إعادة الهيكلة تضع الرياضة السعودية في المقدمة

الجمعة ١٨ مايو ٢٠١٨ الساعة ٥:٢١ مساءً
إعادة الهيكلة تضع الرياضة السعودية في المقدمة

حظيت الرياضة السعودية باهتمام كبير في رؤية المملكة 2030 التي أطلقت برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في 25 أبريل 2016م , إذ جاء منها أن الدولة ستشجع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق تميزٍ رياضي على الصعيدين المحلّي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها بمتابعة دؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وتأكيدًا على تميز المملكة في تنظيم واستضافة المناسبات العالمية على أرضها، وافق أصحاب المعالي وزراء الرياضة في ختام أعمال اجتماع الدورة الـ 41 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في القاهرة المنعقد في 14 مايو 2018م، بحضور معالي الأستاذ تركي آل الشيخ على إقامة برنامج المشاعر المقدسة لشباب الدول العربية بالمملكة.
وشهدت الرياضة السعودية في الآونة الأخيرة مرحلة جديدة من صناعة التميز وزيادة الفعاليات وإطلاق المبادرات بما يحقق تنمية شاملة للقطاع الرياضي في المملكة، من خلال استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية العالمي ، ابتداء ببطولة الملك سلمان العالمية للشطرنج، وماراثون الرياض الدولي، مروراً بمنافسات WWE للمصارعة، والتوقيع على أكبر اتفاقية نقل ورعاية لكرة القدم في الشرق الأوسط، بعقد مدته 10 أعوام مقابل 6 مليارات و600 مليون ريال .
وذهبت رؤية المملكة في تنمية قطاع الرياضة إلى العمل على تحقيق جودة الحياة لأبناء المملكة ومن يقيم على أرضها، من خلال بناء المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية في إطار منظومة عمل تواكب كل جديد على الساحة الرياضية وفيه المنفعة للوطن ومواطنيه.
وتحقق ولله الحمد حاليًا العديد من النتائج الملموسة على أرض الواقع، إذ أشارت إحصاءات أخيرة إلى ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة في المملكة من 13 % إلى 23 % ، وظهر ذلك في نتائج مسح ممارسة الرياضة في الأشهر القليلة الماضية الذي عدّه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تفوقاً على الهدف المرجو تحقيقه في عام 2020 بتحقيقه خلال هذا العام، في حين أن خطط الرؤية المستقبلية تقول إنه سيتم رفع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من (13 %) إلى (40 %) بحلول عام 2030.

ومن بين الأهداف الـ23 لبرنامج جودة الحياة 2020 الذي أطلقه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية 2018م كأحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميز في عدة رياضات إقليميًّا وعالميًّا.
وأشار سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي إلى أن هيئة الرياضة مشاركة بقوة في برنامج “جودة الحياة 2020” الذي يعكس رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-, وتوجيهاته في تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، ودعم واستحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والأنماط الأخرى الملائمة التي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وإيجاد الوظائف، وتعزيز الفرص الاستثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي .
وفي إطار رؤية المملكة 2030 م التي دعمت حضور المرأة السعودية وتمكينها في المجال الرياضي, أصدر معالي رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العربية السعودية تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ قراراً بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز بمنصب وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير , وذلك خلال عقد الجمعية العمومية للجنة الأولمبية العربية السعودية غير العادي لتعيين وانتخاب أعضاء مجلس الإدارة للفترة الأولمبية المتبقية 2017-2020م .
وأوضحت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان أن قيادتنا الرشيدة تسير بخطى ثابتة في شتى المجالات ومن بينها الجوانب التنموية التي تصنع مستقبل هذا الوطن وأجياله وتعتمد على الشفافية والوضوح في تنفيذ برامجها التنموية ومن ذلك تهيئة البيئة والمناخ المناسب لنجاح وجود المرأة السعودية في مختلف المجالات للمساهمة في البناء والعمل .
ونالت سمو الأميرة ريما بنت بندر جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي التي تعد من أبرز الجوائز المهتمة بالإبداع والتميز بما تحمله من أهداف وغايات لخدمة المجتمعات وتحفيز كل من يعمل من أجلها ، مؤكدة أن الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة السعودية من القيادة الرشيدة يعد دافعاً كبيراً لمزيد من العطاء والتميز والوصول لأفضل درجات النجاح.
وكانت اللجنة الأولمبية العربية السعودية برئاسة تركي آل الشيخ بدعم مباشر من سمو ولي العهد قد استحدثت العديد من الاتحادات وأعادت هيكلة اتحاداتها الرياضية في الفترة الأخيرة وهو ما أكده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في حديثه عن رؤية المملكة 2030، عن إعادة هيكلة للقطاع الرياضي ، وتخصيص برامج ومبادرات واضحة لاستهداف الأنشطة الرياضية السعودية.

