المبتعث “الباحث عن حلم” كلمة السر لزيارة ولي العهد لأميركا

الإثنين ١٩ مارس ٢٠١٨ الساعة ١١:٢٧ مساءً
المبتعث “الباحث عن حلم” كلمة السر لزيارة ولي العهد لأميركا

رغم توظيف عدد لا بأس به من الطلاب السعوديين المبتعثين، من مختلف الدرجات (بكالوريوس وماجستير ودكتوراه)، إلا أنه لا تزال هناك آمال لتحقيق الاستفادة القصوى من “أحلام المبتعث” لتحقيق آفاق تنموية اقتصادية واعدة، بحسب رؤية السعودية 2030.

لهذا يبدو أن استقطاب الاستثمار الأميركي والغربي عمومًا، مع الزيارة الحالية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأميركية وبعد زيارة بريطانيا الأخيرة، سيمثل فرصة في غاية الأهمية لتدريب وتأهيل وتوظيف عدد واسع من المبتعثين، وتوظيفهم في المشاريع الاستثمارية الجديدة في تخصصات مختلفة، وعلى وجه الخصوص في مجالات التقنية واقتصاد المعرفة والسياحة والترفيه والسينما.

وقد يكون محور المبتعث “الباحث عن حلم” في إطار تحقيق الذات وتحقيق آمال الوطن وإنمائه، من أهم كلمات السر للزيارة الحالية لولي العهد.

إطفاء أرقام البطالة:

مع مؤشر البطالة الذي تجاوز نسبة 12% قليلًا بين السعوديين، يتضح أن أعلى نسبة للباحثين عن عمل بين السعوديين تركزت في الفئة العمرية 27- 36 سنة، بحسب آخر أرقام هيئة الإحصاء، حيث بلغت 52.8% من مجموع الباحثين عن عمل. ولعل هذه الفئة العمرية، تشير إلى الخريجين عمومًا بمختلف الدرجات العلمية، ومن بينهم المبتعثين.

وكما أكد وزير التعليم في أكثر من مناسبة، فإن عدد المبتعثين يتجاوز 10 آلاف مبتعث سنويًا، وهو رقم مهم للإسهام في تحقيق التنمية المنتظرة لرؤية 2030، بعيدًا عن برنامج “بعثتك وظيفتك” بين الشركات ووزارة التعليم لتوظيف المبتعثين، حيث تبرز الآمال في برامج التدريب والتأهيل والتوظيف في الشركات الاستثمارية الأجنبية المنتظر مشاركتها في المرحلة المقبلة، خصوصًا مع نتائج زيارتي أميركا الحالية وبريطانيا السابقة، للإسهام في إطفاء أرقام البطالة، خصوصًا إذا تنامت بين بعض المبتعثين، حاليًّا أو سابقًا، أو حتى مستقبلًا.

المدن الأميركية قد تمنح الحلم:

وعبر أكثر من مدينة وولاية أميركية، تتنوّع أهداف زيارة ولي العهد الحالية إلى الولايات المتحدة، بحثًا عن إمكانية تحقيق “حلم المبتعث”.

وعبر المحطة الثانية للزيارة في مدينة نيويورك، الخميس 22 مارس، يلتقي ولي العهد مع كبار المستثمرين في “وول ستريت” إلى جانب من مجموعة من الرؤساء التنفيذيين لشركات أميركية بارزة، ومسؤولي منظمات دولية واقتصادية.

وفي مدن أميركية أخرى مثل بوسطن وهيوستن ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، هناك آمال كبرى بعقد لقاءات بارزة مع مسؤولي شركات نفط وطاقة، وشركات تكنولوجية مثل “مايكروسوفت” و”أبل” و”جوجل” و”فيسبوك” وغيرها، إلى جانب شركات أخرى تعمل في قطاعات السياحة والترفيه والسينما واقتصاد المعرفة.

وذكرت وكالة “بلومبيرج”، بحسب مصادر مطلعة، أنه “سيكون هناك اعتماد على شركات يتمنى السعوديون مساعدتها في تحويل اقتصادهم بعيدًا عن النفط”.

لماذا يقترب حلم المبتعث مع الاستثمار الأجنبي؟

قد لا يخطر ببال العديد من المراقبين أهمية الاستثمار الأجنبي الكثيف في المرحلة المقبلة داخل السعودية، عبر مجالات وتخصصات مختلفة، في الإفادة من الشريحة الواسعة من المبتعثين العائدين إلى بلادهم بدرجات علمية متباينة.

الطالب السعودي المبتعث الذي حقق حلمه بنيل الدرجة العلمية التي يريدها، عبر التخصص الذي يرغبه، مع فرصة تحقيق اتساع أفقه بالسفر إلى الخارج عبر الاحتكاك بثقافات أخرى، يمكنه أيضًا أن يجد ذاته عبر التدريب والتأهيل عبر شركات تُدار بعقليات متجددة ومواكبة، وبأساليب إدارية تحفيزية تعطي كل مجتهد وصاحب جهد ملموس حقه.

ولعل الكثير من شركات التقنية واقتصاد المعرفة والطاقة والسياحة والترفيه، التي يمكن أن تدخل السوق السعودية في الفترة المقبلة، يمكنها أن تصنع ذلك الأفق المهم لتحقيق أحلام المبتعثين السعوديين.. وتتأكد كلمة السر لزيارة ولي العهد لأميركا، مع زيادة استثمار الشركات الأميركية في السوق السعودية قريبًا.