كيف يساهم الترفيه في إعادة أموال تعادل 12% من إنفاق الحكومة؟

الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٨ الساعة ٤:٥١ مساءً
كيف يساهم الترفيه في إعادة أموال تعادل 12% من إنفاق الحكومة؟

لم تكمل هيئة الترفيه عامين منذ إنشائها، حيث تتبقى بضعة أيام بالتقويم الميلادي أو الهجري، حيث تم إنشاؤها بأمر ملكي في 7 مايو 2016 (30 رجب 1437هـ).

وخلال هذا الوقت القصير، أسهمت هذه الهيئة الحكومية في إحداث تغيير ملحوظ في الكثير من عادات المجتمع السعودي، الذي يميل في غالبه إلى الجنوح نحو العادات المحافظة. إلا أن جلب فعاليات متنوعة تثري رغبات العائلات وتثير اهتمامات الأفراد الشباب، بدأت تغيّر في خارطة الحركة السياحية للعائلة السعودية والفرد، من خلال البحث السهل نحو السفر إلى الخارج (نقاط الخليج الأقرب، أو بعض المواقع العربية أو الآسيوية أو الأوروبية أو في أقصى الأميركتين).

أول روزنامة فعاليات رسمية أطلقتها هيئة الترفيه، كانت في العام الماضي بتاريخي 7 فبراير 2017، ولعلها تمكنت من إحداث دهشة في الداخل والخارج من خلال إحداث حراك نوعي في الفعاليات المتنوعة، جذب اهتمام التيارات الثقافية والدينية في البلاد. ولأن إحصائية مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) عن حركة السياحة السعودية إلى الخارج لعام 2017 لم تصدر بعد، فمن الممكن أن يكون هناك تأثير لروزنامة الترفيه في تخفيضها، بعد أن وصلت في عام 2016 إلى معادلة نسبة 12% من إجمالي الإنفاق الحكومي بميزانية ذلك العام!

كيفية خروج 99 مليار ريال للخارج:

أنفق السعوديون على السياحة الخارجية في عام 2016 نحو 99 مليار ريال تقريباً (98.8 مليار تحديداً)، وهو ما يعادل نحو 12% من إجمالي الإنفاق الحكومي في ميزانية نفس العام، والذي بلغ نحو 830.5 مليار ريال. وخلال 10 سنوات من 2007 إلى 2016، أنفقت السعودية على سياحة الخارج أكثر من نصف تريليون ريال (580.7 مليار ريال)، تمثل نحو 7% من الإنفاق الحكومي لتلك السنوات العشر، حيث بلغ 8.66 تريليون ريال.

الإنفاق في 2016 على السياحة الخارجية كان هو الأعلى بين السنوات الثلاث التي تسبقه، ولعل إطلاق هيئة الترفيه في منتصف ذلك العام تحديداً جاء مبرراً للعمل نحو إعادة نسبة بارزة من هذه الأموال “الطائرة”، إذا صح الافتراض، إلى البلاد، حتى يأتي اليوم الذي تتحول فيه رغبة السفر إلى الخارج في نطاقات محدودة لأغراض التعليم والتدريب والسياحة العلمية، وليس التسويقية والترفيهية.

ولنا أن نفهم أن 54% من الإنفاق في السياحة الخارجية لعام 2016، يأتي في فئة “العطلات والتسوق”، أي ما يختص بإطار نشاط هيئة الترفيه غالباً، كما أن أكبر وجهات السعودية تختص بدول الخليج من خلال 11.3 مليون رحلة جوية أو برية.

فوائد قمة لوس أنجلوس:

انطلاقاً من أهداف رؤية السعودية 2030، تشهد مدينة لوس أنجلوس الأميركية على هامش زيارة ولي العهد للولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، قمة سعودية أميركية للترفيه بعنوان “مستقبل الترفيه في المملكة، من أجل إحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الاقتصادي الجديد والمهم.

هذه القمة لها فوائدها المنتظرة في تحقيق أهداف “الترفيه” في كسر الإنفاق المهول للسياحة السعودية بالخارج، من خلال جذب المستثمرين لتطوير القطاع والنهوض به؛ ما يفيد مستقبلاً في الإبقاء على أكبر نسبة من السعوديين في عطلات داخلية، وجذب سياح من الخارج إلى الفعاليات والآثار والمناطق السياحية السعودية الجديدة، بخلاف السياحة الدينية التي تتنامى أرقامها من خلال العمرة المفتوحة طيلة العام، ما عدا في فترة ميقات الحج.

والأهم أن القمة تشهد حضور وزراء ومسؤولين حكوميين من الطرفين السعودي والأميركي، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة بارزة من الرواد ورؤساء الشركات في مجال الترفيه بالبلدين، في حلقات نقاش لإثراء أهداف القمة استثمارياً.

أهداف الـ 5500 فعالية:

بدأت 56 مدينة في السعودية تنفيذ روزنامة الترفيه لعام 2018، التي أطلقت قبل نحو 50 يوماً من الآن (منتصف فبراير الماضي). هذه الروزنامة المعلنة، تحتوي على 5500 فعالية بها قدر عالٍ من تنوُّع المحتوى ما بين محلي وعربي وعالمي.

يحق لأي شخص أن يتساءل ما فائدة إطلاق مثل هذا الكم الهائل من الفعاليات خلال عام واحد؟

الإجابة ذكرتها هيئة الترفيه نفسها، من خلال إيضاحها لتوفير خياراتها لمختلف شرائح المجتمع في مختلف المناطق، حيث حددتها عبر ثلاث محاور:

  • خلق فرص ترفيهية شاملة ومتنوعة تتماشى مع المعايير العالمية وإتاحتها في جميع أنحاء المملكة.
  • توفير خيارات تلائم كافة شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين وتناسب مستويات الدخل المختلفة.
  • تعزيز الروابط الاجتماعية من خلال توفير فرص للعائلات والأصدقاء لمشاركة أوقاتهم الممتعة.

لا شك أن هذه الفعاليات التي تبلغ 5500 فعالية، سيكون لها دورها في تحقيق أهداف دعم الاقتصاد السعودي، من خلال المساهمة في تنويع مصادره والمساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في قطاع الترفيه.

ولعل روزنامة “الترفيه” بإجازة منتصف العام الدراسي في يناير الماضي تحت عنوان “لا تفكر تسافر”، نجحت في استقطات أكثر من 3 ملايين زائر خلال 10 أيام فقط، أي قرابة نصف الزائرين لفعاليات 2017 بأكملها (8 ملايين زائر)؛ ما يشير إلى أن 2018 سيبدأ في صناعة التحولات المطلوبة من خلال أدوار هيئة الترفيه.