقول: “نعدكم أن نحاول قدر المستطاع ألا نمرض، أو يصيبنا أي مكروه، وإن حصل لا قدر الله وخرجت الأمور عن السيطرة، ادعوا لنا بنية الشفاء، ولا تقربونا أو تسعفونا، يا عمي (بالطقاق خلونا نموت وريحونا)”.

موتكنَّ أوفر:

اتّفق المدوّنون، الذين رصدت “المواطن” ردود فعلهم، على مقال الكاتبة زامكة “بالطقاق”، الأربعاء 28 شباط/ فبراير الجاري، على أنَّ “المقال في الصميم بكل المقاييس، ففي بعض الأحيان يسخر المرء من الواقع المرير والمؤلم، وهو ما يدفعه إلى إيصال رسالته بطرق غير معتادة، لاسيّما إذا كان القلم نسائيًّا”.

واعتبر المواطنون، إسقاط تعديل التوصية، أمرًا اعتياديًّا، لافتين إلى أنَّ “إيجاد فرق طبية نسائية، أمر مكلف للغاية بينما وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر لديها ما يكفي من موظّفين “ذكور” لأداء المهام، فموت النساء هنا يصبح أوفر من إسعافهن بفرق طبيّة نسائية، تحتاج إلى رواتب وبدلات، فضلًا عن تدريب ومواصفات خاصة يجب أن تتوافر فيهن، ليتحمّلن مسؤولية نقل المريضة، والتعامل مع أجهزة الإسعاف الميداني المعقدة”.

الضرورات تبيح المحظورات:

ولفت المواطنون إلى أنَّه “عند الضرورة لا شيء حرام، فالدين يسر وليس عسرًا، إلا أنَّ بعض الجاهلين في الدين، يفرضون أفكارهم ومعتقداتهم الشخصية على مجتمع بأكمله”.

وكشفت إحدى المواطنات، عن استغرابها من مواقف عدة مرّت بها، من بينها التعامل مع فاقدي الوعي، لاسيّما إن كانوا من الإناث، مبيّنة أنَّ “التقدم مفقود حتى الآن في أمور كثيرة، كأن تترك فاقدة للوعي لأكثر من 3 ساعات، دون مساعدة من الإسعاف؛ لأن الطاقم الطبي الذي حضر من الرجال، حتى دخلت في غيبوبة”، مطالبة بمقاضاة المقصرين في تقديم الرعاية الطبية للنساء.

وروت أخرى موقفًا آخر حدث في أبو عريش، في مدرسة بنات، مبيّنة أنّه “بسبب ماس تافه في مكيف في مدرسة كبيرة تم تنويم طالبات، وبعضهن حالتهن خطرة، بسبب الاختناق، فلو كان هناك مسعفات ما صار فيها تخبط وضاع الوقت الثمين للنجاة”.

استقلالية اللجنة الصحية في الشورى مطلب:

ولم يجد المغرّدون، عبر موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة، بدًّا من مناقشة آلية عمل مجلس الشورى، معتبرين أنَّه “على مجلس الشورى أن يبدأ بنفسه، ويوظف مسعفات للعناية بالحالات الطارئة المرضية للعضوات والموظفات، فالعملية الإسعافية، عملية متكاملة فيها أجهزة ومعدات ونقل وأكسجين ومراقبة لصيقة للمريض”.

ورأوا أنَّ “اللجنة الصحية بمجلس الشورى يجب أن تكون مستقلة، ويكون رئيسها وأعضاؤها متخصصين في الطب والعلوم الصحية الأخرى”، لافتين إلى أنَّ “إسعاف الإنسان واجب إنساني، والتمييز بين الذكر والأنثى في ذلك مخالف لاتفاقية منع كل أشكال التمييز ضد المرأة، الذي وقعت عليه المملكة قبل حوالي عشرين عامًا”.