بالصور.. 22 ألف زائر لأيام الشارقة التراثية في 6 أيام

السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨ الساعة ١٠:٥٤ مساءً
بالصور.. 22 ألف زائر لأيام الشارقة التراثية في 6 أيام

تجاوز عدد زوار أيام الشارقة التراثية في الأيام الستة الأولى منها 22 ألف زائرًا، من عشاق ومحبي التراث، حرصوا على متابعة مختلف فعاليات الأيام، وتفاعلوا معها، حيث شكلت لهم آلية مهمة للتعرف على مختلف عناصر ومكونات التراث المحلي والخليجي والعربي والعالمي، فالأيام محطة وعنوان للتراث من مختلف بلدان العالم، فهي تظاهرة ثقافية تراثية يسعى إليها الجميع بشغف ومحبة.

كما شهدت الأيام ثاني افتتاح خارج قلب الشارقة، حيث افتتحت أمس الجمعة، فعاليات الأيام في مدينة كلباء بالمنطقة الشرقية، بحضور الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب الحاكم بمدينة كلباء، وجمع غفير من أهالي وسكان المنطقة الشرقية.

وتتواصل بقية الأنشطة والبرامج في الأيام، حيث المحاضرات والمقاهي الثقافية وبقية الفعاليات التي يقبل عليها زوار الأيام بحيوية لافتة.

افتتاح الأيام في كلباء بمشاركة 26 جهة و88 ركنًا:

وافتتح الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب الحاكم بمدينة كلباء، فعاليات الأيام في القرية التراثية في كلباء، بحضور عدد من أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسالم النقبي، عضو المجلس التنفيذي رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة بحكومة الشارقة، ومحمد عبدالله الزعابي، رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء، ومدير بلدية كلباء المهندس خلفان الذباحي، وصقر محمد، رئيس لجنة افتتاحات المناطق الوسطى والشرقية والحمرية، وبدر الشحي، المنسق العام للأيام، ومحمد خميس، مدير معهد الشارقة للتراث بالإنابة، بالإضافة إلى مديري الدوائر والمؤسسات بكلباء.

وتضمنت القرية 88 ركنًا ومشاركة 26 جهة، بالإضافة إلى جناح نادي سيدات كلباء ومعهد التراث.

وجسدت القرية التراثية أقدم المحامل (سفن، شحن، غوص، وغيرها)، والحرفيين والحرف التقليدية في كلباء، مثل صناعة المطارح، السفن، والأدوات البحرية قديمًا، وأنواع أدوات الصيد، كما كانت البيئة الزراعية حاضرة في القرية التراثية من خلال تلك الآلات المستخدمة وطرق الري والنباتات والصحراوية التي تعرض الحياة البدوية وتجسد طريقة المعيشة والحيوانات الصحراوية.

وأكد المهندس خلفان الذباحي، المشرف العام للقرية التراثية، مدير بلدية مدينة كلباء، أن أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ16 تحت شعار بالتراث نسمو، تعتبر حدثًا حيويًّا في التراث الثقافي الإماراتي، وبدورنا وتوافقًا مع رؤى إمارة الشارقة وقيادتها الرشيدة، نسهم في تعزيز هذه الأيام بتقديم جميع المتطلبات التي تلبي الرغبات كافة، بكل ما هو أصيل للمحافظة على تراثنا العريق.

وأضاف، أن الاهتمام بالتراث الثقافي أصبح هدفًا وطنيًّا وإنسانيًّا على كل الصعد، حيث تجسد هذه الأيام معاني التراث بأبهى صوره، من خلال تمثيل البيئات الإماراتية بنماذج مطابقة لأصلها الطبيعي عن التراث الإماراتي، لبناء جيل متميز يتمتع بالقدرة على الإبداع وتذوق الفنون التراثية المختلفة.

22 ألف زائر لأيام الشارقة التراثية:

وتوافدت أعداد كبيرة من مختلف الفئات والأعمار على أيام الشارقة التراثية بنسختها الحالية، من مختلف الفئات المجتمعية العشاق للتراث ومنتجاته، إضافة إلى محبي المأكولات الشعبية الذي لهم حصة كبيرة من الأيام، فضلًا عن المهتمين بالثقافة والفكر ممن لديهم متسع من الوقت لمتابعة الندوات والمحاضرات التي تُعقد في مقهى الأيام، والطفل صاحب النصيب الأكبر في فعاليات الأيام، حيث قرية الطفل التي يجد فيها الطفل وعائلته كل ما يشبع رغباته المعرفية والترفيهية، وغيرهم من الراغبين في التعرف إلى البيئات المتنوعة والفعاليات المصاحبة.

