مراسلات تكشف.. قطر دفعت 275 مليون دولار لإرهابيين بسبب رحلة صيد

السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٨ الساعة ١١:٤٦ مساءً
مراسلات تكشف.. قطر دفعت 275 مليون دولار لإرهابيين بسبب رحلة صيد

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن مراسلات مسربة تؤكد أن قطر دفعت مبالغ طائلة بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق، بهدف الإفراج عن عدد من مواطنيها وأفراد من الأسرة الحاكمة اختُطفوا في العراق 2015.

وقال مصدر لواشنطن بوست: إن دبلوماسيًّا قطريًّا كبيرًا بعث برسالة إلى رئيسه في شهر إبريل الماضي، أي في الشهر الـ16 من اختطاف 25 قطريًّا، وقال فيها: إن الدوحة تعرضت للسرقة، فيما بينت الرسائل المسربة تذمر السفير القطري في العراق زايد بن سعيد الخيارين من سعي الميليشيات المتطرفة إلى سلب أموال قطر، حين دخلت الدوحة في مفاوضات سرية لأجل تحرير مواطنيها.

وكتب السفير وهو متزعم المباحثات: “كلهم لصوص، السوريون وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي، كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم”.

ودفعت قطر في إبريل 275 مليون دولار على الأقل، للإفراج عن 9 أفراد من الأسرة الحاكمة و16 مواطنًا آخرين تعرضوا للاختطاف أثناء رحلة صيد في العراق، حيث أكدت “واشنطن بوست” أن قطر دفعت الأموال للإرهابيين، بناء على رسائل بين المسؤولين القطريين.

وبينت المراسلات، أن صفقة تحرير الرهائن، كانت تقوم على دفع 150 مليون دولار نقدًا للأشخاص والجماعات الذين لعبوا دور الوساطة لتحرير الرهائن، وهم أشخاص تدرجهم الولايات المتحدة منذ مدة طويلة على قوائم الإرهاب.

وتضم الأطراف الوسيطة في الملف القطري كلًّا من الحرس الثوري الإيراني وكتائب حزب الله، إضافة إلى جماعة عسكرية متورطة في هجمات دامية ضد القوات الأميركية في العراق.

وقالت واشنطن بوست: إن دفع تلك الأموال لم يكن سوى جزء من صفقة أكبر شملت حكومات العراق وإيران وتركيا، فضلًا عن ميليشيات حزب الله اللبنانية وفصيلين اثنين من المعارضة السورية، بما في ذلك جبهة النصرة.

وبسبب دخول عدة أطراف على الخط، ارتفع المبلغ المطلوب للإفراج عن الرهائن إلى مليار دولار، تشمل صفقة الإفراج عن جنود إيرانيين في سوريا، وصفقة تهجير البلدات الأربع في سوريا.

ولا تنفي الرسالة في الواقع أن تكون قطر قد دفعت مالًا لأجل إنهاء الأزمة، لكنها تشير إلى أن من تلقوا المبالغ كانوا مسؤولين حكوميين، وأشارت الوثيقة إلى ما قيل إنها مبادرة قطرية لأجل تقوية العلاقات مع العراق وضمان الإفراج عن المخطوفين.

وتُظهر الوثائق التي حصلت عليها “واشنطن بوست”، أن المال دفع بالفعل للإرهابيين، وأظهرت أن مسؤولين قطريين وقعوا على دفع مبالغ تتراوح بين 5 و50 مليون دولار لمسؤولين عراقيين وإيرانيين وميليشيات، فضلًا عن 50 مليون دولار لشخص أشير إليه بقاسم، أي قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني وهو أحد أبرز اللاعبين في صفقة الإفراج عن الرهائن.

كما تظهر المراسلات أن قطر دفعت 150 مليون دولار لكتائب حزب الله العراق، بالإضافة إلى 10 ملايين دولار لوسيط اسمه أبو محمد السعدي.

وكتب السفير القطري لدى العراق، زايد بن سعيد الخيارين في رسالة موجهة إلى كتائب حزب الله “ستصلكم أموالنا حين نستلم أهلنا- في إشارة إلى المخطوفين”.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول مطلع على خبايا المراسلات، دون ذكر اسمه، أن الأرقام المذكورة في الرسائل ليست دقيقة بشكل تام؛ إذ جرى تعديلها حتى تكون مضللة بشأن ما جرى دفعه، لكن الثابت بحسب قوله أن مئات الملايين من الدولارات تم شحنها إلى بغداد في إبريل 2017.