ومن بين خطوات إعادة هيكلة الرياضة في المملكة رياضة كرة القدم، بهدف تلبية احتياجات واهتمامات كافة شرائح المجتمع ، وتحقيق طموحات المواهب التي تزخر بها المملكة في الألعاب المختلفة الحركية والذهنية والإلكترونية.
ويعد “رفع مستوى الأندية الاقتصادي وتحسين أوضاعها المالية”، شعاراً وضعته الهيئة العامة للرياضة ضمن أولوياتها وهو تجسيد لما توليه القيادة الحكيمة للقطاع الرياضي والرياضيين من دعم واهتمام بالغين، ورغبة منها في توفير البيئة المناسبة لتقديم كل ما يمكن تقديمه لشباب هذا الوطن الغالي.
كما يعد تأهل المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا, هدفاً استراتيجيًا سعت إليه المملكة من خلال تطويرها للرياضة السعودية في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة سمو ولي العهد – حفظهما الله -، مثلما تسعى إليه مختلف دول العالم لا سيما منذ انطلاق بطولات كأس العالم عام 1930م، إذ بات اهتمام أغلب المنتخبات العالمية المسارعة في الوصول إلى هذه المونديال الذي يعد أكبر المنافسات الرياضية في العالم.
ومن المقرر أن يستهل الأخضر السعودي مشاركته العالمية الخامسة بمواجهة المنتخب الروسي “المستضيف” في افتتاح النسخة المقبلة يوم 14 يونيو في موسكو ، بعد حضور متواصل لـ4 نسخ أعوام ” 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية , و 1998 في فرنسا , و2002 في كوريا الجنوبية واليابان , و2006 في ألمانيا”.
وتأتي مشاركة المنتخب في مونديال كأس العالم في روسيا في وقت بالغ الأهمية للوطن كونها جاءت بعد غياب عن المشاركة في آخر نسختين ” 2010 في جنوب إفريقيا , و2014 في البرازيل” ,كما أنها المرة الأولى التي يخوض فيها منتخب عربي مباراة افتتاحية في كأس العالم التي من المتوقع أن تحظى بمشاهدة ما يزيد على مليار نسمة في أنحاء المعمورة، ناهيك عن الحضور الرسمي في مثل هذه المباريات يكون على مستوى قادة ورؤساء وملوك الدول.
وتسعى المملكة بأن لا تقتصر مشاركتها في المونديال على الجانب الرياضي وحسب، إذ ستتجاوز ذلك إلى جوانب أخرى تتمثل في إقامة العديد من الفعاليات المصاحبة للتعريف بالمملكة العربية السعودية , وما تزخر به من مكانة دينية من خلال وجود الحرمين الشريفين، علاوة على تميزها في الموقع الجغرافي وما تحمل أرضها من آثار تاريخية لحضارات وأمم عاشت على أرض الجزيرة العربية التي تمثل المملكة منها 70%، فضلاً عن إبراز ما تشهده المملكة من تطور في مجالات تنموية عدة.