وعلى مدار الأسبوع الأول من أيام الشارقة التراثية في نسختها الـ16 زار الأيام نحو 22 ألف زائر من داخل الدولة وخارجها، ومعظمهم كرر الزيارة، لأن زيارة واحدة لا تكفي لتلك الرحلة في ربوع التاريخ وعبق الماضي. ووضعت أيام الشارقة التراثية ضمن أجندتها في هذه النسخة جذب أكبر عدد من الأسر المنتجة من خلال إقامة أجنحة لهم يمكن من خلاله عرض كافة المنتجات والمشغولات الخاصة بهم، خاصة المتعلقة بالتراث والمأكولات الشعبية التي تناسب أذواق جميع الزوار، حيث شهدت إقبالًا مميزًا ولافتًا لما وفرتها من منتجات متنوعة تناسب جميع الفئات والأذواق.

ويشارك في الأيام أكثر من 94 محلًّا لبيع المأكولات والبضائع والأطعمة العالمية والتاجر الصغير، ومشاركات من خارج الدولة، من خلال الجناح الخاص بهم في ساحة التراث التي توزعت على ضفافه المتنوعة ومعظمها تركز في وسط ساحتها، حيث تقوم بإعداد العديد من الأغذية وأنواع الطعام والمنتجات التي تعتمد في صناعتها على المهارة اليدوية والبيتية والتميز في تحضيرها.

تحرص الأيام على أن تكون الأسعار مناسبة للجميع حتى يستطيع الزوار الاستمتاع بالتراث والفعاليات المصاحبة خلال زيارتهم لمختلف الأجنحة المشاركة، إضافة إلى أن عددًا كبيرًا من الأسر المنتجة حرصوا على أن تكون هذه المنتجات والأطعمة متميزة بأشكال وأحجام وأنواع مختلفة تناسب أذواق الزائرين لأيام الشارقة التراثية، الذين يشترون هذه المنتجات كنوع من التذوق، فضلًا عن أسعار المأكولات تعد منخفضة بالنسبة للأسعار العامة في المطاعم.

وتتواجد المشاركات الإماراتيات ومن مختلف الجنسيات العربية على امتداد ساحات الأيام، حيث يصنعن كافة أنواع المأكولات الشعبية، ويقمن بالتعريف بها، إسهامًا في الترويج للتراث الإماراتي، ولأنواع الأطعمة العربية التي أحبها الأجداد وما زال يحبها الأجيال الحالية.

وقالت شهد العسل، إحدى بائعات المأكولات الشعبية في الجناح: إن المشاركة في فعاليات الأيام ليست الأولى، حيث تعمل في كل دورة على صناعة الكثير من المنتجات الشعبية، مثل اللقيمات والهريس والجريس والسخونة والسمبوسة، وكلها أكلات شعبية إماراتية خالصة تقدمها للزوار بأسعار مناسبة.

وأوضحت أن مشاركتها في مشروع الأسر المنتجة ضمن فعاليات الأيام مثمرة، ففائدتها بجانب العائد المادي الذي حققته، تعريف الكثير من الزوار، خاصة من الدول الأخرى بتراث الإمارات والأكلات الشعبية التي كان أهل الإمارات ولا يحرصون على تناولها في كل وقت رغم ظهور العديد من الأشكال المختلفة للطعام.

ولفتت إحدى الإماراتيات المشاركات في المشغولات اليدوية إلى أنها تبيع المشغولات اليدوية المختلفة مثل منتجات السعف والمشب والمجفة، والمخمات وكلها أشياء تراثية، إن هذه المنتجات تصنع من الخوص، وكلها بأسعار جيدة ومنخفضة لأنها صناعة يدوية، والإقبال عليها كبير جدًّا خلال فعاليات أيام الشارقة التراثية، ما يشجع على تصنيع الكثير من الأشكال التراثية من سعف النخيل.

