أوضح الأسباب.. وزير خارجية بريطانيا: مستقبل العالم الإسلامي يعتمد على نجاح ولي العهد

الجمعة ٢ مارس ٢٠١٨ الساعة ١١:١٣ صباحاً
أوضح الأسباب.. وزير خارجية بريطانيا: مستقبل العالم الإسلامي يعتمد على نجاح ولي العهد

تحت عنوان “مستقبل السعودية والمنطقة والعالم الإسلامي يعتمد على نجاح الأمير محمد بن سلمان في مسعاه” تحدث بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، عن مستقبل العلاقات السعودية البريطانية، وتحليلها لها في ظل الإنجازات المتعاقبة لقيادة المملكة سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.
وذكر جونسون أنه قبل 73 عامًا – بالتمام والكمال – سافر ونستون تشرشل إلى واحة الفيوم في مصر ليجتمع بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز آل سعود، وكتب تشرشل بعد ذلك اللقاء “قدَّم لي صبّاب القهوة المرافق له من مكة المكرمة كوباً من ماء نبعها المبارك، وكان أعذب ما تذوّقت من ماء في حياتي”.
وأوضح وزير خارجية بريطانيا في مقاله المنشور بجريدة “الشرق الأوسط” أنه إذا كان ذاك اللقاء في الصحراء واحدًا من الفصول الأولى في العلاقات بين بريطانيا والسعودية، فها نحن إذن نفتح صفحة جديدة في 7 مارس الجاري حين يصل حفيده، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في زيارة للندن.
ولفت جونسون إلى أن هناك من يعترضون على التواصل مع المملكة التي تُعد واحدة من أكبر القوى في الشرق الأوسط وهي، بالمناسبة، واحدة من أقدم أصدقاء بريطانيا في المنطقة، حيث رد على هؤلاء ببعض الحقائق المهمة.
وأضاف أن خلال الأشهر الثمانية منذ مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، طبّقت المملكة إصلاحات من النوع الذي لطالما دعَت إليه بريطانيا، فقد تمّ إلغاء الحظر الذي كان مفروضًا على قيادة النساء للسيارات، وخُففت القيود على الفصل بين الجنسيْن، وحددت المملكة الآن هدفًا رسميًا بأن تشكّل النساء نسبة 30% من قوى العمل في المملكة، وفي فبراير سُمح للنساء بتسجيل شركات خاصة بهن، والنساء الآن يحضرن المناسبات الرياضية، وبدءًا من هذا الشهر ستفتح دور السينما أبوابها أمام الجميع.
وتابع أن في أكتوبر الماضي، قال ولي العهد إن الهدف الشامل هو بناء “دولة الإسلام المعتدل المنفتحة على كل الأديان والعالم، ووعد أيضًا باستئصال مروِّجي الأفكار المتطرفة.
واستكمل: “على كل من يميل إلى رفض هذا الكلام جملةً وتفصيلاً، على أنه مقولات مكرّرة وللاستهلاك الخارجي، أن يعلم أن ولي العهد لم يكن يتحدث باللغة الإنجليزية في إحدى العواصم الغربية، بل باللغة العربية وأمام حضور في الرياض. وما يدل على أن ما قاله ليس مجرد كلام هو تأسيس مركز مكافحة تمويل الإرهاب في العاصمة الرياض”.
ورأى جونسون أن ولي العهد أظهر قولًا وفعلًا عزمه على قيادة المملكة في اتجاه أكثر انفتاحًا، وأن أسوأ الردود هو أن توجّه بريطانيا انتقادات على عواهنها، أو تحاشي المملكة جملةً وتفصيلاً، كما يجب ألا يكون لديه أي شك في أن مستقبل السعودية – بل والمنطقة والعالم الإسلامي عموماً بكل تأكيد – يعتمد على نجاح الأمير محمد بن سلمان.
ومن هنا بحسب جونسون تنبع أهمية زيارة ولي العهد للندن، حيث ستكون هذه فرصة لتعزيز علاقتنا مع السعودية كغاية في حدِّ ذاتها، وكأفضل وسيلة لتشجيع التغيير.
وحين يتعلق الأمر بالحفاظ على الأمن في بريطانيا، قال وزير خارجية بريطانيا إن المعلومات الاستخبارية التي تقدمها السعودية شكّلت عاملًا حاسمًا في مكافحة الإرهاب، مضيفًا أن: “الحقيقة المجرَّدة هي أنه بفضل تعاوننا الأمني مع السعودية تمّ إنقاذ حياة مواطنين بريطانيين ووقف اعتداءات في بريطانيا”.
كما أن اليوم تعمل بريطانيا والسعودية معًا لمواجهة تصرفات إيران المؤدية إلى الاضطرابات في الشرق الأوسط، ولوضع نهاية للحرب في اليمن. وفي العام الماضي، اتخذ الملك سلمان القرار بعيد النظر لانتهاج سياسة تقارب مع الحكومة التي يرأسها الشيعة في العراق، وهي عملية من شأنها أن تساعد في استقرار العراق في أعقاب هزيمة داعش.