الخميس ٨ مارس ٢٠١٨ الساعة ١٠:٥٧ مساءً
سواليف حريم

‫نحن لا نعيش وفقاً لمعتقداتنا الفردية فقط بل هناك معتقدات عائلية واجتماعية لها تأثير علينا، وهناك آراء وقناعات تنتقل من جيل لآخر ومن فرد لآخر.

عبارات ورثناها وصدقناها..

“المرأة لا تحفظ السر”!

“المرأة لا تعرف الاتجاهات والأماكن الجغرافية”!

“سواليف حريم” أي أنها تافهة ولا قيمة لها!!

 

اعتقاد وقناعه لم تخلقها المرأة ولكن أثرت عليها ورسخت بذهنها وصدقتها بناء على رأي لم تختره هي!!

هناك عدد كبير من السيدات يحملن عقلية راجحة واثقة لا تخشى التغيير وتعتبر تصحيح المفاهيم هو الواجب عليها، بل جزء من حقوقها وانتصار لجنسها،

ولو عدنا قليلاً لتاريخ المرأة العربية لننظر كيف استطاعت المرأة عبر التاريخ أن تكون صرحًا ومنارة تذكر وتنير للنساء طريقًا يهتدين به، فكانت الشاعرة والأديبة والملكة والحاكمة وكانت أيضًا المحاربة والحكيمة، وقد ذكرت لنا كتب التاريخ نساء لا تزال شهرتهن تُذكر إلی يومنا هذا، وإن أردت أن تتعرف على أشهر النساء في التاريخ فما عليك إلا أن تتصفح في كتاب “أشهر النساء” للكاتب “عمر رضا كحالة” الذي حدثنا عن نساء شهيرات وقد وصل عددهن إلی 2600 امرأة.

منهن الملكة بلقيس كانت تُعَد سيدة نساء عصرها، وحكيمة حكماء زمانها.

وتلك المرأة ذات النظر الثاقب الذي منحها حكمةً وقدرةً خارقةً علی سرعة البديهة “زرقاء اليمامة”، ويُذكر في إحدی الروايات أن “حسان بن تبع” قد غزا قومها، فاستطاعت أن تری جيشه قادماً علی مسيرة ثلاثة أيام، فأخبرت قومها فسمع لها القوم بذلك الوقت ..

وغيرهما الكثير من السيدات التي عرفت قدرها وقيمة شأنها وكلمتها ولم تستصغر رأياً لها أو كلمة حتى أمام الرجال، إن الله لم يخلقكِ عبثاً ولم يعطكِ هذه الروح لتحتقريها! قال الله تعالى في سورة البقرة: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.

لم يخصص الله سبحانه أن الحكمة لجنس من خلقه في الآية الكريمة ولم يستثن أي فئة عمرية أو مستوى تعليمي، ويأتي متطفل جاهل يحدد لكِ مستوى عقليتك وترضين بها!

بشريتك لها شأن عند الله قبل العباد ارفعي مستوى تفكيرك وقناعتك عزيزتي يتغير سلوكك وترتفع قيمتك.