المقهى الثقافي يستعرض “أثر البيئة في الأمثال الشعبية”:

وتحدث الباحث في التراث، فهد المعمري، عن البيئة وأثرها في الأمثال الشعبية الإماراتية، في محاضرة بالمقهى الثقافي في أيام الشارقة التراثية، حيث سلط الضوء على البيئات الإماراتية الثلاثة، البحرية والبرية والجبلية، وكيف أثرت تلك البيئات في صياغة الأمثال الشعبية، ولفت إلى أن المثل يختلف عن الحكمة، مع أنهما يشتركان في النثر وقلة عدد الكلمات، لكن لكل منهما معنى ودلالة، فالحكمة تتعلق بنتيجة معينة، أما المثل فمضمون المعنى.

وأشار إلى أن دولة الإمارات اهتمت بالمثل الشعبي وتوثيقه ودراسته، وتحدث عن أهمية المثل الشعبي في نفوس الإماراتيين وكيف يحرصون عليها، كما تناول شواهد شعرية عن أهمية المثل وكيف ارتبط الشعر بالمثل الشعبي، فهناك أمثال خاصة برحلة الصيد، وأخرى لطاقم الرحلة، وغيرها أمثال خاصة بالصحراء، وهكذا، حيث تناسب تلك الأمثال البيئة المحددة وترتبط بها فالبيئة هي الأساس في المثل الشعبي. ولفت إلى أن لدى الإمارات رصيدًا كبيرًا من الأمثال الشعبية، ما زالت حاضرة ولها دورها وأهميتها ومكانتها في المجتمع الإماراتي.

آداب المجلس في محاضرة:

كما تحدث الباحث في التراث، عبدالله الهامور، عن المجلس العربي وآدابه وأنواعه، وأهداف المجلس، والجلسات الموجودة في المجالس وأنواعها، وذلك في مجلس الخبراء في مركز التراث العربي بأيام الشارقة التراثية.

ولفت إلى أنه قد لا يفرّق بعض الناس بين المجلس والجلسة، فالمجلس له شروطه ودوره ومكانته، وكذلك الجلسات، وللمجلس وفقًا للهامور أنواع ومسميات عدة، منها المبرزة والحظيرة والمجلس والمختصر، وهو مجلس الخبراء أو الحكام، وهو مجلس محدود وعبارة عن غرفة صغيرة غالبًا تكون بجانب المجلس يحضرها شخص معين، وللجلسات مسميات عديدة أيضًا، ولكل جلسة دور ووظيفة وخصوصية وصفة تختلف عن غيرها من الجلسات، ومن أنواع الجلسات مثلًا، البرزة، فالبرزة، من البروز، بمعنى يحضرها أحد الأعيان أو الشخصيات المهمة، وتطرق الهامور إلى آداب المجلس، وهي عناوين مهمة تعتبر ضرورة يجب أن يتحلى بها كل من يحضر المجلس، تتجاوز 125 عنوانًا، من بينها طريقة السلام، وكيف يدخل الشخص إلى المجلس، وكيف يتحدث، ومتى يتحدث، وعدم مقاطعته للشخص الذي يتكلم، وضرورة خلع النعال عند الدخول للمجلس، وعدم الاستحواذ على الجلسة بالكلام، وعدم التثاؤب، وعدم الإكثار من الضحك، أو الشكوى والتذمر، ولا داعي لرفع الصوت أكثر مما ينبغي أثناء الكلام، وغيرها الكثير.

وقال: “لا بيت عربيًّا من دون المجلس، فكل البيوت فيها مجلس، وهو عنوان أهل البيت، حيث يمكن للمرء أن يعرف شخصية أهل البيت من خلال المجلس، فهو واجهة أهل البيت. وأكد أن المجالس كانت وما زالت مصدر الأخلاق والمعرفة، فالمجالس تعلم وتؤدب وتحرص على ديمومة الأخلاق، بمعنى أن المجلس ليس بناء فقط، بل مضمونه الأخلاق والأدب”.

“أي تراث” جناح يعرض التراث بتقنيات متطورة:

ويعتبر التراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، وهو علم يدرس الآن في الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية، ولذلك اهتمت أيام الشارقة التراثية بوجود مركز يواكب التطورات الموجودة على مستوى العالم من خلال توفير جناح يحمل اسم “أي تراث” الذي يعرض لزوار الأيام التراث والفعاليات التراثية في الشارقة بتقنية ثلاثية الأبعاد المتطورة.

