علماء اليمن: الدورات الطائفية خطة خطيرة تستهدف تغيير عقيدة الشعب

الأربعاء ١٤ مارس ٢٠١٨ الساعة ١١:٣١ مساءً
علماء اليمن: الدورات الطائفية خطة خطيرة تستهدف تغيير عقيدة الشعب

حذّر علماء اليمن من أن الحرب الفكرية أشد وأبقى أثرًا من الحرب العسكرية، وأن التغييرات الكبرى التي شهدها العالم إنما كانت ثمارًا للتغييرات الفكرية.

وأكد علماء اليمن أن التغييرات الطائفية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الإيرانية خطة خطيرة، وهي تستهدف تغيير هوية وعقيدة الشعب اليمني.

وأوضح العلماء، في تصريحات وفقًا لمجلة “المنبر اليمني” تعليقًا على ما تقوم به ميليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية من دورات طائفية لموظفي الدولة في كل الوزارات وكافة قطاعات الدولة في كل المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها، وهي محافظات ذات كثافة سكانية، وهي تستغل تلك الكثافة العددية في استقطاب الأنصار عبر تلك الدورات العقائدية لإيجاد بيئة شعبية حاضنة لهم، لتشكل عمقًا إستراتيجيًّا لفكرة ولاية الفقيه كامتداد لسلطة الدولة الخمينية في جنوب الجزيرة العربية.

وتتضمن الدورات الحوثية دروسًا مكثفة من ملازم الهالك حسين الحوثي، وتتضمن تلك الدروس والمحاضرات مفاهيم تتوافق مع النهج الإيراني في العقيدة والمذهب.

وذكرت مصادر إعلامية أن المتلقي يخضع لتعبئة طائفية مستمرة لأكثر من 10 أيام في أماكن مغلقة ومعدة خصيصًا لنفس الغرض مع منع اتصاله بالعالم الخارجي.

وقال نائب رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ أحمد المعلم: إن الحرب الفكرية أشد وأبقى أثرًا من الحرب العسكرية، ومدللًا على ذلك أن التغييرات الكبرى التي شهدها العالم إنما كانت ثمارًا للتغييرات الفكرية وهذا ما كنا نحذر منه منذ زمن طويل.

وحذر الشيخ المعلم من هذه الخطط الرامية لتغيير قناعات وعقائد اليمنيين، ووصفها بالعمل الخطير، مؤكدًا أن خطورتها تكمن في أنه يبقى أثره، وإن هزموا عسكريًّا، مبينًا أن العلاج لهذه الخطط الخبيثة يكمن في سرعة الحسم العسكري، وإيقاف الميليشيا الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران عند حدودهم وحصر فكرهم الخبيث في نطاقهم الضيق والعمل الجاد لإبراء المجتمع اليمني من فيروساته المدمرة إلى الأبد.

ومن جهته، أوضح الشيخ جمال غندل عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي الطائفية من عقد دورات مكثفة لكافة موظفي قطاعات الدولة من مدنيين وعسكريين هو أمر متوقع من تلك الميليشيات الطائفية.

وأكد غندل أن تلك الميليشيا الانقلابية تسعى لغرس عقائدها في قلوب اليمنيين، مشيرًا إلى أن هذه الخطط لم تكن وليدة الساعة بل بدأ بشكل رسمي منذ سيطرتها على مقدرات الدولة في اليوم المشؤوم 21 سبتمبر 2014م.

وكشف الشيخ غندل عن اختطافات ميليشيا الحوثي الإيرانية للموظفين بشكل قسري وأخذهم إلى أماكن مجهولة، وعزلهم عن العالم الخارجي بسحب جوالاتهم، ومنعهم من التواصل بأي شخص حتى أهلهم في فترات تتراوح من أسبوعين لشهر؛ يتم فيها غسل أدمغة الضحايا، واستخدام كافة وسائل الإضلال، بما في ذلك السحر للسيطرة التامة على عقول ضحاياهم.

وشدد الشيخ جمال غندل أن هذا العمل بحد ذاته إجرام في حق اليمنيين؛ كونه يستهدف عقيدتهم فيغير بموجبه البنية الديمغرافية للأرض والإنسان اليمني.

ودعا الشيخ جمال غندل الحكومة الشرعية والتحالف العربي إلى سرعة حسم المعركة؛ مبينًا أن ضريبة التأخير في الحسم نفقد في مقابله آلاف اليمنيين فكرًا وعقيدة وإنسانًا، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها اليمانيون، محذرًا من أن ميليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة من إيران تستفيد من الوقت في تغيير البنية الديمغرافية للمنطقة بشكل أسرع لتصير ضمن نفوذ المشروع الفارسي الصفوي الذي يسعى لابتلاع الجزيرة العربية.

ومن جانبه، بيّن الشيخ جمال السقاف عضو رابطة علماء عدن أن ميليشيا الانقلاب الحوثية الإيرانية بعد أن تأكد لهم أنهم إلى زوال سارعوا وسابقوا الزمن في تجريف أهم مقوم لنهضة الأمم، وهو التعليم، فسعوا لتغيير المناهج، غير آبهين ولا مكترثين لفداحة ما يصنعون.

وأكد الشيخ السقاف أن الحوثيين أدركوا أن المعركة المسلحة ستنتهي بخسارتهم لا محالة، فعمدوا لمعركة العلم والوعي، فحرفوه وزيفوه، ليخدم مذهبهم وطائفتهم وعقيدتهم.

وأشار الشيخ السقاف إلى أنه ما زال في الوقت متسع، لردع هذه الفئة الضالة، موضحًا أن الحسم العسكري، وحده، هو الحل الأكيد لهذه المعضلة، وهذا التجريف، وبدونه سيكون الخطر على الجميع حكومة وتحالفًا وشعبًا وسيتجاوز حدوده، إلى الخليج العربي برمته.