في يوم الصحة العالمي.. الحياة الفطرية ترفع شعار التغطية الصحية للجميع

السبت ٧ أبريل ٢٠١٨ الساعة ٦:١٦ مساءً
في يوم الصحة العالمي.. الحياة الفطرية ترفع شعار التغطية الصحية للجميع

تشارك الهيئة السعودية للحياة الفطرية في الاحتفال بيوم الصحة العالمي 2018 والذي يوافق هذا اليوم السابع من أبريل تحت شعار (التغطية الصحية الشاملة: للجميع وفي كل مكان) حيث يبرز هذا الشعار العلاقة المباشرة بين صحة الإنسان ورفاهيته والمحافظة على التنوع البيولوجي بكافة عناصره فمن الضروري أن يأخذ بالاعتبار أن صحة الإنسان ورفاهيته تعتمد بشكل مباشر وغير مباشر على الهواء النظيف، والمياه العذبة، والدواء، والغذاء، ومصادر الوقود.

وتعتبر خدمات النظام البيئي هذه هامة لصحة جيدة للإنسان ولحياة رغدة ومنتجة وتعتمد على التنوع البيولوجي. فيمكن ربط العديد من التحديات الصحية العالمية، مثل الأمراض المعدية وغير المعدية، وسوء التغذية بانخفاض التنوع البيولوجي وتدهور خدمات النظم الإيكولوجية. فعلى سبيل المثال هناك ربط واضح بين إزالة الغابات والغطاء النباتي بمجموعة من المشكلات الصحية. حيث بينت إحدى الدراسات في آسيا إلى أن هناك علاقة طردية بين نسبة فقدان الغابات والزيادة في حالات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة. وفي ذات الوقت ارتبطت زيادة بنسبة 10 في المائة في تغطية المناطق المحمية بانخفاض قدره 3.5 في المائة في الإسهال لدى الأطفال.

وبهذه المناسبة أكد نائب رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، د. هاني بن محمد علي تطواني على الترابط الوثيق بين أمن الصحة والأمن الغذائي بالتنوع البيولوجي وصحة أنظمتنا البيئية للدور الحاسم والمصيري الذي يلعبه التنوع البيولوجي في تغذية الإنسان من خلال دوره في إنتاج الغذاء، لأن صون التنوع البيولوجي يضمن بمشيئة الله تعالى الإنتاجية المستدامة للتربة ويوفر الموارد الجينية للمحاصيل، والأنواع غير المحصولية الفطرية، والثروة الحيوانية والكائنات البحرية والثروة السمكية بأنواعها التي يتم حصادها للغذاء.

ويعتبر الوصول إلى الاكتفاء من مجموعة متنوعة من الأغذية من العوامل الأساسية المحددة للصحة، بحيث لا يعاني السكان من سوء التغذية أو السمنة. وقد تأكد ذلك من خلال التقرير المشترك بين اتفاقية التنوع البيولوجي ومنظمة الصحة العالمية الذي صدر في عام 2015 بعنوان “ربط الأولويات العالمية: التنوع البيولوجي والصحة البشرية”، والذي يشير إلى أن تنوع الأنواع، والأصناف والسلالات وكذلك الأغذية الفطرية والمصادر الطبية (الأسماك والنباتات ولحوم حيوانات الفطرية والحشرات والفطريات) يدعم التنوع الغذائي والتغذية الجيدة والصحة لدى الإنسان. فالتنوع البيولوجي النباتي، على سبيل المثال، هو أكبر مصدر وحيد للأدوية الطبيعية. على الصعيد العالمي، يتم استخدام ما يقدر بـ 60،000 نوع فطري لما لها من خواص طبية وغذائية وعطرية. ففي العديد من دول العالم التي تحتفل هذا اليوم بهذه المناسبة السنوية، وخاصة الدول النامية، يشكل الطب التقليدي جزءاً لا يتجزأ من نظام تقديم الرعاية الصحية.

وأضاف تطواني أنه تبرز مدى أهمية النباتات بالنسبة لصحتنا من خلال دراسة أجريت مؤخرا في أمريكا الجنوبية حددت ما يقارب 258 استخداماً الطب التقليدي، لعلاج ما مجموعه 13حالة مرضية تعتمد على ما يقرب من 100 نوع من النباتات المحلية (وغير المدخلة). وتشير التقديرات إلى أن حوالي 80 % من سكان العالم من البلدان النامية يعتمدون بشكل أساسي على الأدوية التقليدية المشتقة من النباتات الفطرية. فلذلك عندما نفقد الأنواع النباتية الفطرية نفقد الفرصة لاكتشاف الأدوية المحتملة في المستقبل. وتتسم الممارسات الزراعية المستدامة بأهمية خاصة في ضوء تغير المناخ. فلتغير المناخ أثر جلي على جودة الغذاء وسلامته ويزيد من تأثر الأفراد والأسر الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ولسوء الحظ، فإن فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ يعزز كل منهما الآخر، حيث يؤدي فقدان التنوع البيولوجي إلى تعجيل تغير المناخ، والذي بدوره يهدد التنوع البيولوجي. ولتجسير هذه الفجوة وكسر هذه الدورة، يمكن لإجراءات صون التنوع البيولوجي والمحافظة على الحياة الفطرية والإدارة الحكيمة والمستدامة للموارد واستعادة النظم البيئية كجزء من استراتيجية محكمة وشاملة أن يساعد الناس على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ.

وأشار الدكتور تطواني إلى أن الهيئة السعودية للحياة الفطرية بوصفها الجهة المسؤولة نظاماً على صيانة التنوع البيولوجي في المملكة قد أعدت استراتيجية وطنية شاملة للمحافظة على التنوع البيولوجي بمشاركة العديد من الجهات ذات العلاقة في المملكة من عدة سنوات ويعكف المختصون حالياً في الهيئة بمراجعتها وتحديثها.

كما تسهم الإدارة الحكيمة للبيئات والموائل المتنوعة في الحد من مخاطر الكوارث وتعزيز قدرة المجتمعات على التكيف مع جميع الأحداث الطبيعية والناشئة نتيجة للأنشطة البشرية، وقد تأكدت هذه النتائج وغيرها في التقرير المشار إليه أعلاه والذي تقوده بشكل مشترك اتفاقية التنوع البيولوجي ومنظمة الصحة العالمية. والذي ستتم مناقشة نتائجه في اجتماعات الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية في شهر مايو المقبل.