وصمم “أي تراث” في هذه النسخة ليكون أيقونة تقنية تعرض للزائر التراث الشعبي بصورة حضارية وعصرية، ويأخذ الزائر إليه في رحلة واسعة في عالم التراث الإماراتي، فضلًا عن أنه يوفر أيقونات متنوعة تعرض فعاليات الشارقة السنوية مثل ملتقى الراوي وجائزة الشارقة التراثية، وأسابيع التراث، وحق الليلة النصف من شعبان، وملتقى الشارقة للحرف التقليدية، ومكتبة الموروث وغيرها من الأنشطة.

وفي “أي تراث” تم توفير منصة خاصة لموقع معهد الشارقة للتراث بحلته الجديدة، حيث من خلاله يتمكن الزائر من مشاهدة جميع برامج المعهد الشهرية والسنوية، وحتى تصفح المنشورات والمجلات الصادرة عن المعهد، بالإضافة إلى أن هذه المنصة تقوم باستخدام تقنية الجيل الرابع بعرض محتويات متحف التراث العربي، ومحتوياته من مقتنيات تراثية، فضلًا عن أنه يعمل على الرد على تساؤلات الزوار من خلال خاصية البحث المتقدمة الموجودة فيه.

و”أي تراث” يعطي أيضًا نبذة عن معهد الشارقة للتراث وتاريخ تأسيسه وأهدافه ورؤيته، ورسالته التي تهدف إلى نقل التراث بصورة حضارية للأجيال، بالإضافة إلى قيم المعهد التي قام عليها، مثل ممارسة التفكير العلمي ودعم قيم التعددية والحوار والتسامح.

كما وفر “أي تراث” للأطفال ألعاب متطورة يتم مشاهدتها بتقنية ثلاثية الأبعاد، حيث لاقت إقبالًا كبيرًا ولافت من قبل الصغار، كونها تدخل الفرح السرور إلى قلوبهم، إضافة إلى أنهم وفروا في “أي تراث” شباب لشرح توظيف التقنيات المتطورة في التراث؛ وذلك لتشجيع الصغار والشباب على التمسك بالتراث والعادات والتقاليد، وتعزيز مشاركتهم في الأنشطة التراثية في المستقبل.

توقيع كتاب “سيميائية السيرة الهلالية”:

وشهدت أيام الشارقة التراثية ضمن فعاليات المقهى الثقافي حفل توقيع الجزء الأول من كتاب “سيميائية السيرة الهلالية”، لمؤلفه الدكتور محمد حسن عبدالحافظ، الذي يعتبر حصيلة ربع قرن في رحلة البحث والاستقصاء للسيرة الهلالية حتى تمكن من إخراج هذا العمل للنور.

وقال الدكتور محمد حسن عبدالحافظ: إن جدارة المقاربة السيميائية لموضوع “السيرة الهلالية” تكمن فيما توفره السيميائيات من إمكانات لتتبع الأنساق الدلالية والطبيعية والاجتماعية اللغوية وغير اللغوية التي ينطوي عليها الخطاب السردي للسيرة الهلالية بأطرافه الرئيسة من حيث المؤدي والمُرسِل وحامل الإشارة، والرواية والرسالة والمُرْسلة، والجمهور المستقبل والمتلقي، بالإضافة إلى الإفادة من أدوات ما يعرف بسيميائية الاتصال في بحث موضوعين: الأول: التمثيل الرمزي لحقب من التاريخ الاجتماعي (الشفهي) في مجتمع البحث (بعض قرى محافظة سوهاج). أما الثاني، فيبحث في أفق تلقي السيرة الهلالية، عبر رصد حزمة متنوعة من الإشارات السيميائية المضمنة في عدد من الوقائع الأدائية والفرجوية التي عوينت خلال سنوات الجمع الميداني لروايات السيرة الهلالية.

وبين أنه لا تعدو هذه المقاربة السيميائية للسيرة الهلالية أن تكون خطوة في هذه الطريق الطويلة المتشعبة، كطريق الهلالية نخطوها بشجاعة صوب باب الاجتهاد في السيرة، سؤالًا وباحثًا واكتشافًا وتحليلًا، ليواصل فتحه جيل جديد من الباحثين برؤى جديدة ونظرة مختلفة بجيلا عن إعلان نهاية السيرة.