تسامح ولي العهد يكشف عن تراث سعودي حفظه مسيحيو بريطانيا

السبت ١٠ مارس ٢٠١٨ الساعة ١١:٠٩ مساءً
تسامح ولي العهد يكشف عن تراث سعودي حفظه مسيحيو بريطانيا

لم يكن أحد يتوقع أن يتسبب التسامح التلقائي الذي أبداه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وهو يزور رئيس أساقفة بريطانيا، جاستن ويلبي، في مقر إقامته بلندن، في اكتشاف أمر مهم يختص بالتراث السعودي، وخصوصًا بالنسبة لما يرتبط بمنطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة ، التي تضم المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة (الأراضي المقدسة).

والمدهش أن هذه التراث السعودي، حفظه مسيحيو بريطانيا الذي يمثلون النسبة الأعظم بالطبع من سكان المملكة المتحدة، من خلال كبير أساقفة الكانتربري، كأعلى سلطة دينية في البلاد.

مخطوطة جامعة برمنجهام القرآنية:

المخطوطة التي اطلع عليها ولي العهد، كشفت عنها جامعة برمنجهام البريطانية في 22 يوليو 2015، أي قبل أقل من 3 سنوات، حيث أوضحت نتائج للفحص بالكربون المشع عن مخطوطة قرآنية عمرها أكثر من 1370 عامًا؛ ما يجعلها أقدم نسخة من بعض سور المصحف، حيث تحوي آيات من عدة سور، هي الكهف ومريم وطه، مكتوبة بالخط الحجازي القديم، وهو يمثل تراث المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، التي تضم الأراضي المقدسة بالطبع.

وكانت تلك الصفحات ضمن مجموعة من المخطوطات حصلت عليها مكتبة الجامعة قبل قرن من الزمان، من لدن القس الكلداني العراقي الأصل “ألفونس منجنا”، الذي كان مُولعًا بجمع المخطوطات.

مدلولات الخط الحجازي:

ويصنّف الخط الحجازي كأحد الخطوط العربية، حيث يذكر رواة العرب أنهم أخذوه عن أهل الحيرة والأنبار، وظهر في القرن الثاني الهجري (القرن الثامن الميلادي)، وغالبًا في حقبة تدوين المصحف الشريف في عهد الخلفاء الراشدين وما بعدها قليلًا.

ويعود ظهور الخط الحجازي إلى بداية الأصل الذي اشتق منه الخط العربي، بأنواعه المشهورة المختلفة، رغم أن “الحجازي” غير مستخدم كما ينبغي حاليًّا.

وتعددت آراء الباحثين حول الأصول، وهي في مجملها تتمحور حول مصدري اشتقاق أساسيين، الأول: تبناه مؤرخو العرب ويقول إنه مشتق من الخط المسند، الذي عُرف منه أربعة أنواع هي الخط الصفوي نسبة إلى صفا، والخط الثمودي نسبة إلى ثمود سكان الحِجْر، والخط اللحياني نسبة إلى لحيان، والخط السبئي أو الحميري الذي وصل من اليمن إلى الحيرة ثم الأنبار، ومنها إلى الحجاز وظهور النموذج الحجازي.

زيادة المسلمين في بريطانيا:

يُشار إلى أن آخر إحصائية لأعداد المسلمين في بريطانيا، بحسب صحيفة “الجارديان” في منتصف العام الماضي، ارتفعت نسبة المسلمين في العاصمة البريطانية لندن إلى 13%، من عدد سكان يصل إلى 8 ملايين نسمة، بينما تأتي نسبة المسلمين في بريطانيا عمومًا إلى 4%، أي نحو 3 ملايين مسلم.