تأييد واسع النطاق وبالأدلة لحديث الفهيد وعبارته الشهادة ما توكل عيش

الجمعة ٢ مارس ٢٠١٨ الساعة ١١:٢١ صباحاً
تأييد واسع النطاق وبالأدلة لحديث الفهيد وعبارته الشهادة ما توكل عيش

أمور كثيرة تتبادر إلى ذهن المرء عند استماعه قول محافظ مؤسسة التدريب المهني والتقني الدكتور أحمد الفهيد للشباب إنَّ “الشهادة ما توكل عيش”، منها دور القطاع الخاص في استقطاب المواطنين المؤهّلين مهنيًّا، وفوارق الدخل بين العمالة المهنية، وأصحاب الشهادات العليا.

التكلفة بالساعة:

الفهيد، أوضح تصريحه، خلال مشاركته في معرض “أفد 2018″، بأنَّ “إحصاءات وزارة العمل، تؤكّد أنَّ القطاع الخاص لا يتجاوز في التوطين 17%، وتلك النسبة تمثل عبئًا كبيرًا”، لافتًا إلى أنَّ “اللي يوكّل ليست الشهادة ولكن شغل إيدك”، كاشفًا عن مشروع تعمل المؤسسة عليه، سيدرب المواطنين في مجالات الكهرباء والسباكة وصيانة السيارات والأجهزة المنزلية، يتبع بتطبيق يتم من خلاله طلب أي مختص في الكهرباء وغيرها من خريجي المؤسسة، وستكون التكلفة بالساعة.

المواطنون يؤيّدون بالأرقام:

على الرغم من أنَّ التصريح قد يعتبر صادمًا للبعض، إلا أنَّ المدوّنين، الذين رصدت “المواطن” ردود فعلهم، الأربعاء 28 شباط/ فبراير الجاري، استشهدوا بمواقف من حياتهم العملية، موضّحين أنَّ “توضيب محرّك السيارة يكلف ما بين 5000 إلى 7000 ريال خلال 3 أيام، بينما رواتب شهادة الثانوية تصل إلى 3000 ريال شهريًّا”.

ورأى أحد المواطنين أنَّ “كلام الفهيد يكتب بماء الذهب، يعلم الله كان عندي مشكلة في جهاز في البيت، وأحضرت فنيين كثيرين، وللأسف لم يستطيعوا حلها، إلا أنَّني حين أتيت بفني من خريجي مؤسسة التدريب التقني والمهني، تمكن من إصلاح الجهاز بشكل احترافي”.

بينما بيّن مؤيّد آخر أنَّ “عاملًا، سباكًا كان أو كهربائيًّا، من الوافدين إلى المملكة، تعلم هنا، وصار دخله اليومي يتراوح بين 800 إلى 1000 ريال، وهو ما يضعنا حقيقة أمام مقارنة الدخل بين الموظّف إن كان حكوميًا أو في القطاع الخاص، وبين المهن الفنيّة التي تدرُّ دخلًا أعلى بكثير مما نتوقع”.

وأشاروا إلى أنَّه “سنويًا يتخرج من الثانويات والجامعات مئات الآلاف من حاملي الشهادات، ولا يحصل أكثر من 40 ألف منهم على وظيفة تليق بمؤهله العلمي وتحصيله الدراسي”، متّفقين على أنَّ “كلام الفهيد صحيح، فالمستقبل للشهادات المهنية، هذه التي ستدعم الاقتصاد، أما الشهادات الجامعية فأصبحت ديكورات تزين بها جدران المكاتب والمنازل”.

تصريح محبط ومطالب بمراجعته:

في المقابل، رأى بعض المدونين، إحباطًا شديدًا في تصريح الفهيد، لافتين إلى أنَّ “المطلوب أن يستوعب سوق العمل، جميع الشهادات والاختصاصات، فلا يمكن لشاب مبتعث، على وشك مناقشة رسالته، أن يترك كل أعوام اجتهاده، ليعود إلى الوطن، ويتعلم مهنة أو حرفة يستفيد منها”.

ورأى المواطنون أنَّ “الشهادات تعتبر شيئًا مهمًّا في توسيع مدارك الإنسان”، معتبرين أنَّ “كلام الفهيد يقترب من رفض سياسة الدولة، التي تدعو إلى التعليم، بينما يهمّش هو دور الشهادة”.

اعتراض على اقتصاديات المعرفة والتنمية البشرية:

وصنّف آخرون، تصريح الفهيد على أنَّه “اعتراض صريح ضد اقتصاديات المعرفة والتنمية البشرية”، مشيرين إلى أنَّ “الشهادة أساسية كي تستطيع يدك أن تعمل، يعني بكالوريوس هندسة صناعية أو كهربائية ليست بذات أهمية مثلًا، لابد من الشهادة لكي تصل للعلو، قديمًا كانت الخبرة عاملًا لكسب الرزق”.

واعتبر بعض المواطنين تصريح الفهيد، “محاربة لهمم الشباب في اقتناص الفرص للشهادات” (على حدِّ تعبيرهم)، لافتين إلى أنَّ “هذا يعدُّ فكرًا خطيرًا جدًّا على ملايين الطلاب والطالبات في الجامعات والمدارس، ودعوة لكراهية الشهادة”، مؤكّدين أنَّه “لم يكن موفقًا في التصريح، فالمفروض أن يحث الشباب على التحصيل العلمي أولًا ثم يحثهم على المهن الأخرى”.